اتصل بنا
 

النشيد الوطني الجزائري يُزعج فرنسا

كاتب عربي

نيسان ـ نشر في 2023-09-08 الساعة 07:13

نيسان ـ لا يزال النشيد الوطني الجزائري يُزعج فرنسا. نصّ النشيد موضوع تداول وخلاف مستمرّ بين الحكومتين الفرنسيّة والجزائريّة. والحكومة الجزائريّة (بعد تجربة عبد الناصر) هي الأكثر إصراراً على الكرامة الوطنيّة والعزّة بين حكومات العرب. النشيد يمكن أن يكون مادة لتعليم الإباء الوطني والقومي بين الناشئة العرب. نصُّه من صياغة سجين مقاوم. يبدأ النشيد بقسم باسم دماء الشهداء والتغنّي بالرشاش في التعامل مع الاحتلال. هذا النَفَس غير موجود في الثقافة العربيّة. حتى الذين تغنّوا بالمقاومة في الماضي تحوّلوا نحو تبجيل السلام العالمي (هل يمكن مثلاً أن نسمع مارسيل خليفة يُعيد غناء مقطع «للطلقة في صدر الفاشستي أغنّي»؟ مستحيل. المقطع من زمن آخر، ولبنان عاصمة التحوّل والانتقال غير الرشيق عبر المراحل حسب الهيمنة الحاليّة). النشيد الوطني الجزائري يخاطب فرنسا مباشرة ويقطع لها بأنّه «قد مضى وقت العِتاب، وطويناه كما يُطوى الكتاب». ثم يضيف: «يا فرنسا، إن ذا يوم الحساب، فاستعدّي، وخذي منا الجواب». كيف يمكن ألا تنزعج الحكومات الفرنسيّة من هذا النبض الثوري المقاوِم الذي لم يضعف عبر العقود؟ الجزائر تهدّد البلد المُستعمِر وتجعل من التهديد مقطعاً محفوظاً من طلبة المدارس. هكذا تتوطّد دعائم البنيان الوطني. والجزائر شكّلت منذ التأسيس نموذجاً مختلفاً عن باقي الدول العربيّة في التعاطي مع الغرب المستعمِر. لم يَحسب الغرب حساباً كما يحسب للجزائر لأن الدولة (بصرف النظر عن الحكّام) تتعاطى مع المُستعمِر من منطلق قوّة وإصرار على السيادة الوطنيّة. قارنوا الكلام العام المبني على «الهوبرة» في النشيد الوطني اللبناني مع كلام النشيد الجزائري. لكن لبنان هو النموذج المتطرّف النقيض في العالم العربي لنموذج الجزائر في العلاقة مع الغرب. يروي بشارة الخوري في «حقائق لبنانية» أنّه بعد تحقيق الاستقلال الاسمي عن فرنسا، فإنّ بارجة فرنسيّة طلبت زيارة مرفأ بيروت. وبين أخذ وردّ حول الرسالة المنوي بعثها، أصرّ بشارة الخوري على الترحيب بالبارجة كبادرة حسن نيّة كي لا يُقال إن لبنان يكنّ ضغينة ما نحو مُستعمِره. في لبنان، لا عتاب ولا حساب. فقط التمثّل بالمُستعمر.الاخبار

نيسان ـ نشر في 2023-09-08 الساعة 07:13


رأي: أسعد أبو خليل كاتب عربي

الكلمات الأكثر بحثاً