بلا قافية

نيسان ـ أكثر حديث ممل مع شخص يقول لك بعد كل جملة "بلا قافية" أو أن يقول "لا تفهموني غلط" والتي تعني لا تفكر بنية سيئة، رغم أن "بلا قافية" هذه تذكرك مباشرة بسوء النية بطريقة نطقه للكلمات وبحركاته الإيحائية، خصوصا حين يستخدم أسماء خضار معينة أو كلمات تحمل أكثر من معنى.
وهي لا علاقة لها بقافية الشعر، ولا أعرف من أين جاءت بالضبط.
وحين يقول لك "بلا قافية" تذهب إلى القافية مباشرة ويصير الكلام بألف قافية وقافية.
فما إن تسمع "البلا قافية" هذه، حتى تقفيها وتذهب بتفكيرك إلى ما لا يراد، وكأنها قيلت فقط لاستدعاء الدلالة البذيئة.
ومشكلة من يتعمد استخدام "بلا قافية" أنه غالبا ثقيل الظل وغير مؤدب لأنه من الممكن أن يقول شيئا غير مستحب بحضور أناس لا يعرفهم أو حتى سيدات وأطفال، وغالبا ما يضحك لوحده على نكته القديمة البايخة والدلعة التي أصابها الصدأ.
الجيل الحالي، وعصر منصات التواصل، لا يحتاج أحد حتى "يقفيه" فالعصر منفتح ومفتوح "بلا قافية" وحرية التعبير فيه دائما "بلا قافية"، وكل شيء متوفر في الإنترنت، حتى في الشعر تحرر كثير من الشعراء من القافية، ولم يعودوا بحاجة إلى من يقفيهم.
تجنب من يبدأ حديثه بـ" لا تفهمني غلط" لأنه يريدك أن تفهمه غلط.
بعض المسؤولين يتحدث عن رفع الأسعار ثم يقول: الدفع قبل الرفع "بلا قافية".