الجيواستراتيجي وانعكاسه على الداخل الأردني
نيسان ـ نشر في 2023-09-16 الساعة 06:59
نيسان ـ لا يجب أن يغيب عن نقاش أي شأن داخلي أردني المحيط الجيواستراتيجي المعقد الذي نعيش فيه. إغفال البيئة الإقليمية سيكون خطأ كبيرا لن يفضي الى تقييمات موضوعية دقيقة عن واقع حالنا الذي تأثر وما يزال بكم كبير من الأخطار والتحديات التي رتبت علينا أعباء كبيرة. الأردن محاط بالمخاطر من كل صوب ولا يمكن إغفال أثر ذلك، فجيراننا المباشرون ليس فرنسا والسويد وبلجيكا، بل سورية والعراق والضفة والأراضي المحتلة وغيرهم من الجيران الأبعد من دول الشرق الأوسط المنهارة، وكلها تعج بالمشاكل.
على الحدود الشمالية تحدنا دولتان؛ سورية وإيران، ترسل لنا المشاكل والتحديات من مخدرات وسلاح ومتفجرات، تفعلها من خلال تنظيمات وميليشيات تريد المال لكي تقوى ثم تبدأ بتنفيذ أجندتها السياسية. إنه الأسلوب الإيراني التقليدي في العمل وتصدير المشاكل واللااستقرار. اللاجئون السوريون لا ترغب بهم بلدهم سورية يمكثون في الأردن الذي أواهم وأمنهم، ولكن لذلك تكلفة اقتصادية ومالية ترك الأردن لدفعها وحده. تأثرنا اقتصاديا أيضا بسبب تراجع التجارة مع سورية ومن خلالها لأوروبا؛ حيث تأثرت الصادرات وقطاع النقل. سورية مرتهنة لإيران ولا تملك من قرارها شيئا، وإن فعلت وقررت، فهي عاجزة عن التطبيق لأنها خرجت من الحرب منهكة.
ليس الحال أفضل بكثير مع العراق، فرغم تراجع الهجمات الإرهابية من جهة حدوده بعد أن تراجعت استباحة داعش لثلث العراق غربا، إلا أن التفاعل الاقتصادي بين الجارين العراق والأردن ما يزال عرضة للنفوذ والفيتو الإيراني، بما في ذلك قوائم السلع المعفاة والصادرات الزراعية التي باتت تحتكم لروزنامة إيران الزراعية وتصدير منتجاتها للعراق. الانفتاح على العراق مستمر ولكنه يسير ببطء شديد لأنه محتكم للنفوذ الإيراني بعد أن سلم العالم العراق على طبق من فضة لإيران.
أما غربا فالضفة فلسطين والأراضي المحتلة، وهذا أيضا يشكل تحديا للأردن، فانعدام الاستقرار هناك مهم بالنسبة لنا يؤثر مباشرة بقطاعات كبيرة من شعبنا، ورفاه واستقرار وتقدم الشعب الفلسطيني مصلحة أردنية استراتيجية لا يدخر الأردن جهدا لكي يدفع باتجاهها. أما اليمين الإسرائيلي فهو خطر محدق على الأردن، لأنه يتبنى أجندة دينية ترفض حل الدولتين، وهذا مساس مباشر بمصالح الأردن العليا، بما في ذلك مصالح الملايين من أبناء شعبه ممن يحملون صفة اللجوء، ومن حقهم أن تستقر هويتهم الوطنية، وهذا لن يتم قبل إحقاق الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والقادرة على منح الجنسية.
كل هذه الأخطار تحيط بالأردن وترتب تحديات عليه، وصموده بلا شك قصة نجاح عظيمة، وعلينا عندما نقيم أوضاعنا الاقتصادية والسياسية والتحديثية أن نبقي أقدامنا على الأرض ونضع نصب أعيننا أننا نعيش بالشرق الأوسط، في عين العاصفة ومحاطون بالنار. الحكمة والاعتدال في القرار واحترافية القيادة والأجهزة ووعي الشعب جنبنا الكثير من شرور الإقليم، ولا بد من الاستمرار بذلك ببرغماتية تعلي مصالح الأردن أمام التحديات التي تواجهه.
الغد
على الحدود الشمالية تحدنا دولتان؛ سورية وإيران، ترسل لنا المشاكل والتحديات من مخدرات وسلاح ومتفجرات، تفعلها من خلال تنظيمات وميليشيات تريد المال لكي تقوى ثم تبدأ بتنفيذ أجندتها السياسية. إنه الأسلوب الإيراني التقليدي في العمل وتصدير المشاكل واللااستقرار. اللاجئون السوريون لا ترغب بهم بلدهم سورية يمكثون في الأردن الذي أواهم وأمنهم، ولكن لذلك تكلفة اقتصادية ومالية ترك الأردن لدفعها وحده. تأثرنا اقتصاديا أيضا بسبب تراجع التجارة مع سورية ومن خلالها لأوروبا؛ حيث تأثرت الصادرات وقطاع النقل. سورية مرتهنة لإيران ولا تملك من قرارها شيئا، وإن فعلت وقررت، فهي عاجزة عن التطبيق لأنها خرجت من الحرب منهكة.
ليس الحال أفضل بكثير مع العراق، فرغم تراجع الهجمات الإرهابية من جهة حدوده بعد أن تراجعت استباحة داعش لثلث العراق غربا، إلا أن التفاعل الاقتصادي بين الجارين العراق والأردن ما يزال عرضة للنفوذ والفيتو الإيراني، بما في ذلك قوائم السلع المعفاة والصادرات الزراعية التي باتت تحتكم لروزنامة إيران الزراعية وتصدير منتجاتها للعراق. الانفتاح على العراق مستمر ولكنه يسير ببطء شديد لأنه محتكم للنفوذ الإيراني بعد أن سلم العالم العراق على طبق من فضة لإيران.
أما غربا فالضفة فلسطين والأراضي المحتلة، وهذا أيضا يشكل تحديا للأردن، فانعدام الاستقرار هناك مهم بالنسبة لنا يؤثر مباشرة بقطاعات كبيرة من شعبنا، ورفاه واستقرار وتقدم الشعب الفلسطيني مصلحة أردنية استراتيجية لا يدخر الأردن جهدا لكي يدفع باتجاهها. أما اليمين الإسرائيلي فهو خطر محدق على الأردن، لأنه يتبنى أجندة دينية ترفض حل الدولتين، وهذا مساس مباشر بمصالح الأردن العليا، بما في ذلك مصالح الملايين من أبناء شعبه ممن يحملون صفة اللجوء، ومن حقهم أن تستقر هويتهم الوطنية، وهذا لن يتم قبل إحقاق الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والقادرة على منح الجنسية.
كل هذه الأخطار تحيط بالأردن وترتب تحديات عليه، وصموده بلا شك قصة نجاح عظيمة، وعلينا عندما نقيم أوضاعنا الاقتصادية والسياسية والتحديثية أن نبقي أقدامنا على الأرض ونضع نصب أعيننا أننا نعيش بالشرق الأوسط، في عين العاصفة ومحاطون بالنار. الحكمة والاعتدال في القرار واحترافية القيادة والأجهزة ووعي الشعب جنبنا الكثير من شرور الإقليم، ولا بد من الاستمرار بذلك ببرغماتية تعلي مصالح الأردن أمام التحديات التي تواجهه.
الغد
نيسان ـ نشر في 2023-09-16 الساعة 06:59
رأي: د.محمد المومني