اتصل بنا
 

فلسطين: لن ننسى!

غادة أحمد السمان (مواليد 1942) كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية. أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت أن تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الإطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى آفاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.

نيسان ـ نشر في 2023-09-16 الساعة 07:26

نيسان ـ كان الشهيد الذي اغتالته إسرائيل غسان كنفاني يقول تعليقاً على وعد بلفور (بتوليد) إسرائيل: بلفور أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق! واغتالت إسرائيل في قلب بيروت عدداً كبيراً من الفلسطينيين الذين يقفون كالخنجر في وجه مطامعها.. وسنظل نتذكر غسان كنفاني وقافلة من الشهداء الذين اغتالتهم إسرائيل. وما أكثر الشهداء في فلسطين المحتلة أيضاً. إسرائيل في فلسطين المحتلة لا تكتفي بقتل المناضلين بل تهدم منازلهم وتبقى جدة الشهيد العجوز مثلاً مشردة كما بقية أسرته. وثمة 32 طفلاً فلسطينياً استشهدوا على أيدي قوات الاحتلال و(المستوطنين) منذ بداية هذا العام. وحسناً فعلت أستراليا حين واجهت إسرائيل بحقيقتها واعتبرت (المناطق الفلسطينية) أرضاً محتلة.. وحسناً فعل الفلسطينيون حين طلبوا منها اعترافاً كاملاً بدولة فلسطين..
من وجهة نظري، فلسطين بأكملها بما في ذلك ما حدث عام (1948) هي ببساطة محتلة، احتلها الإسرائيليون بقوة السلاح.. ولا يبدو أنها ستعود كلها لأبنائها الحقيقيين إلا برفض العرب جميعاً لحضور إسرائيل في قلب أرض العرب: فلسطين.
روح المقاومة
هذه السيدة السعودية وعمرها 110 أعوام تعود للدراسة لمقاومة الأمية! إنها تستحق الإعجاب والاحترام، وعودتها إلى الدراسة دعوة غير مباشرة للنساء كلهن لمقاومة الجهل بسبب ظروف ما، وها هي تلك السيدة تحمل 110 على كتفيها وتعود للدراسة. في وسع الإنسان مقاومة كل ما يرفضه، وروح المقاومة يمكن أن تتجلى في المجالات كلها.. وتتحدى الزمن والأعمار كلها..
لحظة جنون
إنه قاض أمريكي، ويعرف أكثر من غيره معنى إطلاق النار (من مسدس) على شخص آخر، لكنه اقترف ذلك حين أطلق النار على زوجته وقتلها إثر شجار. أهم ما في الخبر أنه كان ثملاً حين اقترف ذلك وكان قد شرب الكثير من الخمرة، وهو ما أحذر منه دائماً.
شرب الخمرة دون اعتدال وتناول المخدرات كالكوكايين يمكن لذلك وما شابه التسبب في مآس إنسانية كثيرة.. منها ما اقترفه النجم الفرنسي (الفكاهي!) بيار بالماد الذي شرب كمية كبيرة من الخمرة (دعمها) بكمية كبيرة من الكوكايين وخرج مع صديقين يقود سيارته، فصدم سيارة أخرى فيها أسرة (غير ثملة!) وتسبب بإجهاض سيدة كانت تركبها وكانت في شهرها السابع من الحمل وجرح طفلاً في السابعة كان في المقعد الخلفي، كما أدمى السائق، وثم نقلهم إلى المستشفى..
هل سيسجن النجم بالماد لما اقترفه أم لا؟ لا أعرف، فلست القاضي لكنني أظن أنه من المفيد سحب رخصة قيادة السيارة لكل من يقود سيارته وهو ثمل وتناول المخدرات لكي لا يسبب الأذى للآخرين (ولنفسه) أيضاً..
في مطار واشنطن
كنت قد هبطت وزوجي (رحمه الله) من الطائرة الآتية من بيروت للمشاركة في حفل حصول ابني على شهادة (الدكتوراه)، ومررنا طبعاً برجال الجمارك التي يحق لها تفتيش حقائب القادمين إلى أمريكا وسألني رئيسهم: هل معك ممنوعات ويقصد (الحشيش) الذي كان يباع سراً في بيروت. وكنت أحمل معي علبة فيها بسكوت خاص لمعدة زوجي الذي كان مريضاً بالقرحة (كراكرز) بالإنجليزية، وهو ما قلته لرجل الجمارك، وسألني وهو يستعد لاعتقالي: معك كراك؟
ولأنني أعرف أن إدخال الطعام إلى أمريكا ممنوع قلت له: إنه شهي. هل تحب أن تذوقه! وانفجر رجل الجمارك ضاحكاً إذ أدرك أنني لا أعرف اسم المخدر الذي لفظت كلمة البسكوت صنع البيت باسمه، وقال لي هيا اذهبي.. بالمقابل، ثمة بلاد سمحت بتدخين (الحشيش) المخدر مع السجائر.
دخنوا بحرية بدل القتل
حدثت في مرسيليا (فرنسا) ومدينة «نيم» اغتيالات بسبب بيع المخدرات، ولكن ثمة بلادا أخرى أوروبية وجدت أنه من الأفضل السماح بها بحيث لا تشكل تجارة سرية وتتسبب بقتل أبرياء عن طريق الخطأ.. ولكن القوانين الفرنسية حتى هذه اللحظة لا تبيح ذلك.
هل تقتل الأم أولادها؟
ذهلت وأنا أطالع في الصحافة العالمية والعربية خبراً عن أم قتلت بناتها الثلاث! هل يمكن لأم أن تفعل ذلك؟ هل كانت ثملة؟ هل مرت بلحظة جنون؟ الأم اتهمت بقتل توأميها مايا وكارلا خنفاً (سنتان عمرهما) وكان زوجها (والد القتلى) يتناول العشاء خارج البيت مع أصدقائه، كما قتلت ابنتها كاركا (عمرها في السنة الثالثة).
أذهلني هذا الخبر، وادعى المحامي الذي يدافع عنها أن المرأة التي قتلت أولادها كانت تعاني من اضطراب ذهني، ولكنني أظن أنها فعلت ذلك انتقاماً من زوجها الذي تركها وذهب لتناول العشاء مع أصدقائه. إنها لحظة جنون ستندم عليها تلك الأم!
أوهام إسرائيل
هل تتوهم إسرائيل أن في وسعها أن تقتل كل فلسطيني مقاوم بذريعة لحظة جنون؟ يا لها من لحظة جنون جماعية تدوم منذ أعوام.. وحان الوقت لتصحو إسرائيل من وهمها بأن باستطاعتها تحويل «المسجد الأقصى» إلى معبد يهودي وتحويل كل مقاوم إلى مرشح للقتل!
إن اغتيالها لغسان كنفاني وسواه في بيروت وغيرها لن يجعلها تمارس قتل فلسطين بكل (أمان)! سيظل الصبي الفلسطيني يرمي سيارة العدو بحجر وستظل تقتله أو تهدم بيته لكي يلومه أهله.. لا أحد يستطيع لوم الفلسطيني على إعلان كراهيته لمن احتل وطنه حتى إذا هدموا بيته!

نيسان ـ نشر في 2023-09-16 الساعة 07:26


رأي: غادة السمان غادة أحمد السمان (مواليد 1942) كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية. أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت أن تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الإطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى آفاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.

الكلمات الأكثر بحثاً