اتصل بنا
 

جبروت الطبيعة وهشاشة الإنسان

رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

نيسان ـ نشر في 2023-09-17 الساعة 06:54

نيسان ـ بعض الشعوب البدائية كانت تفسّر حدوث الزلازل بطريقة فنتازية مضحكة. فالأرض باعتقادهم محمولة على قرن ثور قوي يجري ماخرا عباب الفضاء لاهثا نافثا زفيره الساخن، وكأنه في ميدان سباق لا خط نهاية له لكنه حين يشعر بالوهن والتعب ويريد إراحة قرنه يقذف كرة الأرض إلى أعلى؛ لتسقط مستقرة على رأس قرنه؛ فيشعر سكان الكوكب المسكين بالاهتزاز والرجرجة المخيفة التي نسميها زلزالا.
تذكرت الأسطورة العجيبة هذه بعد شيوع ظلال عديدة في تفسير حدوث الزلزال اللعين الذي وسط المغرب وفيضانات مدينة درنة الليبية الأسبوع الماضي وقتل وتشريد الآلاف. فيبدو أن البعض لا يتقن إلا العزف على وتر هذه الربابة متحديا نفسه بتغييب عقله وتفكيره حين يرضى بترديد أفكار أكثر غرابة وعجبا من حكاية الثور وقرنه المتعب، مع أن باستطاعة الجميع أن ينالوا المعلومة العلمية الصحيحة بكل سهولة.
بعيدا عن هذا ما زال يحزنني الإنسان حين يتولاه جبروت الطبيعة ويحيله إلى عدد أصم في قوائم الموتى في الجوائح والنوائح مرة، وفي النكبات والكوارث الطبيعية مرات ومرات. الإنسان رغم عنفوانه وغروره ضعيف كورقة في مهب الخريف، وقد تبدو الحياة بهشاشة بيت متهالك لحظة الزلزال.
ويحزنني أكثر أن يجد الواحد نفسه عاجزا عن فعل أي شيء لهؤلاء البشر المكلومين بعد إذ صارت بيوتهم أكفانا وقبورا في رمشة عين أو أدني. مما يجعلنا نرجع البصر كرتين وأكثر؛ لنفكر في حياتنا ومعناها وجدواها.
مع كل هذا الألم والفقد والبؤس يبهجني شيء صغير. فأن يخرج ناجون من تحت الأنقاض بعد أسبوع من الكارثة يجعلنا نؤمن أن الحياة مثابرة صامدة تستحق أن تعاش وتحيا، وتستحق أن نرنو إليها بكل أمل وتفاؤل. الحياة قوية.
يبقى أن العالم لم يسع لمساعدة المنكوبين سعيه للحروب والتعبئة والتجييش. وهذا يجعلني أتساءل لماذا لا يكون ثمة جيش عالمي مجهز في قارات العالم للمساعدة في مثل هذه النكبات والويلات متخطيا كل الاعتبارات الطبقية والسياسية.
لماذ لا تغيب في الكوارث كل الفروقات والخلافات السياسية وتحضر حقيقة واحدة فقط، هي الحياة وصراعها المرير مع الموت.الدستور

نيسان ـ نشر في 2023-09-17 الساعة 06:54


رأي: رمزي الغزوي رمزي الغزوي أديب وإعلامي أردني عربي، يعمل محاضرا متفرغا في الجامعة الأردنية، وعمل عضو هيئة تدريس في جامعة فيلادلفيا كلية الآداب والفنون قسم الصحافة، وهو كاتب عمود صحفي يومي (مجرات) في جريدة الدستور الأردنية، له ثمانية عشر مؤلفاً إبداعياً في مختلف صنوف الأدب (شعر، وقصة، وأدب أطفال، ونصوص مكان، ومقالات وأدب الرحلات)، يقيم في مدينة عمان، وهو مواليد عجلون 1972، حاصل على ماجستير في الصحافة الإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني/ الجامعة الأردنية ونال الكثير من الجوائز الأدبية والصحفية، أبرزها جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال عن روايته قمر ورد 2014، وجائزة أفضل مقالة صحفية عربية (جائزة محمد طبلية) 2012، وجائزة أفضل كاتب مقال صحفي لعام 2008، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007 وجائزة تيسير سبول للقصة القصيرة 2000، كما نال لقب شاعر الطلبة العرب/ بغداد 1994 إبان دراسته للفيزياء في الجامعة المستنصرية (تخرج 1994). وهو متزوج وأب لطفلين وطفلة.

الكلمات الأكثر بحثاً