اتصل بنا
 

خطاب الملك .. يكرس لنظام عالمي قائم على القانون والعدالة

نيسان ـ نشر في 2023-09-22 الساعة 09:38

نيسان ـ ما يشهده عالمنا اليوم من تحديات متتالية.. يحتم على الأردن أن يكون له وقفة مراجعة تهدف إلى إرساء قواعد القانون والعدالة بين الامم وتسخير الموارد اللازمة لمواجهتها كأولوية متقدمة حفاظـا على الإنسانية بأسرها هذا نداء وجهه الأردن إلى العالم عبر منبر الأمم المتحدة وهي دعوة تكاتف وتعاضد لإنقاذ العالم قبل فوات الأوان؛ معتمدين في تحقيق هذه الغاية على قوة المنطق والقانون وميثاق الأمم المتحدة لا على منطق القوة والظلم.
ولطالما طالب الأردن بالحفاظ على الدور البناء، الذي تقوم به الأمم المتحدة عبر سعيه الدءوب لتنفيذ مبادئ ميثاقها، الذي ظل دستورا للعلاقات الدولية ومرجعا لما يتجاوز السبعين عاما من عمر الامم المتحدة، ويبقى أملا في تكريس نظام عالمي قائم على القانون والعدالة، والعمل على إرساء السلام؛ ومن هذا المنطلق خاطب الملك باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وسمو الأمير هاشم بن عبدالله الثاني، العالم مؤكدا على منطق الاستدلال الصحيح، بوضع العالم أمام مسؤولياته الاخلاقية والقانونية وكيفية تقييم الحجج والأدلّة المنطقية حيال قضايا المنطقة والعالم لا سيما القضايا المصيرية للشعوب التي تتطلب تدخلا فاعلا لمناصرته ومساعدته على تجاوز محنته وتقويم مساره؛ والمساعدة على التمييز بين الأفكار المنطقية القوية منها والضعيفة، حتى يتمّ الوصول إلى الشكل الصحيح والوصول إلى الحقائق أو المعتقدات الصحيحة والآلام والمعاناة أثناء المرور بتجربة فريدة عانتها وتعيشها الشعوب، مثل تجارب التهجير والعنصرية، وما لفّ لفيفها من جرائم الاستعمار والاحتلال للشعوب المستضعفة.

وكان الملك واضحا أمام العالم ومن على منبر الأمم المتحدة بأن الاردن لن يقف مكتوف الايدي من أية تهديدات مستقبلية تمس أمننا الوطني جراء الأزمة السورية وأن مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم فقط، لذا فإن الظروف الدولية الراهنة إنما فاقمت واقع استمر عقودا من القصور في التعاون الإقليمي والدولي وعكست أهمية مراعاة توسيع نطاق الدعم الدولى للقضية الفلسطينية ؛ كونهــا قضية أممية وإنسانية وإيجاد حال عادل وحلها.
وفي حال استمرت الضبابية تحيط بمستقبل الاشقاء الفلسطينيين سيكون من المستحيل الاتفاق على حل سياسي مع دولة الاحتلال التي ضربت بمواثيق وقرارات الامم المتحدة عرض الحائط مع التاكيد على مواصلة المملكة التزامها بالمحافظة على هوية القدس بموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
هنا تأتي المسؤولية الاخلاقية للهاشمين لتتجلى بابهى صورها منطلقة من مبادئها مدافعا عن عدالة القضية الفلسطينية التي عنوانها «الدولة الفلسطينية» على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
وتضمنت كلمة جلالة الملك رسائل للعالم حول هاتين القضيتين الفلسطينية والسورية ذات الطابع الدولي والتعقيدات الاقليمية لكننا في الأردن من أكثر المتأثرين بتداعياتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وهما يمران في عقد صعبة يعمق الكارثة ويبقيها مفتوحة بلا حل.
وخطاب الملك جاء بوقت دقيق وحساس، والأزمات والحروب والكوارث واختلاط للأوراق بين كل الفرق ونصيب الأمة منها ليس بصغير. ومن هذا المنطلق، أستعرض الملك حفظه الله ورعاه من خلال هذا المحفل المهم رؤية الاردن–كعضو مؤسس للأمم المتحدة ولعدد من المنظمات الإقليمية–للواقع الدولي وإسهاماتها في مواجهة التحديات التي يشهدها عالمنا اليوم.
الرأي

نيسان ـ نشر في 2023-09-22 الساعة 09:38


رأي: د محمد كامل القرعان

الكلمات الأكثر بحثاً