ماذا يفعل الأردن؟
سميح المعايطة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2023-09-25 الساعة 07:07
نيسان ـ رغم كل الأزمات المستعصية على الحل والأزمات العابرة التي تمر بها المنطقة وتفرض على الأردن استحقاقات سياسية وأمنية واقتصادية إلا أن بعض المراحل ومنها المرحلة الحالية تحمل تطورات ربما عكس ماكانت عليه التوقعات أو المعطيات.
الأزمة السورية قبل عام كان هناك تفاؤل بأن تذهب نحو التفكيك ولو بشكل بطيء، وكان الأردن سعيدا بتحول مبادرته لحل الأزمة السورية ومحاولة فتح أبواب العرب والعالم أمام سورية والبدء بحلول لأزمة المخدرات واللاجئين الى مبادرة عربية، وكان الإقبال العربي على سورية وبيان عمان وقمة جدة لكن الأردن عاد إلى المربع الأول والسبب ليس الأردن ولا العرب ولا حتى المجتمع الدولي بل النظام السوري الذي كان يريد أن يكسب سياسيا واقتصاديا دون أن يقدم شيئا حتى لشعبه، فعادت الأزمة السورية للتصاعد داخليا في الجنوب السوري حيث درعا والسويداء وما تزال حرب المخدرات التي تقودها إيران ومخالبها في سورية ومعها النظام مستمر، بل وظهرت مخاوف جديدة من موجة لجوء سورية جديدة من السويداء اذا ماذهبت الأمور هناك إلى الأسوأ.
وعلى الحدود الغربية مع فلسطين وفي الإقليم هناك انتظار لتطور كبير يتمثل في التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهو أمر يختلف عن كل التطبيع السابق بين دول عربية وإسلامية مع إسرائيل، فالسعودية وزن عربي وإسلامي وإقليمي، واقتصادي هي بلد تتسارع فيه التنمية إضافة إلى مقدراته المالية الكبيرة.
السعودية دولة لها مشروعها الداخلي والخارجي، وهي دولة تعلن حرصها على الحقوق الفلسطينية، ولديها موقف معلوم في هذا المجال، لكن المشكلة في الطرف الآخر نتنياهو وحكومته العنصرية التي لم تعد معنية بعملية سلام مع الفلسطينيين بل تتبنى سرا وعلنا أفكارا ومخططات تهويدية في القدس والضفة وتستغل حالة التردي في الحالة الفلسطينية في رام الله والتشرذم بين غزة والضفة .
حكومة نتنياهو لاتخفي منهجها في الفصل بين أي علاقة مع أي دولة عربية أو إسلامية مع القضية الفلسطينية، ومؤكدا أنها ستحاول استثمار أي تطبيع ليكون انتصارا لها وستبذل كل جهد لمنع اي ترابط بين التطبيع مع السعودية وأي عملية سياسية تخدم الفلسطينيين، وستلجأ للمماطلة وتقديم تسهيلات معيشية للفلسطينيين دون الذهاب إلى جوهر القضية .
الأردن اليوم أمام تطورين مهمين.. الأول عودة الملف السوري إلى المربع الأول وغياب أي مسار سياسي لتفكيك أزمتي حرب المخدرات أو اللاجئين وايضا المخاوف من تطورات سلبية إضافية، والثاني مايجري مع حكومة نتنياهو التي تتعامل مع الأردن بعدوانية والسبب ليس ملفات ثنائية في العلاقات بين الطرفين بل ملف القدس والمقدسات وايضا الموقف الأردني الذي يصر على وجود حل سياسي للقضية الفلسطينية يعطي الفلسطينيين حقوقهم الوطنية على أرضهم.
الأردن يرتبط بمعاهدة مع إسرائيل، ووجود تطبيع بين السعودية وإسرائيل أمر متوقع وهو يثق بالسعودية وموقفها المؤيد للحق الفلسطيني لكنه يعلم طبيعة نتنياهو وحكومته، أما سورية فالتطورات تعني استمرار الأعباء الأمنية والعسكرية من الجنوب السوري وايضا من ملف اللاجئين...
معظم ما كان ليس مفاجئا تماما ورغم صعوبة تبعاته إلا أن الأردن لديه خيارات للتعامل مع القادم إن لم يكن لتحقيق مكاسب فلدرء المخاطر وتخفيفها.الغد
الأزمة السورية قبل عام كان هناك تفاؤل بأن تذهب نحو التفكيك ولو بشكل بطيء، وكان الأردن سعيدا بتحول مبادرته لحل الأزمة السورية ومحاولة فتح أبواب العرب والعالم أمام سورية والبدء بحلول لأزمة المخدرات واللاجئين الى مبادرة عربية، وكان الإقبال العربي على سورية وبيان عمان وقمة جدة لكن الأردن عاد إلى المربع الأول والسبب ليس الأردن ولا العرب ولا حتى المجتمع الدولي بل النظام السوري الذي كان يريد أن يكسب سياسيا واقتصاديا دون أن يقدم شيئا حتى لشعبه، فعادت الأزمة السورية للتصاعد داخليا في الجنوب السوري حيث درعا والسويداء وما تزال حرب المخدرات التي تقودها إيران ومخالبها في سورية ومعها النظام مستمر، بل وظهرت مخاوف جديدة من موجة لجوء سورية جديدة من السويداء اذا ماذهبت الأمور هناك إلى الأسوأ.
وعلى الحدود الغربية مع فلسطين وفي الإقليم هناك انتظار لتطور كبير يتمثل في التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهو أمر يختلف عن كل التطبيع السابق بين دول عربية وإسلامية مع إسرائيل، فالسعودية وزن عربي وإسلامي وإقليمي، واقتصادي هي بلد تتسارع فيه التنمية إضافة إلى مقدراته المالية الكبيرة.
السعودية دولة لها مشروعها الداخلي والخارجي، وهي دولة تعلن حرصها على الحقوق الفلسطينية، ولديها موقف معلوم في هذا المجال، لكن المشكلة في الطرف الآخر نتنياهو وحكومته العنصرية التي لم تعد معنية بعملية سلام مع الفلسطينيين بل تتبنى سرا وعلنا أفكارا ومخططات تهويدية في القدس والضفة وتستغل حالة التردي في الحالة الفلسطينية في رام الله والتشرذم بين غزة والضفة .
حكومة نتنياهو لاتخفي منهجها في الفصل بين أي علاقة مع أي دولة عربية أو إسلامية مع القضية الفلسطينية، ومؤكدا أنها ستحاول استثمار أي تطبيع ليكون انتصارا لها وستبذل كل جهد لمنع اي ترابط بين التطبيع مع السعودية وأي عملية سياسية تخدم الفلسطينيين، وستلجأ للمماطلة وتقديم تسهيلات معيشية للفلسطينيين دون الذهاب إلى جوهر القضية .
الأردن اليوم أمام تطورين مهمين.. الأول عودة الملف السوري إلى المربع الأول وغياب أي مسار سياسي لتفكيك أزمتي حرب المخدرات أو اللاجئين وايضا المخاوف من تطورات سلبية إضافية، والثاني مايجري مع حكومة نتنياهو التي تتعامل مع الأردن بعدوانية والسبب ليس ملفات ثنائية في العلاقات بين الطرفين بل ملف القدس والمقدسات وايضا الموقف الأردني الذي يصر على وجود حل سياسي للقضية الفلسطينية يعطي الفلسطينيين حقوقهم الوطنية على أرضهم.
الأردن يرتبط بمعاهدة مع إسرائيل، ووجود تطبيع بين السعودية وإسرائيل أمر متوقع وهو يثق بالسعودية وموقفها المؤيد للحق الفلسطيني لكنه يعلم طبيعة نتنياهو وحكومته، أما سورية فالتطورات تعني استمرار الأعباء الأمنية والعسكرية من الجنوب السوري وايضا من ملف اللاجئين...
معظم ما كان ليس مفاجئا تماما ورغم صعوبة تبعاته إلا أن الأردن لديه خيارات للتعامل مع القادم إن لم يكن لتحقيق مكاسب فلدرء المخاطر وتخفيفها.الغد
نيسان ـ نشر في 2023-09-25 الساعة 07:07
رأي: سميح المعايطة كاتب أردني