اتصل بنا
 

آخر تعاليل التعديل السابع العياصرة والمومني .. إعلامِيّان على أهبة الانخراط في حروب السياسة

نيسان ـ نشر في 2023-09-25 الساعة 09:33

x
نيسان ـ محمد قبيلات
لم تخلُ الساعات الأربع والعشرين الفائتة، من تسجيل نقاط جديدة في كراريس مفارقات السياسة الأردنية، فالنائب العياصرة، الذي كان، بالأمس القريب، رأس حربة قناة الجزيرة في السجالات الإعلامية ضد السعودية، بات اليوم المرشح الأول لمنصب وزير الاتصال الحكومي، فهل يُفرغ الأمر من هذه الحقيقة المعروفة، ليكون بحدود المكافأة المقدمة له على جهوده في الدفاع عن قانون الجرائم الإلكترونية؟ أم أن توزيره يجيء ضمن سياقات التحضيرات للمعركة السياسية الإقليمية المقبلة، التي ستكون بالضرورة تصعيدية مع بعض الشقيقات العربية الكبرى، اذا ما اضطر بعضها للتجاوز عن واجبها في تثبيت الحقوق الفلسطينية الرئيسية وواصلت ترتيب أوراقها بالحسابات (البراغماتية) مع "اسرائيل" وأمريكا.
لكن؛ في هذا المضمار، الأسئلة كثيرة بينما الأجوبة قليلة، في ظل سياسة التكتم، وغياب الشفافية، فبرغم التوجهات الرسمية لمأسسة عملية اتخاذ القرارات إلا أنها ما زالت تطبخ في الغرف المعتمة وبالنكهات القديمة غير النافعة، وبعيدًا عن إشراك الجهات المعنية وبيوت الخبرة في اتخاذ مثل هذه الخطوات المهمة، ذلك مع احترامنا الشديد لسعادة النائب، لكن كل الذين جاءوا إلى وزارة الإعلام من خارج الجسم الإعلامي الرسمي، البيروقراطي، فشلوا في إدارة هذه المهمة، لأنهم لا يمتلكون أمَة الخطاب الرسمي وآليات صياغته الثقيلة، والقدرة على ضبطه، حتى لو كان على حساب السبق الإعلامي.
كان ذلك في عهود اهتمام بيت الإعلام الرسمي بأضابير داخلية، لكن؛ اليوم المرحلة حساسة، كونها إقليمية بامتياز، ومصيرية لا تحتمل المخاطرة.
أما سعادة العين، الصحافي المهم، الوزير السابق، عضو لجنة التحديث السياسي، الذي بات يتبوأ أهم مقعد حزبي برامجي في هذه المرحلة، فقد قرر أن يبدأ خوض معركته الانتخابية مبكرا، وعلى نحو من الشطط غير المعهود لدى رجالات الدولة، فقد قرر فتح إضبارة المال السياسي في وجه خصومه، من دون أية أدلة أو دلائل واضحة، ما اضطر أكثر من حزب برامجي الطلب منه توضيح من يقصد بأقواله، ذلك غير أن المفاجأة غمرت الجهات الرسمية فخرج رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب لائمًا على التسرع في التشويش على العملية السياسية بالحديث عن الرشى.
والحقيقة أن طنجرة الانتخابات بدأت تغلي، وبدأ تقلب ماءها الساخن، وبدأت تلفظ ما بداخلها من حصى ودبش، فبرغم خبراتنا الرسمية، الفذّة، في هندسة الحياة الحزبية والانتخابية، إلا أنها ستقف عاجزة عن ضبط كل هذه المُدخلات، النهمة، المتشابكة، الموعودة بالكراسي والمناصب، فالقصة أكبر من إدارة أضابير التنفيعات، كما عهدناها وخبرناها، وأكبر من سياسة الجزر المبروش المنثور لأرانب السياسة، أو سياسة الهش بعصا خفيفة على المتزاحمين على المكاسب، إنها لحظة أكبر من أن تغيب عنها الأطراف الفاعلة، الممثلة الحقيقية، القادرة على حمل الأثقال المتراكمة.
نعم القصة أكبر، لأن المرحلة المقبلة تحتمل اندلاع الكثير من المواجهات السياسية محليًا وعربيًا، وعلى مستوى الإقليم.
والساتر رب العالمين.

نيسان ـ نشر في 2023-09-25 الساعة 09:33

الكلمات الأكثر بحثاً