الكوريدور الاقتصادي بين الهند وأوروبا
نيسان ـ نشر في 2023-09-30 الساعة 07:05
نيسان ـ أعلن الرئيس الأميركي من قمة العشرين في الهند عن كوريدور اقتصادي يربط الهند مع أوروبا مرورا بالإمارات والسعودية والأردن. الطريق يتضمن خطوط نقل بحري وسككا حديدية برية، ومتوقع أن يقلل بنسب مقدرة كلف الشحن السابقة بين الهند وأوروبا، وأن يقلل الفترة الزمنية لنقل السلع والبضائع بمعدل ستة الى تسعة أيام وهذا أيضا شيء مهم.
المشروع كبير جدا واستراتيجي، وله فوائد جمة على جميع أطرافه، ويحقق رؤية التكامل الاقتصادي والاعتماد المتبادل اللوجستي، وتلك فكرة عظيمة عميقة ستجلب شيئا من الرفاه والسلام معا، فالدول التي تعتمد وتستفيد من بعضها بعضا اقتصاديا لا تتصارع أو تتحارب، وقد ثبت ذلك عمليا في أوروبا، حيث كان لفكرة الاعتماد المتبادل بين دول أوروبا السبب الأساس في رفاه أوروبا وفي منع حدوث حرب عالمية ثالثة فيها.
الغريب في أمر هذا المشروع، أننا سمعنا عنه من قبل رئيس الولايات المتحدة الأميركية فقط، ولم يكن هناك أي معرفة مسبقة لدى الرأي العام عنه، وكارثة إذا كان هذا حال الرسميين أيضا. الغريب الثاني أن أحدا لم يقل لنا بشيء من الشرح ما فوائد وجود الأردن ضمن هكذا مشروع، وهو ما أراه واضحا وبائنا وإيجابيا. لم يفت الوقت على ذلك ولا بد من الاستدراك لتبيان فوائد المشروع.
بالرغم من كل الأهمية الاقتصادية واللوجستية التي يتضمنها المشروع، إلا أن ثمة بعدا استراتيجيا أعمق بكثير من ذلك، وهو إعطاء أفضلية كبيرة وتشابك اقتصادي مهول للهند، وذلك بالتأكيد سيكون على حساب الصين، وتلك ضربة استراتيجية كبيرة للصين من أميركا تستفيد منها الهند، وجزء من سياسة التنافس الاستراتيجي مع الصين التي يتبناها الرئيس الأميركي بايدن.
ما فعله بايدن شبيه الى حد بعيد بما فعله الرئيس الأميركي نيكسون في السبعينيات من القرن الماضي، عندما انفتح وطبع العلاقات مع الصين الشيوعية لإبعادها عن الاتحاد السوفييتي الشيوعي، فاستفادت الصين وتم ضرب السوفييت بقوة وإضعاف حضورهم العالمي. لقد كانت ضربة استراتيجية موفقة أدت لكثير من الاختراقات، لولاها كان يمكن للحرب الباردة أن تنتهي على نحو آخر. إنها براعة بايدن الخارجية، فهو بهذه الخطوة حقق سبقا وأضعف الصين كثيرا، وجلب الهند الصاعدة كثالث أقوى اقتصاد بالعالم لتكون قريبة للعالم الغربي.
أما مصر وقناة السويس فليست بالضرورة متضررة حتى وإن كان هذا الكوريدور سيأخذ جزءا من الشحن الذي كان ليمر عبر السويس، والسبب أن قناة السويس تعمل بكامل طاقتها الاستيعابية وبالكاد تلبي طلبات الشحن عبر القناة. حجم التجارة المتنامي عالميا بين الشرق والغرب يحتاج لقناة السويس والكوريدور الاقتصادي وربما لمزيد من خطوط النقل والشحن.
بالمحصلة، المشروع كبير اقتصاديا واستراتيجيا، وسيعود بالخير على الجميع، وسيجعل العالم أكثر ازدهارا واعتمادية على بعضه بعضا، وهذا بدوره سيزيد السلام وأجواء التعاون بين الدول.الغد
المشروع كبير جدا واستراتيجي، وله فوائد جمة على جميع أطرافه، ويحقق رؤية التكامل الاقتصادي والاعتماد المتبادل اللوجستي، وتلك فكرة عظيمة عميقة ستجلب شيئا من الرفاه والسلام معا، فالدول التي تعتمد وتستفيد من بعضها بعضا اقتصاديا لا تتصارع أو تتحارب، وقد ثبت ذلك عمليا في أوروبا، حيث كان لفكرة الاعتماد المتبادل بين دول أوروبا السبب الأساس في رفاه أوروبا وفي منع حدوث حرب عالمية ثالثة فيها.
الغريب في أمر هذا المشروع، أننا سمعنا عنه من قبل رئيس الولايات المتحدة الأميركية فقط، ولم يكن هناك أي معرفة مسبقة لدى الرأي العام عنه، وكارثة إذا كان هذا حال الرسميين أيضا. الغريب الثاني أن أحدا لم يقل لنا بشيء من الشرح ما فوائد وجود الأردن ضمن هكذا مشروع، وهو ما أراه واضحا وبائنا وإيجابيا. لم يفت الوقت على ذلك ولا بد من الاستدراك لتبيان فوائد المشروع.
بالرغم من كل الأهمية الاقتصادية واللوجستية التي يتضمنها المشروع، إلا أن ثمة بعدا استراتيجيا أعمق بكثير من ذلك، وهو إعطاء أفضلية كبيرة وتشابك اقتصادي مهول للهند، وذلك بالتأكيد سيكون على حساب الصين، وتلك ضربة استراتيجية كبيرة للصين من أميركا تستفيد منها الهند، وجزء من سياسة التنافس الاستراتيجي مع الصين التي يتبناها الرئيس الأميركي بايدن.
ما فعله بايدن شبيه الى حد بعيد بما فعله الرئيس الأميركي نيكسون في السبعينيات من القرن الماضي، عندما انفتح وطبع العلاقات مع الصين الشيوعية لإبعادها عن الاتحاد السوفييتي الشيوعي، فاستفادت الصين وتم ضرب السوفييت بقوة وإضعاف حضورهم العالمي. لقد كانت ضربة استراتيجية موفقة أدت لكثير من الاختراقات، لولاها كان يمكن للحرب الباردة أن تنتهي على نحو آخر. إنها براعة بايدن الخارجية، فهو بهذه الخطوة حقق سبقا وأضعف الصين كثيرا، وجلب الهند الصاعدة كثالث أقوى اقتصاد بالعالم لتكون قريبة للعالم الغربي.
أما مصر وقناة السويس فليست بالضرورة متضررة حتى وإن كان هذا الكوريدور سيأخذ جزءا من الشحن الذي كان ليمر عبر السويس، والسبب أن قناة السويس تعمل بكامل طاقتها الاستيعابية وبالكاد تلبي طلبات الشحن عبر القناة. حجم التجارة المتنامي عالميا بين الشرق والغرب يحتاج لقناة السويس والكوريدور الاقتصادي وربما لمزيد من خطوط النقل والشحن.
بالمحصلة، المشروع كبير اقتصاديا واستراتيجيا، وسيعود بالخير على الجميع، وسيجعل العالم أكثر ازدهارا واعتمادية على بعضه بعضا، وهذا بدوره سيزيد السلام وأجواء التعاون بين الدول.الغد
نيسان ـ نشر في 2023-09-30 الساعة 07:05
رأي: د.محمد المومني