ثعلبة

نيسان ـ عادة، اقص شعري بخمسة دنانير.
الحلاق مرتاح بالتعامل معي، يقوم بعمله كما يشاء، بلا إبداء أي ملاحظة او اعتراض مني.
خلال تجوالي في وسط البلد، رأيت أحد الصالونات، عند بداية طلوع شارع المصدار، مقابل ابو موسى للكرشات والروس، يعلق يافطة مكتوب عليها، قص شعر بدينار ونصف.
لم يثر اهتمامي.
أكملت طريقي، مروراً بالجورة سابقاً، ثم رجال أعمال سقف السيل، سلمت على "الشاولين" اشهر الباعة، عبد العزيز ما يزال مضطجعاً على مفرشه، باقي الزملاء منهمكون في عرض بضائعهم، قطعت عشرات الامتار، وصلت سيدات اعمال سقف السيل، ألقيت التحية على نعمة وأم احمد، وعدد من عضوات الهيئة الادارية للنادي.
أشرت للحافلة، ركبت الى محطة الحافلات.
اثناء تجوالي امام المتاجر الصغيرة المتراصة مقابل مواقف الحافلات.
لاحظت صالون حلاقة للرجال، على واجهة زجاجه يافطة تعلن عن: قص شعر بدينار واحد.
اربعة دنانير فرق سعر جيد، بين حلاقي الاساسي وهذا.
الحلاق، شاب لم يتجاوز العشرين عاما، يراقبه تلميذه بعمر اربعة عشرة عاما.
دخلت، بادرني: تفضل يا عم، إجلس بإنتظار دورك.
رحت أعبث بهاتفي.
أنهى عمله مع زبون، وقال لي: تفضل، كيف أقص لك شعرك.
قلت له: كما قصصت للزبون السابق.
بالفعل، أنهى عمله على اكمل وجه، لكنه سألني: هل "الثعلبة الجلدية" معدية؟
أجبته: اعتقد انها معدية.
راح يشتم الزبون السابق: إبن الحرام لم يقل لي أن في رأسه ثعلبة.
خرجت كالمجنون، لحق بي يريد اجرته، رميت له دينار.
اشتريت معقمات وكحول طبية، وصلت منزلي، غسلت رأسي وجسدي، بعد ساعة كررت العملية.
زرت طبيب جلدية، فحصني وطلب إلي الاستمرار بإستخدام المعقمات مرتين يومياً، كتب لي أدوية احتياطية.
بلغ مجموع ما دفعت ما يزيد عن سبعين دينارا. لكنني وفرت أربعة دنانير فرق سعر في الحلاقة.