اتصل بنا
 

يا ليتني كنت غزياً

نيسان ـ نشر في 2023-10-10 الساعة 12:29

x
نيسان ـ محرر الشؤون الأردنية
نعم، يا ليتني كنت غزياً، أنهض في الصباح على رائحة الرجولة، وفي الظهيرة تشدني المواجهة إلى المساء، حيث تنفجر قنابل الأفراح.
وحده الغزي القادر على غرس أوتاده الحادة بظهر الأنظمة الفاسدة، بعد حشوها في رأس المحتل، ووحده الغزي من لا يخذل نفسه ولا يتواطأ على أحلامه في التحرر والكرامة، أما نحن فنفعل أكثر من ذلك.
المقاوم لا يخون، ولا يتعب ولا يهادن، الفلسطيني بهوية عربية من صمود ومقاومة، ينهض فجراً ليغرس بيده زيتونة، وفي الاخرى ينشئ جيلاً. فالمقاومة لديهم قصة أجيال ترفض المساومة، وتقبل على الشهادة إقبالنا على الحياة.
نعم، أشتهي أن أكون جنين، أريد أن أعرف كيف يلدن السيدات أسوداً فيما تغرق المنطقة بالخراف، أريد أن أتذوق طعم الهوية حين يجبلنها الامهات برائحة العز.
أريد أن أتغلب على مرارة الدنيا بنفجان قهوة الشعب الفلسطيني. أريد أن أفهم كيف تُحرق أجساد الأطفال وتمطر الدنيا والمآمرات رصاصات للعدو، ثم تنبت الأرض مقاومة لا تقهر.
أريد أن أعانق المآذن والكنائس الشامخة.. أريد أن أغفو على كتف سيدة زغردت للتو على زوجها الشهيد، ثم تستقبلها شابة تسند وجعها إلى بندقية أطلقت بها رصاص الفرح لخطيبها الشهيد. أريد أن أعرف كيف تحيل الأمهات دماء الشهداء إلى طوق من حرية وسياج من أنفة.
أريد أن أرقب هدم المنازل ثم لا تتشرد العائلات، ولا تندب النسوة حظهن، بل يضعن أبناءهن على درب من خزامى الحب المنثور في قمم الجبال الفلسطينية، ويهمسن بآذانهم إن اكملوا الدرب ولا تنتظروا أحداً.

نيسان ـ نشر في 2023-10-10 الساعة 12:29

الكلمات الأكثر بحثاً