اتصل بنا
 

غزة والاردن ومصر ورفح والجبروت المكسور!

نيسان ـ نشر في 2023-10-11 الساعة 07:37

نيسان ـ على التحليل أن يستند إلى حقائق، ليصل إلى حقائق أخرى، وفي الأخبار أنّ الملك عبد الله الثاني أوعز بايصال المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة عبر رفح، وفي الاخبار، أيضاً، أنّ الرئيس السيسي قال إنّ مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وفي الأخبار أيضاً وأيضاً أنّ مقاتلات تل أبيب تضرب معبر رفح، وتهدد وتتوعد لمنع وصول أيّ شيئ من رفح إلى غزة!
من الطبيعي أن يكون الاردن نسّق مع مصر بهذا الشأن، ومن الطبيعي أيضاً أنّ القاهرة تعمل على مساندة غزة لأنّها ظلّت تحمل المسؤؤلية الاخلاقية عنها، وليس سرّاً أنّ أغلب المحللين الاسرائيليين يقولون الآن أنّ مصر سهّلت وصول الأسلحة للقطاع المحتل، أو في القليل أنّها أغمضت عينيها عن ذلك.
من الطبيعي، أكثر، أن نفهم فرح المصريين الضمني باجتياح حماس لغلاف غزة ضمن عملية نوعية غير مسبوقة، فهو هدية تاريخية للقاهرة، مذكّراً بحرب اكتوبر في كثير من تفاصيلها وموعدها، وإلى ذلك فتل أبيب هي التي غدرت بكلّ محاولات الوساطة المصرية بين حماس واسرائيل حول التهدئة والأسرى.
من قرأ ما بين سطور خطاب الملك عبد الله الثاني في الامم المتحدة، قبل أسبوعين، سيعرف أنّه توقّع هذا الذي يحصل، وليس سرّاً أنّ كاد يعلن بصراحة أنّ المنطقة ذاهبة إلى عنف غير مسبوق، وكلّ ذلك على أرضية خمسة وسبعين عاماً من التعنت الاسرائيلي، وكرّر ما ظلّ يقوله دوماً: حلّ الدولتين هو الحلّ الوحيد.
في تقديرنا أنّ كلّ الأطراف كانت ترى ما سيحصل، ما عدا الطرف الاسرائيلي الذي ظلّ أذنا من طين وأذنا من عجين، ولا يستمع حتى للراعي الاميركي، وهكذا فقد صارت المباغتة والمفاجأة لتل أبيب، دون أن تنتبه هذه لكلّ الوقائع التي تجري حولها.
ليست إسرائيل هي التي أعلنت الحرب، بل المقاومة الفلسطينية منذ دخلت فجر السبت إلى البلاد المحتلة، وليست اسرائيل هي التي تحاول المبادرة الان مع استيعابها جزءاً ما حصل، حتى مع كلّ جبروتها العسكري المكسور، وفي يقيننا أنّ هذا الكسر لم يعد قابلاً للجبر، والأيام والأشهر مقبلة، وللحديث بقية.

نيسان ـ نشر في 2023-10-11 الساعة 07:37


رأي: باسم سكجها

الكلمات الأكثر بحثاً