اتصل بنا
 

لاجئة: تهون المآسي اذا كانت فلسطين مسك الختام!

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2023-10-11 الساعة 19:32

نيسان ـ تتأبط الثمانينية مريم عودة "كوشان ارض" تعتبره هوية تمدها بالصمود امام عاديات الزمان ، و"كرت مؤن" يذكرها دوما بترحيل قسري عن بلدة لم تبرح ذاكرتها مذ هجرت مع الاف الفلسطينيين في العام ,1948 وتدرك "أُم علي" أن خططاً دولية فشلت وأُخرى تجري مسلسلاتها وسواها على الطريق تستهدف "اقناعنا بالامتثال" ، لتستدرك جازمة "كرت المؤن لعين" اعطونا اياه "ليعطوا البلاد" لليهود. وللاجئة عودة ذاكرة حيّة بصور تسرد تفاصيل تواليها وكأنها للتو وقعت ، مضيفة "كنت في العشرين حين اطبق غراب البين على فلسطين ، كنت تزوجت قبلها بأربع سنوات من ابن عمي الذي لم يقبل فكرة التشريد اصلا فانضم الى جماعات مقاومة كانت تشاغل بـ"البواريد" جيش المحتل وعصاباته". وتضيف ام علي "انقطعت أخبارُه قبيل هجوم اليهود على قريتنا بيوم" ، مستذكرةً "كان فجراً حزيناً ليوم أظنه ثلاثاء حين جاءتني جارتي تستعجلني توضيب ما خف حمله من متاع لان اليهود دخلوا القرية من الشمال".
تتابع ام علي وهي تستعيد مشهدا قاسيا "لم نذق طعم النوم لليال طويلة قبل تلك الليلة التي قضيتها استطلع الاخبار عن رجالنا الغائبين وفزعة عربية اتخمونا بأحاديثها".
مضت ام علي تقول وهي تجلس في فناء منزل أسرتها في مخيم مادبا "قضينا اياما طويلة ننام في العراء ، نُنسي الصغار جوعهم ببعض خبز وتمر وزيت وزيتون حملناه معنا ، استقر بنا الحال جوار احدى الترع في الغور ، كانت اعيننا لا تنقطع عن النظر الى الغرب". وبعد آهات عميقة اضافت "لا زلنا يا ابني ننظر الى الغرب بأمل ، فهناك ثمة ما يعتمل". وزادت "انا ادرك انهم طردونا بالنار لننسى اننا بشر ، ولكن هيهات ، عشنا الكثير وسنرى منه مزيدا رغم عقود مضت من عمر الرحيل". وام علي التي لا تستهويها "كثرة الكلام" تقول "أُجيد الصمت فهو فضيلة اقلها ان تعيش عالمك الخاص دون منغصات تشكل مشهد حياة اللاجئ" ، لتستدرك بأمل "اتمنى ان تكون فلسطين حسن الختام فدونها تهون كل المآسي".
تفضل ام علي التي تسميها اسرتها "بركة الدار وذاكرتها" الموت على ان تقبل ولو لفظيا بما يسمى تنازلاً عن حق عودة الى قريتها ، مضيفة "الموت يا ابني اسهل علي من ان اسمح لسموم النسيان التي يصرون على ترديدها ان تتسلل الى اعماقي وعقلي". وتتساءل بأسى "هل انسى اسمي وذاكرتي ومكانا ولدت فيه؟. وتمضي متسائلة "انا العجوز لا استسلم لمثل هذه السموم فكيف بالملايين؟.
واستأنفت "أول الكلام وآخره واختصاره" عودتنا الى قبية لانها تساوي وجودنا ، اتحدى كل التدجين والسائد الذي يصوب ناره علينا طوال العقود". وقالت مختتمة "كلنا نرفض التدجين وتعهدنا ان نورث فلسطين لاجيالنا فالذاكرة أخطر ساحات المواجهة مع اليهود".

نيسان ـ نشر في 2023-10-11 الساعة 19:32


رأي: سليمان قبيلات كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً