هل ستمتد الحرب إلى دول ثانية؟
نيسان ـ نشر في 2023-10-16 الساعة 01:13
نيسان ـ أكثر التساؤلات طرحا هذه الأيام، يتعلق حول مدة هذه الحرب، ومساحتها الجغرافية، وإذا ما كانت سوف تتوسع، أم لا، وإذا ما كانت سوف تنتهي سريعا أم ستتحول إلى حرب مفتوحة بلا نهايات؟
توسع الحرب يرتبط تحديدا بالضفة الغربية والقدس ولبنان وصولا إلى إيران والمنطقة العربية كاملة، وإذا كان المؤكد أن إسرائيل لا تريد توسيع الحرب، حتى الآن، لأنها منشغلة بغزة فقط، برغم أن عينها على لبنان تحديدا، إلا أن الميدان يؤشر باتجاه أمر آخر، هذا في الوقت الذي لا يريد لبنان الرسمي التورط في حرب إقليمية، خصوصا، بعد تلقي مرجعياته تهديدات أميركية عبر وسطاء عرب، تطالبه بالضغط على حزب الله، لمنعه من الاشتباك بالظرف الحالي.
اللبنانيون على المستوى الشعبي لا يريدون حربا أيضا، في بلد يعاني من غياب الخدمات وانهيار الوضع الاقتصادي، وتشظي البنية الداخلية الاجتماعية والمذهبية والطائفية، وعدم وجود توافق أصلا على دور ووجود حزب الله، وإلى أين يحق له أخذ لبنان في حروب قد يعتبرها بعض اللبنانيين ليست حروبهم أصلا، كما أن التيارات السياسية التي تريد إسقاط حزب الله، وإنهاء تسليحه لحسابات مختلفة لا تريد للحزب التورط في حرب إقليمية تعتبرها نيابة عن إيران.
كل الكلام هنا عن إيران، ودورها في المشهد، وما الذي تريده إسرائيل من إيران، خصوصا، أن إيران تبحث عن حل لأزمتها الاقتصادية، وتريد رفع العقوبات، وصياغة اتفاق نووي، وعملت على تحسين علاقاتها مع دول عربية، إلا أن إسرائيل بالمقابل تريد التخلص من كل عقدة إيران، ولا تؤمن بأي اتفاقات مع إيران، وتعتبر أن إيران قد تكون امتلكت سلاحا نوويا، دون إعلان.
هذا يقودنا إلى الاستخلاص الأهم حول ما إذا كانت إسرائيل ستجد نفسها مرغمة هنا على التوصل إلى صفقة سياسية مع إيران وجماعاتها في لبنان ودول ثانية، دون حرب، وترسيم القوى في كل المنطقة، لتحييد هذا المحور عن الملف الفلسطيني، أم ستجد نفسها مضطرة لمسرب الحرب بما تعنيه على كل الإقليم، فهي حرب لن تبقي أحدا دون أن تحرقه، على صعيد استقرار الدول واقتصاداتها وأسعار النفط ودخول أطراف دولية شريكة فيها لاعتبارات مختلفة.
المشهد الجاري يؤشر على خشونة ترتفع حدتها يوما بعد يوم بين إسرائيل وحزب الله، وعلينا أن نصبر قليلا لنتأكد هل ستتمكن كل الأطراف من إدارة هذه الخشونة ووضع سقوف لعمليات القصف المتبادل، أم ستخرج كل التقديرات عن الحسابات، وهذا أمر محتمل جدا، خصوصا، مع القذائف التي تأتي من سورية أحيانا، ومع توقيت الهجمة البرية على قطاع غزة، وما نراه من إخلاء إسرائيلي للمستوطنين في مناطق شمال فلسطين، وما يقدمه الأميركيون من دلالات على وضع مختلف، من خلال إرسال حاملات الطائرات، وإخلاء الأميركيين بحرا إلى قبرص، وحملة التجييش الغربي غير المسبوقة وغير الأخلاقية ضد الشعب الفلسطيني.
بدأت حروب إقليمية ودولية تاريخيا عبر بوابات صغيرة، لكن الحسابات فيها خرجت عن السيطرة، ونحن الآن نعبر ظرفا قد يقودنا إلى حرب إقليمية- دولية، لا تريدها أطراف كثيرة، لكنها ستجد نفسها وجها لوجه معها، خصوصا، مع وجود حسابات دولية لعواصم مثل موسكو وغيرها، تريد فتح جبهة في المنطقة ولو عبر الإيرانيين وجماعاتهم، تكون موازية لجبهة أوكرانيا المفتوحة ضد الروس، والتي تستنزف إمكاناتهم واستقرارهم، ودورهم في المنطقة والعالم.
هذه حرب ليست مثل سابقاتها، والحرب قابلة للتوسع باعتراف المسؤولين الدوليين، لأن حزب الله وإيران، إذا تركا غزة لمصيرها، سيأتيهما الدور لاحقا، بشكل أكثر عنفا ودموية ربما.
يبقى السؤال: هل يحتمل الإسرائيليون حربا ممتدة ومفتوحة؟.
الغد
توسع الحرب يرتبط تحديدا بالضفة الغربية والقدس ولبنان وصولا إلى إيران والمنطقة العربية كاملة، وإذا كان المؤكد أن إسرائيل لا تريد توسيع الحرب، حتى الآن، لأنها منشغلة بغزة فقط، برغم أن عينها على لبنان تحديدا، إلا أن الميدان يؤشر باتجاه أمر آخر، هذا في الوقت الذي لا يريد لبنان الرسمي التورط في حرب إقليمية، خصوصا، بعد تلقي مرجعياته تهديدات أميركية عبر وسطاء عرب، تطالبه بالضغط على حزب الله، لمنعه من الاشتباك بالظرف الحالي.
اللبنانيون على المستوى الشعبي لا يريدون حربا أيضا، في بلد يعاني من غياب الخدمات وانهيار الوضع الاقتصادي، وتشظي البنية الداخلية الاجتماعية والمذهبية والطائفية، وعدم وجود توافق أصلا على دور ووجود حزب الله، وإلى أين يحق له أخذ لبنان في حروب قد يعتبرها بعض اللبنانيين ليست حروبهم أصلا، كما أن التيارات السياسية التي تريد إسقاط حزب الله، وإنهاء تسليحه لحسابات مختلفة لا تريد للحزب التورط في حرب إقليمية تعتبرها نيابة عن إيران.
كل الكلام هنا عن إيران، ودورها في المشهد، وما الذي تريده إسرائيل من إيران، خصوصا، أن إيران تبحث عن حل لأزمتها الاقتصادية، وتريد رفع العقوبات، وصياغة اتفاق نووي، وعملت على تحسين علاقاتها مع دول عربية، إلا أن إسرائيل بالمقابل تريد التخلص من كل عقدة إيران، ولا تؤمن بأي اتفاقات مع إيران، وتعتبر أن إيران قد تكون امتلكت سلاحا نوويا، دون إعلان.
هذا يقودنا إلى الاستخلاص الأهم حول ما إذا كانت إسرائيل ستجد نفسها مرغمة هنا على التوصل إلى صفقة سياسية مع إيران وجماعاتها في لبنان ودول ثانية، دون حرب، وترسيم القوى في كل المنطقة، لتحييد هذا المحور عن الملف الفلسطيني، أم ستجد نفسها مضطرة لمسرب الحرب بما تعنيه على كل الإقليم، فهي حرب لن تبقي أحدا دون أن تحرقه، على صعيد استقرار الدول واقتصاداتها وأسعار النفط ودخول أطراف دولية شريكة فيها لاعتبارات مختلفة.
المشهد الجاري يؤشر على خشونة ترتفع حدتها يوما بعد يوم بين إسرائيل وحزب الله، وعلينا أن نصبر قليلا لنتأكد هل ستتمكن كل الأطراف من إدارة هذه الخشونة ووضع سقوف لعمليات القصف المتبادل، أم ستخرج كل التقديرات عن الحسابات، وهذا أمر محتمل جدا، خصوصا، مع القذائف التي تأتي من سورية أحيانا، ومع توقيت الهجمة البرية على قطاع غزة، وما نراه من إخلاء إسرائيلي للمستوطنين في مناطق شمال فلسطين، وما يقدمه الأميركيون من دلالات على وضع مختلف، من خلال إرسال حاملات الطائرات، وإخلاء الأميركيين بحرا إلى قبرص، وحملة التجييش الغربي غير المسبوقة وغير الأخلاقية ضد الشعب الفلسطيني.
بدأت حروب إقليمية ودولية تاريخيا عبر بوابات صغيرة، لكن الحسابات فيها خرجت عن السيطرة، ونحن الآن نعبر ظرفا قد يقودنا إلى حرب إقليمية- دولية، لا تريدها أطراف كثيرة، لكنها ستجد نفسها وجها لوجه معها، خصوصا، مع وجود حسابات دولية لعواصم مثل موسكو وغيرها، تريد فتح جبهة في المنطقة ولو عبر الإيرانيين وجماعاتهم، تكون موازية لجبهة أوكرانيا المفتوحة ضد الروس، والتي تستنزف إمكاناتهم واستقرارهم، ودورهم في المنطقة والعالم.
هذه حرب ليست مثل سابقاتها، والحرب قابلة للتوسع باعتراف المسؤولين الدوليين، لأن حزب الله وإيران، إذا تركا غزة لمصيرها، سيأتيهما الدور لاحقا، بشكل أكثر عنفا ودموية ربما.
يبقى السؤال: هل يحتمل الإسرائيليون حربا ممتدة ومفتوحة؟.
الغد
نيسان ـ نشر في 2023-10-16 الساعة 01:13
رأي: ماهر أبو طير