اتصل بنا
 

الكذب من غوبلز إلى نتنياهو!

نيسان ـ نشر في 2023-10-16 الساعة 10:38

نيسان ـ ربما تكون كذبة نتنياهو بشان »قطع رؤوس الاطفال واغتصاب النساء« من قبل مقاتلي القسام هي الخبر االكثر اثارة الذي رافق عملية »طوفان االقصى« التي بداتها حماس والمقاومة فجر السابع من اكتوبر الجاري، حيث نجح نتنياهو من خلال هذه الاكذوبة في حرف مسار التركيز االعالمي والسياسي عما يجري من فظائع ارتكبها جيش الاحتلال من خلال قصفه قطاع غزة باكثر من 4000 طن من القنابل والمتفجرات في ستة ايام.
كذبة نتنياهو والتمثيلية التي قام بها امام محطات التلفزة الاسرائيلية والعالمية التي دعاها الى مكتبه من اجل تصويره وهو يهاتف الرئيس الامريكي جو بايدن و »الدموع« في عينيه ليقول له بانه شاهد صورا الطفال ُقطعت رؤوسهم، فضيحة كبرى ومخزية تورط بها الرئيس بايدن الذي سرعان ما كررها دون ادنى محاولة منه للتاكد من مدى صحتها.
لم تصمد هذه الكذبة طويلا امام الحقيقة وسرعان ما تراجع عنها البيت االبيض ولكن الملفت ان ابواق الدعاية الداعمة لدولة الاحتلال في العالم استمرت بترديدها والسؤال لماذا كذب نتنياهو وما هو الهدف منها؟؟.
من الواضح ان نتنياهو المعروف باكاذيبه ومراوغته وجد في هذه الكذبة فرصة وحيلة لزيادة التعاطف الغربي مع كيانه، كما وجد فيها تبريرا وتمهيدا لعمليات االبادة التى يقوم بها جيش االحتالل في قطاع غزة ولكن وفي الوقت نفسه يبدو ان نتنياهو لم يفكر بما سينعكس على صورته وصورة كيانه بعد انكشاف الحقيقة وزيف الادعاء والسبب وراء الرعونة في اختراع الكذبة انه اخترعها في ظل »ازمته النفسية« التي تتمثل بصدمته مما جرى في السابع من اكتوبر، وازدياد قناعته بانه ذاهب ال محالة الى السجن بتهمة التقصير واالستهتار في حماية سكان غالف غزة في المستوطنات وهو ما يعيد الى االذهان ما جرى لغولدا مائير وموشي دايان بعد حرب اكتوبر عام 1973 مع مصر بعد تشكيل لجنة اغرانات الشهيرة، وازدياد شعوره بانه ذاهب الى السجن بسبب تهم الفساد التي تالحقه والتي حاول منذ بداية العام الحالي ومن خالل حكومته اليمينية المتطرفة العمل على احداث انقالب قانوني واضعاف سلطة المحكمة العليا االسرائيلية من اجل تحصين نفسه بقرارات من الكنيست تمنع محاكمته، ولكن مسار االحداث بعد طوفان االقصى ستاخذه الى »موت سياسي« يفقده كل مجده السابق حيث حكم دولة االحتالل »كطاووس« من 2009 الى 2023 باستثناء اشهر قليلة تشكلت فيها حكومة البيد نفتالي بينت وخاصة بعد اول اعتراف علني وواضح بالهزيمة التي اقر بها رئيس مجلس االمن القومي تساحي هنغبي »صديق نتنياهو وحليفه« مساء السبت الفائت حيث قال ما نصه )إن إسرائيل تعرضت لضربة مؤلمة(.
وأضاف: لقد فشلنا في مهمتنا وال خالف في ذلك، وسنفحصأسباب الفشل وتعرضنا لضربة مؤلمة لكننا نركز على الرد اآلن.
واعترف هنغبي بسوء تقديره االمني عندما قال إن حماسلن تجرؤ على التحرك ضدنا لسنوات طويلة.
اعتقد ان تصريحات هنغبي ستكون الدليل العلني على ضرورة محاكمة نتنياهو بالتقصير ومن االن حتى تنتهي معركة طوفان االقصى علينا توقع المزيد من البروبغندا واالكاذيب التي سيطلقها نتنياهو من اجل تحقيق امرين:
االول: االستمرار في محاولة صناعة جمهور يسانده، اي اعادة انتاج ذاته كبطل وكرئيس وزراء كفوء وسيعمل على تحميل المستوى العسكري واالمني مسؤولية الفشل تماما مثلما حصل مع غولدا مائير وموشي دايان.
الثاني: في حال حققت حماس االنتصارات السياسية وبخاصة في التفاوض بموضوع الرهائن وجثث االسرائليين وموضوع فتح معبر رفح والفشل الذي اتوقعه في المواجهة البرية على ارض القطاع وهي احتماالت واردة سيقوم وبكل بساطة باتهام العالم بالتأمر عليه وعلى ما يسمى باسرائيل تماما كما فعل زلينسيك الذي تلقى من أمريكا 43,2 مليار دوالر من المساعدات األمنية و2,9 مليار دوالر من المساعدات اإلنسانية و20,5 مليار دوالر من دعم الميزانية من خالل آليات البنك الدولي، ومع كل هذه االرقام قام وبدم بارد باتهام العالم بانه تخلى عن حرية اوكرانيا
بين وزير الدعاية النازية »بول يوزف غوبلز« وبين دولة االحتالل واكاذيبها منذ ان كانت مشروعا حتى اليوم قاسما مشتركا اال وهو الكذب من اجل تحقيق االهداف التي هى باالساس ليست انسانية، غوبلز كان يريد »تقديس« هتلر في عيون االلمان والشعوب االوروبية بينما دولة االحتالل تريد »وأد شعب« وتحويله في نظر العالم الى مجرد »حيوانات« غير مأسوف عليه.
والمعركة مستمرة..!!

نيسان ـ نشر في 2023-10-16 الساعة 10:38


رأي: رجا طلب

الكلمات الأكثر بحثاً