طوفان القدس
مريم عرجون
كاتبة جزائرية
نيسان ـ نشر في 2023-10-16 الساعة 18:03
نيسان ـ قوافل الحزن، والآلام، والغضب، مرت على صدري طوفانا، أيقظت الجرح في القلب، فاختلجت أوتار القلم، تشتعل النار التي لم تخمد، منذ أكثر من سبعين عاما، تزف للأرض العرائس، والأطفال، والنساء، والأمجاد، ولم تشكوا من تعب، قدس بروكنا حولها، واقفة باللهب، لن يخيفها نعيق ذئب مغتصب، ولن تصلب على الخشب، فلترقص صهيون على أنغام التهريج كما شاءت، فلن تساوم أرض المقدس، ولن تكون رهن المكسب، والطلب، ويد جرذ متطاول يقطعها عبادا لنا أولي بأس شديد، وكفي كلاما أيها العالم المغترب بالمال، والخطب، إننا لن نرضى غير لا إله إلا الله محمد رسول الله(ص) في الأرض نرفعها، ولن نكون لجهنم حطب، إن الله يؤيد جنوده، ومن أحيا جهاده عند الله مثواه، فكل دم مؤمن هدر ربك زكاه في أرض الرطب، وكان وعدا مفعولا.
فيا قدس، استقر عندها الكون يرعاها، كم نفتقد الآن وهنا لأولئك الراحلين البررة، المبشرين بالخلود، كلما استدعتهم الذاكرة، واعتلوا وجه المشهد في ساعات الوفاء الموسمية، ثم تأملت ما حولنا، تيقنت كم تمزقنا: قادة وقضية، ثقافة، وحلم، وهوية، نحترف لحظة بعد أخرى، فن ادارة الحزن العميق، درب ينحت مساره الشائك، في جرانيت أرواح تأبى التسليم، ما أقصى الحكمة الباردة، يا قادة العرب، يدوم الصمت، يتجاوز المعقول، فتصير الآهات حول حناجر المظلومين، مشانق تتخثر الآلام، وتتحول القلوب إلى جرانيت أبكم، وتتبول صهيون على رؤوس الأصنام البلهاء كل صباح، يغرقون وجوههم الصماء بنبيذ الفقه، وحشيش التراث، وشمبانيا المال، ويستمر الحال، على شبابنا أن يزلزلوا، و ينزلوا تحت الأرض، بالمعنى المجازي، والواقعي، وجهنم بجهنم، وإلا سيبعثر الريح رمادنا، انقسامكم بشع، متوحش، هو من منحهم الجرأة على التوغل علينا، والتوغل في دمنا، وديننا، وأرضنا، وهكذا عاد العالم البغيض يخجل من وجهه الكالح، الباهت، البشع، صفقاه تسير على القدمين، تتبختر في الشوارع، والميادين، وعلى الشطآن، والزواريب، والعشوائيات، وفوق اخواننا الفلسطينيين، مغترا بفائض قوته،
هكذا يرى هذا العالم إنسانه، وهكذا يصنف البائيس، والجياع، والمشردين في أراضيهم، معيار مذلتهم، وهوانهم، وطاعتهم العمياء لتعليماته المتجبرة، فلا تستوقفه جثة طفلة، تستغيث تحت الانقاض، ولا أشلاء صبي يتناثر حول قدميه ولا يزال ينبض بقايا صرخة تنساب في الريح، ووسط ندف الثلج، والبرد، والنار،
هكذا تصمت فلسطين، تعض على جرحها النازف تبتلع بكاءها، ووجعها، وتتصنع ابتسامة هادئة، لتبدوا فوق الجرح سيدة المدائن ملحمة كبرياء، تشمخ برأسها يسارا نحو الشمس، تعجن طينها ممتزجا بالدم، لتصنع خبزها فوق رماد القصف، فتطعم كل بقاع الأرض، والعائدين والمارين بالصدفة نحو النخوة، وترفع علما يصر على ألوانه، وعلى نقشه الراسخ في العيون، والعقول، والقلوب.
فما عمق وجعك يا قدس، وما أطوله، تنغرس أنياب الوضعاء مستمتعة بلحمك الطري، وتصر على النفاذ إلى روحك الطاهرة، يضعك الدواب على مائدة واحدة، ثم يحتسون دمك، نبيذا ساخنا، على الرغْم كرات الثلج المتلاصقة من قاع الكأس حتى حوافه، يتفاوضون بالعربية، والكردية، والتركية، واللاتينية القديمة، والجديدة، يتحدثون بكل لغات الأرض، ويثرثرون في كل قضايا الكون، ويتجاهلون عمدا أولى القبلتين، فصبرا أيتها الأجمل، صبرا يا قبلة الرافضين، يا أيها الثوار، صبرا يا عاصمة المقاومين، صبرا يا قدس صبرا، فأرضك، الرخوة الرجراجة المباركة، و إن قست عليك، فحتما ستبلعهم فرادى، وجماعات، ستهدم قصور الطغاة فيك وخلف حدودك، وسيحكم الإسلام أراضيك، ويخرج أسودك من تحت رماد الحرب، والنار سيخرجون اكثر حياة، وحرية ونخوة، سيقتلعون كل صهيون ملعون، والموت، والحصار، ويواصلون، وحتما سيبصقون في وجه العالم البشع البغيض، المر كالحنظل، في ملاعب والمقاهي والملاهي، فكدسوا، أوهامكم يا أعداء الله، في حفرة من جهنم تنتظركم بالوعيد، وانصرفوا، وعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس، أو إلى توقيت موسيقى المسدس، فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا خائرين، أيها المارون بين الكلمات العابرة، آن أن تنصرفوا، كمل يفعل مشيعو الجنائز والأراضي، والعروبة، والدين، فبما تبقى من ليل وضوء خافت، وبكاء، وحديث هامس، بلله الأسى فمضى الكلام العابث بالضوضاء بدالية ذكريات التاريخ والرجولة لأبناء المقدس، الذي لا يجرده خريف، فانصرفوا، فحماتها من كل درب يزحف ويعصف، ولا تستضعفوا إسلامنا، فإذا أقيم بالأرض قيامة إيمان خالص لوجه الواحد الأحد، فإن كل المماليك ترجف تحتهم الراجفة، ولا تدري بأي عرش تبعث عزرائيل يرفرف، وينسف، وإننا نقول للذي غطى الهوى، والمال، والدنيا بصيرتهم، أي عبد مثلك تخشاه، لقد دنسوا أرضنا ذي المعارج، فأغشى غضب الله اغشاه، وكل ملك في دنيا أضله عزه غدا يجيء بكم لفيفا، أمام اليوم الموعود عراه، فما أقبح مسلم، لم يسكن الإيمان قلبه، يركع لأنذال صهيون، وحوله الفلك يجري، والبحار والعرش وكل من عليها مسبحة ساجدة لله، وكفى كلاما أيتها العرب، فلا خير في قول دون فعل لا يسجد للذي سواه.
فوضى تعصف بدمي يا فاتق الرتق، أغثنا بنخوة الإسلام فالمكان صار خرابا، وكفى كلاما، وانهضي أيتها العرب، وسيري ابتغاء مرضاة الله.
فيا قدس، استقر عندها الكون يرعاها، كم نفتقد الآن وهنا لأولئك الراحلين البررة، المبشرين بالخلود، كلما استدعتهم الذاكرة، واعتلوا وجه المشهد في ساعات الوفاء الموسمية، ثم تأملت ما حولنا، تيقنت كم تمزقنا: قادة وقضية، ثقافة، وحلم، وهوية، نحترف لحظة بعد أخرى، فن ادارة الحزن العميق، درب ينحت مساره الشائك، في جرانيت أرواح تأبى التسليم، ما أقصى الحكمة الباردة، يا قادة العرب، يدوم الصمت، يتجاوز المعقول، فتصير الآهات حول حناجر المظلومين، مشانق تتخثر الآلام، وتتحول القلوب إلى جرانيت أبكم، وتتبول صهيون على رؤوس الأصنام البلهاء كل صباح، يغرقون وجوههم الصماء بنبيذ الفقه، وحشيش التراث، وشمبانيا المال، ويستمر الحال، على شبابنا أن يزلزلوا، و ينزلوا تحت الأرض، بالمعنى المجازي، والواقعي، وجهنم بجهنم، وإلا سيبعثر الريح رمادنا، انقسامكم بشع، متوحش، هو من منحهم الجرأة على التوغل علينا، والتوغل في دمنا، وديننا، وأرضنا، وهكذا عاد العالم البغيض يخجل من وجهه الكالح، الباهت، البشع، صفقاه تسير على القدمين، تتبختر في الشوارع، والميادين، وعلى الشطآن، والزواريب، والعشوائيات، وفوق اخواننا الفلسطينيين، مغترا بفائض قوته،
هكذا يرى هذا العالم إنسانه، وهكذا يصنف البائيس، والجياع، والمشردين في أراضيهم، معيار مذلتهم، وهوانهم، وطاعتهم العمياء لتعليماته المتجبرة، فلا تستوقفه جثة طفلة، تستغيث تحت الانقاض، ولا أشلاء صبي يتناثر حول قدميه ولا يزال ينبض بقايا صرخة تنساب في الريح، ووسط ندف الثلج، والبرد، والنار،
هكذا تصمت فلسطين، تعض على جرحها النازف تبتلع بكاءها، ووجعها، وتتصنع ابتسامة هادئة، لتبدوا فوق الجرح سيدة المدائن ملحمة كبرياء، تشمخ برأسها يسارا نحو الشمس، تعجن طينها ممتزجا بالدم، لتصنع خبزها فوق رماد القصف، فتطعم كل بقاع الأرض، والعائدين والمارين بالصدفة نحو النخوة، وترفع علما يصر على ألوانه، وعلى نقشه الراسخ في العيون، والعقول، والقلوب.
فما عمق وجعك يا قدس، وما أطوله، تنغرس أنياب الوضعاء مستمتعة بلحمك الطري، وتصر على النفاذ إلى روحك الطاهرة، يضعك الدواب على مائدة واحدة، ثم يحتسون دمك، نبيذا ساخنا، على الرغْم كرات الثلج المتلاصقة من قاع الكأس حتى حوافه، يتفاوضون بالعربية، والكردية، والتركية، واللاتينية القديمة، والجديدة، يتحدثون بكل لغات الأرض، ويثرثرون في كل قضايا الكون، ويتجاهلون عمدا أولى القبلتين، فصبرا أيتها الأجمل، صبرا يا قبلة الرافضين، يا أيها الثوار، صبرا يا عاصمة المقاومين، صبرا يا قدس صبرا، فأرضك، الرخوة الرجراجة المباركة، و إن قست عليك، فحتما ستبلعهم فرادى، وجماعات، ستهدم قصور الطغاة فيك وخلف حدودك، وسيحكم الإسلام أراضيك، ويخرج أسودك من تحت رماد الحرب، والنار سيخرجون اكثر حياة، وحرية ونخوة، سيقتلعون كل صهيون ملعون، والموت، والحصار، ويواصلون، وحتما سيبصقون في وجه العالم البشع البغيض، المر كالحنظل، في ملاعب والمقاهي والملاهي، فكدسوا، أوهامكم يا أعداء الله، في حفرة من جهنم تنتظركم بالوعيد، وانصرفوا، وعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس، أو إلى توقيت موسيقى المسدس، فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا خائرين، أيها المارون بين الكلمات العابرة، آن أن تنصرفوا، كمل يفعل مشيعو الجنائز والأراضي، والعروبة، والدين، فبما تبقى من ليل وضوء خافت، وبكاء، وحديث هامس، بلله الأسى فمضى الكلام العابث بالضوضاء بدالية ذكريات التاريخ والرجولة لأبناء المقدس، الذي لا يجرده خريف، فانصرفوا، فحماتها من كل درب يزحف ويعصف، ولا تستضعفوا إسلامنا، فإذا أقيم بالأرض قيامة إيمان خالص لوجه الواحد الأحد، فإن كل المماليك ترجف تحتهم الراجفة، ولا تدري بأي عرش تبعث عزرائيل يرفرف، وينسف، وإننا نقول للذي غطى الهوى، والمال، والدنيا بصيرتهم، أي عبد مثلك تخشاه، لقد دنسوا أرضنا ذي المعارج، فأغشى غضب الله اغشاه، وكل ملك في دنيا أضله عزه غدا يجيء بكم لفيفا، أمام اليوم الموعود عراه، فما أقبح مسلم، لم يسكن الإيمان قلبه، يركع لأنذال صهيون، وحوله الفلك يجري، والبحار والعرش وكل من عليها مسبحة ساجدة لله، وكفى كلاما أيتها العرب، فلا خير في قول دون فعل لا يسجد للذي سواه.
فوضى تعصف بدمي يا فاتق الرتق، أغثنا بنخوة الإسلام فالمكان صار خرابا، وكفى كلاما، وانهضي أيتها العرب، وسيري ابتغاء مرضاة الله.
نيسان ـ نشر في 2023-10-16 الساعة 18:03
رأي: مريم عرجون كاتبة جزائرية