اتصل بنا
 

يحدث في بلادنا فقط

نيسان ـ نشر في 2015-04-21

x
نيسان ـ

نقول للهتيفة الذين يشبهّون السيسي بجمال عبد الناصر، أنه عندما انتصر الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو عام 1952 لم يسجنوا أو يعدموا الملك فاروق، بل أقيمت له مراسم وداع طبيعية، كما لو كان يغادر البلاد في مهمة رسمية.
رغم أخطاء الاخوان، إلا أنه لا يجوز أن يزج بالرئيس المصري السابق ورفاقه في السجن، بطريقة تستخف ليس بالديمقراطية فحسب، بل بالأخلاقيات والاعراف المرعية في كل دول العالم المتحضر.
فأي عبث هذا الذي يجري بالقضاء، بينما يتم الافراج عن الرئيس المخلوع وأبنائه وفريقه، تصدر الأحكام القضائية بصورة تستخف بهيبة القضاء المصري وسمعته، وإلا ما معنى أن تصدر محكمة في إحدى المحافظات الجنوبية حكما بالاعدام على 500 شخص، وفي جلسة واحدة، كما صدرت أحكام بالجملة تجرم قيادة الاخوان والرئيس السابق محمد مرسي وتنزل بهم أغلظ الأحكام.
يحدث في بلادنا فقط، لنا ودون خلق الله، إلا من كانوا معنا في نفس المنزلة من التخلف، أن يزج بالمنافسين السياسيين في السجون، وليس ببعيد ذلك اليوم الذي سجن فيه من نافس الرئيس المورتاني بالانتخابات وبعد أيام قليلة من ظهور النتائج.
لكن يبدو أنه ما زال أمامنا شوط طويل لنتعلم أن الأوطان ليست اقطاعيات، وأن الديموقراطية ليست ترفا، وأن تداول السلطة مهم للعملية السياسية، ولتطور المجتمع، ولتدرج صحيح يوصل أصحاب الكفاءة للمناصب المهمة، ويحول دون تمكن الزعران واللصوص والبلطجية، من الهيمنة عليها.
فليس من الصحيح، أن يستمر شخص في الحكم من عمر المراهقة الى الشيخوخة المتأخرة، حيث ليس من الصدفة أن توافق فقهاء القانون الدستوري على أن مدة الحكم لا تزيد عن أربع سنوات.
لكنها بلادنا، البلاد المتخصصة بإنتاج الآلهة والقادة الملهمين.

نيسان ـ نشر في 2015-04-21

الكلمات الأكثر بحثاً