اتصل بنا
 

موقف الأردن من الحدث الفلسطيني

نيسان ـ نشر في 2023-10-22 الساعة 08:04

نيسان ـ في كل المعارك التي خاضها الأردن و جيشه العربي المصطفوي – الأردني الباسل في التاريخ المعاصر كانت فلسطين حاضرة .
كتب وصفي التل الزعيم الأردني الشعبي الكبير شهيد الوطن رحمه الله في كتابه " كتابات في القضايا العربية . ص 37 ( فليست فلسطين إذن الهدف النهائي للصهيونية، و إنما هي رأس جسر لتوسعات أخرى ، تقرر زمانها و مكانها عناصر القوة و الضعف في مفهومها الشامل سياسيا و عسكريا واقتصاديا و علميا و تنظيميا ، معبأة في طاقة كلية تتصارع مع طاقة كلية مقابلة في كفتي ميزان ، ترجح أحدهما على الأخرى ) ، فخاض الأردن حرب عام 1948 بعد قرار التقسيم عام 1947 ، كما كتب المؤرخ الأردني الكبير سليمان النابلسي رحمه الله ، و لم يحشد العرب قوة كافية ، وناصرت أمريكا اليهود ، و لم تتوحد المقاومة العربية الممثلة لعرب فلسطين ، فكانت النكسة ، وحصلت الهجرة الأولى وحصل الاحتلال الإسرائيلي الأول المؤسف ، و سبق ذلك معارك اللطرون ، و باب الواد، و الشيخ جراح ، و القدس القديمة .
وفي معركة عام 1967 كان القرار قوميا تصدره الزعيم العربي جمال عبدالناصر وشعاره "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة" المحتاج وقتها لوحدة عربية واسعة لا تقتصر على سوريا، وعلى الأردن و العراق في اللحظات الأخيرة، ولقوة عسكرية حديثة السلاح ، و لإستخبار قوي بصير ، وكان هدف المعركة تحرير فلسطين التاريخية لعام 1948 ، و انتهت النتيجة إلى نكسة ، وتم معالجة آثارها الاحتلالية السلبية بالذهاب إلى السلام ، فتحررت ( سيناء) بعد معاهدة " كامب ديفيد " 1978/ 1979، وتمكن جلالة الملك عبدالله الثاني " حفظه الله " من تحرير إقليمي " الباقورة و الغمر من فكي معاهدة السلام الموقعة عام 1994 ، و حاول إسحق رابين توقيع سلام مع سوريا عبر فتح سفارة في دمشق تقابلها سفارة في (تل – أبيب ) عام 1995 ، و أعاد المحاولة سرا الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان ، وكان من الممكن أن تعود ( الجولان – الهضبة العربية السورية ) لعرينها العربي ، لكن هيهات !، و بسبب عدم وصول السلام إلى ( حزب الله ) بقيت مزارع و تلال شبعا اللبنانية تحت الأحتلال ، وكان من الممكن أن يتحول الشعار القومي العربي إلى ( ما أخذ بالقوة يرد بالسلام ) .
ولقد دفعت العمليات الفدائية الفلسطينية البطلة ، ومن أبرزها عملية " بيت فوريك " قرب نابلس بتاريخ 7/12/ 1967 إلى صدام بين الجيش الإسرائيلي والفدائيين ، سرعان ما تحول إلى صدام مع الجيش العربي – الأردني الباسل بتاريخ 21/ 3/ 1968 في زمن مليكنا العظيم الراحل الحسين بن طلال "طيب الله ثراه، و قاد ميدان المعركة تجاه النصر الأردني الساحق باسم كل العرب الفريق الركن البطل مشهور حديثة الجازي رحمه الله، وسميت بمعركة الخندق الواحد "الأردني – الفلسطيني" ، واليوم في حدث غزة هاشم البطولي من طرف حركة المقاومة الإسلامية " حماس " ، و المأساوي على أهل غزة – أهل فلسطين ، شعب الجبارين ، أهلنا هنا في الأردن ، نحن و إياهم في خندق واحد ، نتقاسم معهم رغيف الخبز ، و همهم همنا ، و بيوتنا الأردنية بيوتا لهم ، و لهم سدر البيت . و في عام 1973 اشترك الجيش العربي الأردني في معركة تشرين الجولانية ، و ساهم في تحرير جزء كبير من مدينة " القنيطرة " و قدم الشهداء .
وفي عام 1994 وقع الأردن بعد مصر معاهدة سلام مع " إسرائيل " – سلام الند للند ، لضمانة حدوده الجغرافية و المائية ، و إعتبرت بمثابة الخط الساخن خدمة لأمننا الوطني و القومي ، و خدمة لأهل فلسطين ، و لتخفيف التصعيد بين أصحاب القضية الفلسطينية العادلة و بين الأحتلال الإسرائيلي الغاشم ، وما يحصل اليوم 2023 في غزة ، و بالرغم من معادلة " الفعل و ردة الفعل " ، عمل فلسطيني بطولي يضاف إلى ملف بطولات فلسطين التاريخية منذ بدايات قضية الإحتلال عام 1948 ، و في المقابل قتل مع سبق الإصرار من طرف مستعمرة " إسرائيل " المجرمة ، و زيادة في رقم الإستشهاد الفلسطيني عن قصد ، والمبالغة في أرقام قتلى " إسرائيل " لكسب تعاطف الغرب الأمريكي ، وهاهي أمريكا تسند " إسرائيل " ب 14 مليار دولار مقابل أكثر من 60 مليار دولار للعاصمة " كييف " بهدف محاولة تحقيق نصر مشترك و لديمومة الحرب هنا في غزة و هناك في " كييف " ، ولا مساعدات أمريكية للشعب الفلسطيني المكلوم و المدمرة بيوتهم فوق رؤسهم ، وهنا تغيب عدالة دولة عظمى مثل أمريكا تطلق على نفسها الرقم ( 1) ، و تدفع ببوارجها العسكرية إلى جانب بريطانيا لتصب الزيت على النار ، و الهدف بعيد المدى هو تهجير الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة علنا ، و التهرب من حل قضيتهم المتمثلة في بناء دولة فلسطين و عاصمتها " القدس الشرقية " و فقا لقرارات الأمم المتحدة 242 و 338 ، و هو الأمر الذي أعاقته الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة منذ عام 1948 .
لقد بذل جلالة الملك عبدالله الثاني ولازال جهودا مضنية لإدخال المساعدات اللإنسانية لقطاع غزة و لوقف الإقتتال فورا، و جولة أوروبية ناجحة، وطائرتي إغاثة أردنيتين شارك في توديعهما صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين ، و مستشفى عسكري أردني دائم في غزة، وجهود ملاحظة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليعم السلام ، ولولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان ، و للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، و جيشنا العربي الباسل ، و أجهزتنا الأمنية الموقرة تعمل ليل نهار خدمة لأمن الوطن و المواطن ، ويحملون على صدروهم العلمين الأردني و الفلسطيني تعبيرا عن وحدة الشعبين في الظرف الصعب ، و رسالة لكل متظاهر ليعبر عن رأيه و همه الوطني من دون إيذاء ممتلكات الوطن ، و ليبتعد عن زرع فتنة تخدم العدو الإسرائيلي أولا ، و الملاحظ في الحدث الغزاوي البطولي و المأساوي ذات الوقت ، و رغم مغامرة حماس بتاريخ 7 / أكتوبر/ 2023 كردة فعل على تطاولات " إسرائيل " على الأقصى ، و على كرامة الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية و الإسلامية و المسيحية ، إلا أن " إسرائيل " بالغت في تدمير بيوت الفلسطينيين لدرجة أن معظم من إستشهد ليسوا من تنظيم حماس ، و إنما مواطنون و غلابة .
والمطلوب الآن وكما أعتقد كمراقب إعلامي وسياسي، وقطاع غزة على أبواب إجتياح عسكري " إسرائيلي " وبعد تدمير مساحات كبيرة من بيوت القطاع ، و قع الماء ، و الكهرباء والغذاء عنه ، وحقنا للدماء من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ، ولفتح المجال أمام إطلاق سراح الرهائن، ورغم ثقتي بقدرات حماس القتالية البطولية، إلا أنني أدعو لوساطة روسية يقودها الرئيس فلاديمير بوتين لفرض هدنة طويلة المدى ، لحين الوصول وعبر طاولة المفاوضات لحل عادل للقضية الفلسطينية العادلة بمجملها، الواجب أن تضفي إلى حل الدولتين ، فلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية ، و إسرائيلية ، مع ضرورة تنفيذ " إسرائيل " لقرار الأمم المتحدة 242 لتلتزم بحدودها عام 1948 ولتخرج من حدود عام 1967 ،وليعم السلام المنطقة و العالم .

نيسان ـ نشر في 2023-10-22 الساعة 08:04


رأي: د.حسام العتوم

الكلمات الأكثر بحثاً