ضدَّ مَن؟
محمد جميل خضر
قاص واعلامي اردني
نيسان ـ نشر في 2023-10-25 الساعة 09:28
نيسان ـ ينبتُ في الأرواح الحيْرى سؤالٌ واحد: ضِدَّ مَن نوجه نيران غضبنا على قتل أطفالنا؟ الأصل أن الجواب واضحٌ صادحٌ صريح: نوجّهه ضد عدوّنا وعدوّ الأرض والإنسان والإنسانية والحياة والجمال والخير والإعمار.. ضدّ جُبنِهِ وخسّتهِ وجرائمهِ التي لم تستثنِ بشرًا ولا حجرًا ولا شجرًا ولا أي أنفاس وجود ولا ترانيم فرح.. ضدَّ من يجاهر أن الأطفالَ هدفٌ مشروع طالما أنهم حين يكبرون سينخرطون في ركب المقاومة.
ضدَّ من يدعمهم ويتورّط معهم كليًّا في قتلنا وتدمير منجزنا الحضريّ والحضاريّ والمدنيّ والمدينيّ. ضد حلف الاستعمار الامبرياليّ الكولونياليّ كلّه. ضد كلِّ من زارهم وهم ينجزون مهمة تحويل بيوتنا ومستشفياتنا ومساجدنا وكنائسنا وساحات لهو صغارنا وشوارعنا ومخابزنا ومنابت بقائنا إلى كومة من ضحايا، وصيحة من خراب.
ولكن.. ما العمل في حالة مَنَعَنا، مَنْ يمنعنا عادة، عنهم، وعن تفريغ ثورات غضبنا نحوهم؟ ما العمل حين يُؤْثِرُ بعضُ وعيِ أمنِ بلادِنا سحلنا في الشارع، وتمريغ حزننا في التراب، على أن نصل إلى مدخل سفارة من سفاراتهم؟ ما العمل حين نحن على يقين أنهم، ساستُنا، يتابعون، كما نتابع، مشاهد المجزرة المتراكمة كأنها لطخة كبرى من العار والفجور، ثمّ هُم، رغم كل هول ما يجري فوق أرض غزّة والضفّة، ينامون ملء جفون الهوان، لا يفكرون ولو، حتى، بمحاولة دخول من دون استئذان محمّلين بالإغاثة الإنسانية الخيرية لا بالسلاح، فالمقاومة كفتهم أمر السلاح والإعداد والعدّة وكل ما يعكس البأس الشديد؟ تلويحة إيقاف شحنة غاز لم تحدث، حتى لا أقول تلويحة إيقاف شحنة وقود!
ضدَّ مَن؟ ياااا إلهي أغثنا، وألهمنا الصواب والسداد، ضِدَّ مَن نشدّ على الركايب ونسير، متوكّلين عليك وحدك لا شريك لك، لا نهاب ولا ننكص ولا نتراجع؟
يقولون إن الفزعةَ من شِيَمِ العروبة فأينها؟
ضِدَّ مِن نهجم ونُطيح ونفرغ كل هذي الشحنات التي تقتل أرواحنا؟
ضِدَّ مَن.. ونحن لا نرى حولنا إلا لون الكَفَن؟
ضِدَّ مَن نحمل تميمَتنا ونعيدُ تدوينَ الزَّمَن؟
ضِدَّ مَن؟ نحتاج إلى جوابٍ لنقول إن هذا القلب اطمأَن.
ياااا الله أسرّة أطفالنا صارت قبورهم.. يوم قتلهم يطول، يصير دهرا..
أخشى أن أحدّق في عيونهم العَميقة.. ففيها يتجلّى لونُ الحقيقة.. لونُ تُرابِ الوطنْ.
ويبقى السؤال يلحّ كخنجرٍ في الخاصرة، كدمعةٍ في الشَّجَن: ضِدَّ مَن؟
ضدَّ من يدعمهم ويتورّط معهم كليًّا في قتلنا وتدمير منجزنا الحضريّ والحضاريّ والمدنيّ والمدينيّ. ضد حلف الاستعمار الامبرياليّ الكولونياليّ كلّه. ضد كلِّ من زارهم وهم ينجزون مهمة تحويل بيوتنا ومستشفياتنا ومساجدنا وكنائسنا وساحات لهو صغارنا وشوارعنا ومخابزنا ومنابت بقائنا إلى كومة من ضحايا، وصيحة من خراب.
ولكن.. ما العمل في حالة مَنَعَنا، مَنْ يمنعنا عادة، عنهم، وعن تفريغ ثورات غضبنا نحوهم؟ ما العمل حين يُؤْثِرُ بعضُ وعيِ أمنِ بلادِنا سحلنا في الشارع، وتمريغ حزننا في التراب، على أن نصل إلى مدخل سفارة من سفاراتهم؟ ما العمل حين نحن على يقين أنهم، ساستُنا، يتابعون، كما نتابع، مشاهد المجزرة المتراكمة كأنها لطخة كبرى من العار والفجور، ثمّ هُم، رغم كل هول ما يجري فوق أرض غزّة والضفّة، ينامون ملء جفون الهوان، لا يفكرون ولو، حتى، بمحاولة دخول من دون استئذان محمّلين بالإغاثة الإنسانية الخيرية لا بالسلاح، فالمقاومة كفتهم أمر السلاح والإعداد والعدّة وكل ما يعكس البأس الشديد؟ تلويحة إيقاف شحنة غاز لم تحدث، حتى لا أقول تلويحة إيقاف شحنة وقود!
ضدَّ مَن؟ ياااا إلهي أغثنا، وألهمنا الصواب والسداد، ضِدَّ مَن نشدّ على الركايب ونسير، متوكّلين عليك وحدك لا شريك لك، لا نهاب ولا ننكص ولا نتراجع؟
يقولون إن الفزعةَ من شِيَمِ العروبة فأينها؟
ضِدَّ مِن نهجم ونُطيح ونفرغ كل هذي الشحنات التي تقتل أرواحنا؟
ضِدَّ مَن.. ونحن لا نرى حولنا إلا لون الكَفَن؟
ضِدَّ مَن نحمل تميمَتنا ونعيدُ تدوينَ الزَّمَن؟
ضِدَّ مَن؟ نحتاج إلى جوابٍ لنقول إن هذا القلب اطمأَن.
ياااا الله أسرّة أطفالنا صارت قبورهم.. يوم قتلهم يطول، يصير دهرا..
أخشى أن أحدّق في عيونهم العَميقة.. ففيها يتجلّى لونُ الحقيقة.. لونُ تُرابِ الوطنْ.
ويبقى السؤال يلحّ كخنجرٍ في الخاصرة، كدمعةٍ في الشَّجَن: ضِدَّ مَن؟
نيسان ـ نشر في 2023-10-25 الساعة 09:28
رأي: محمد جميل خضر قاص واعلامي اردني