اتصل بنا
 

نعم ، حماس ليست منظمة إرهابية..

نيسان ـ نشر في 2023-10-25 الساعة 20:57

نيسان ـ التصريح الذي أصدره الرئيس التركي أردوغان بأن " حماس ليست منظمة إرهابية بل حركة مقاومة مشروعه" هو ما يمكن ان يتلفظ به العرب كل العرب ، وهو ما ينبغي أن تقره السلطة الفلسطينية وحكام العرب فلا حاجة للمجاملة ولا الاسترضاء عندما يتعلق الأمر بهوية الأمة وحقوقها .
لسنوات طويلة عملت اسرائيل ورعاة مصالحها على تشويه وشيطنة كل محاولة للوقوف في وجه الظلم والعدوان ونجحوا في تحييد القوى العربية بشتى الوسائل لدرجة اصبحت معها المقاومة جريمة والنقد كراهية وتعصب.
وقد تغلغل الغربيون في بلادنا منذ سقوط الدولة العثمانية فحاولوا تقسيمنا الى دويلات لا تقوى على الصمود او الاستمرار دون تدخلهم وسلبوا حرية القرار من الشعوب ووهبوا فلسطين لليهود ووضعونا تحت التهديد اذا ما حاولنا شق عصا الطاعة وخلقوا تنظيمات واعوان للتحقق مصالحهم وجرموا كل فعل لا يتسق مع ارادتهم فتحتوا لنا مفاهيم الإرهاب ودعوا الجميع لسن التشريعات ودخول الاتفاقيات والاحلاف التي تحارب ما لا يرضون عنه.
حتى اليوم لا أحد يعرف لماذا كان تنظيم القاعدة الذي عملوا على تاسيسه وتمويله وتوجيه انشطته طوال الثمانينيات من القرن الماضي حليفا لهم ولماذا انقلبوا عليه في العقود التي تلت ذلك ليصبح عدوهم الأول الذي سعوا الى تدميره ..
كما لا يزال تأسيس وتمويل وتوجيه وتبعية داعش بعضا من الالغاز التي لا يعرف الناس عنها الكثير بالرغم من اعترافات هاليري كلنتون وغيرها من الساسة الامريكين والعرب بانها صنيعة الذين خططوا وتعاونوا على تفكيك هذا الاقليم واضعافه وتوريثه المزيد من الفوضى .
اليوم يحاول الخطاب الصهيوني ان يصور حماس على أنها منظمة إرهابية ويندفغ الغرب ليباركوا جهود الصهاينة بشرعنة ابادتها وابادة كل الفلسطينين في القطاع الذي تدير منه عملياتها .
الربط بيان حماس وداعش لم يكن وليد اللحظة فقد ابتدعوا داعي ليشوهوا الاسلام وليربطوا الدين الإسلامي بالقتل والاجرام. كل ذلك وهم يعلمون ان لا رابط بين داعش التي جرت هندسة تنظيمها في غرف عمليات الاجهزة الاستخبارات وتمويلها من خزائن مال المتعاونين مع القوى الاستعمارية وتدريب شيوخها في جامعات اسرائيل وبين حماس التي قامت على فكرة مقاومة المحتل ورفض الإهانة والمطالبة بالعدل والحرية على أسس العقيدة والاخوة والاستعداد لمجابهة الظلم ودحر الظالمين
نعم، هناك فرق كبير بين المصنوع والمطبوع، وبين المزيف والاصيل، وبين العميل والوطني ، وبين المحتال وصاحب الحق،
حماس حركة مقاومة إسلامية ولدت على الأرض الفلسطينية من رحم القهر والظلم والتعدي، تحترم الإنسان وانسانيته ، تقر بالكرامة ولا تقبل التعدي هدفها استعادة الحق المسلوب ورفع الظلم عن الناس.
العربدة الإسرائيلية والتهديد بالابادة واطلاق اوصاف ونعوت تشبيههم بالحيوانات المتوحشة استجابات لا تعبر الا عن الصدمة التي يعيشها الكيان المتكبر بعنفوانه المزيف واحساسة بانهيار معنوي واذلال لا يقوى على تحمله.
الهروب من المنازلة والمواجهة واللجوء الى استخدام آلة التدمير واستهداف المناطق السكنية المكتظة بالمدنيين العزل فعل جبان يعكس حجم الجنون والضيق واليأس الذي حل عليه
لا اعرف من أعطى لهذا الكيان المتغطرس الغاصب الحق بأن يهدد ويعربد ويطلق الأحكام على كل من يؤشر على وحشيتهم او يشير الى بشاعة ما يقومون به ..بالامس هاجمت قوى الشر الأمين العام للأمم المتحدة لانه اشار بأن علينا ان نفهم ان دخول المجاهدين الى المستوطنات لم يأت من فراغ بل انه مرتبط بوجود احتلال عمره ٥٦ عاما وحصار يمتد لاعوام . وها هم يطالبون باقالته وغدا سينتقدوا طيب رجب أردوغان لاشارته بأن حماس ليست منظمة إرهابية ولا نعرف كيف سيتعاملوا مع الوعي العالمي المتزايد بمخالفاتهم للقانون الدولي ورفضهم الامتثال للقرارات الاممية عبر ما يزيد على سبعة عقود.

نيسان ـ نشر في 2023-10-25 الساعة 20:57


رأي: د. صبري الربيحات

الكلمات الأكثر بحثاً