عندما تكتب أسماء أطفال غزة
محمود خطاطبة
صحفي وكاتب / وكالة الأنباء الأردنية وصحيفة الغد
نيسان ـ نشر في 2023-10-26 الساعة 02:08
نيسان ـ في بلاد الغرب، التي يُطلق عليها أراضي التقدم والحضارة، يقوم مواطنوها برسم وشم على أذرعهم أو أرجلهم أو مناطق أُخرى من أجسادهم، يرمز إلى هدف ما، أو علامة مُعينة تدل على انتماء أو ولاء لوطن أو جماعة أو مُنظمة أو شخص، أو كتابة أسماء محبوباتهم، أو أحد أفراد أسرهم، أو أصدقائهم.
لكن الأمر مُختلف تمامًا، في قطاع غزة، فصدق، وعلى الرغم من أننا نعيش في العشرينية الثانية من القرن الواحد والعشرين، إلا أن آباء وأُمهات الغزيين، يكتبون بحبر أسود أسماء أولادهم، ذكورًا كانوا أم إناثًا، على أياد أو أرجل فلذات أكبادهم.. كُل ذلك في مُحاولة لحفظ هويات الأبناء، الذين يتم استهدافهم من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، عن طريق طائراته ومدفعياته وأسلحته المُختلفة الأُخرى.
تخيل عزيزي القارئ، أن القسم الأول يضع ذلك الوشم أو العلامة أو الاسم، من باب الجمال، طبعًا بمقاييسه، أو للتدليل على حب المحبوبة، أو إعجاب بصديقة أو قريب، أو الانتماء لفكرة أو هدف ما، في حين أن القسم الثاني (أطفال غزة)، فقط للتعرف عليهم، بعد القصف الهمجي.
تلك رسالة تاريخية، يبعث بها أطفال غزة وذووهم، إلى المُجتمع الغربي أولًا وأخيرًا، الذي يتغنى ليلًا نهارًا بديمقراطيات زائفة، لا يُطبقها إلا في بلاده، ويجعلها مُحرمة على أُخرى، ويتباهى بحُريات وحقوق إنسان وحيوان، نسيها أو تناساها في بلاد العرب، بشكل عام، والأراضي الفلسطينية المُحتلة وقطاع غزة، بشكل خاص.. رسالة لن ينساها كل من لديه ذرة دم أو إنسانية أو أخلاق.
الغزيون لجأوا إلى تلك الوسيلة، بعدما بلغ عدد الأطفال الشهداء، نحو 2700 طفل وطفلة حتى 25 من شهر تشرين الأول الحالي، حتى كتابة هذه السطور، فكثير منهم كانوا مجهولين، جراء العدوان الوحشي للاحتلال.. الأهالي لجأوا لمثل هذه الخطوة من أجل التعرف على أولادهم، فالجميع، نساء ومُسنون وأطفال وأصحاب الشيبة، بالإضافة إلى الحجر والشجر، أصبحوا أهدافًا "مشروعة" للصهاينة، ومن بعدهم الرئيس الأميركي، ورئيس وزراء بريطانيا، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال قُبيل سويعات: سأبذل ما في وسعي لإعادة الأمن لـ"إسرائيل".
الغرب، ومن خلال أداته القذرة (بني صهيون)، يقتلون الطفولة، بحجج واهية، كاذبة، خاطئة، من المُستحيل أن يقتنع بها حدث يقطن أقصى الكرة الأرضية.. ويبقى السؤال، كم يُريدون من قتل الأطفال الأبرياء، حتى يتيقنوا بأن العدوان يجب أن يتوقف؟، كم طفلًا يُريدونه مبتور اليد أو الرجل أو كليهما، حتى يستفيقوا ونفيق؟.
وللعلم فقط، فإن الأطفال الذين في أحضان أُمهاتهم وآبائهم، ليسوا هم فقط المُستهدفين، فحتى أولئك الذين في المُستشفيات للعلاج، وهي أصلًا غير متوفرة، أو حديثي الولادة في الخداج، عُرضة في كُل لحظة للموت، إما بفعل مُتفجرات وقنابل، تأتي من بلاد "القانون"، أو بفعل نقص الوقود في مُستشفيات غزة، المُحاصرة من جميع الجهات منذ أقل من عقدين بقليل، وخرج 12 مُستشفى من الخدمة، حتى الآن.
"يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ"، دليل من رب العالمين في كتابه المُحكم، "لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ".. يتكلمون عن ضرورة حماية المدنيين، وفي الوقت نفسه يدعمون الاحتلال، معنويًا وإعلاميًا وماديًا وعسكريًا (تتضمن أسلحة فتاكة)، لإبادة شعب، فقط خطيئته الوحيدة أنه طالب بأرض مسلوبة.
عند المُغتصب، يتكلمون بحناجر جهورية، بأن الاحتلال له الحق في القتل والتشريد، وفي بلادنا يهمسون همسًا وعلى استحياء بأننا نُريد إرسال مُساعدات غذائية وطبية لأُناس يقهرون ويبادون!.
الغد
لكن الأمر مُختلف تمامًا، في قطاع غزة، فصدق، وعلى الرغم من أننا نعيش في العشرينية الثانية من القرن الواحد والعشرين، إلا أن آباء وأُمهات الغزيين، يكتبون بحبر أسود أسماء أولادهم، ذكورًا كانوا أم إناثًا، على أياد أو أرجل فلذات أكبادهم.. كُل ذلك في مُحاولة لحفظ هويات الأبناء، الذين يتم استهدافهم من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، عن طريق طائراته ومدفعياته وأسلحته المُختلفة الأُخرى.
تخيل عزيزي القارئ، أن القسم الأول يضع ذلك الوشم أو العلامة أو الاسم، من باب الجمال، طبعًا بمقاييسه، أو للتدليل على حب المحبوبة، أو إعجاب بصديقة أو قريب، أو الانتماء لفكرة أو هدف ما، في حين أن القسم الثاني (أطفال غزة)، فقط للتعرف عليهم، بعد القصف الهمجي.
تلك رسالة تاريخية، يبعث بها أطفال غزة وذووهم، إلى المُجتمع الغربي أولًا وأخيرًا، الذي يتغنى ليلًا نهارًا بديمقراطيات زائفة، لا يُطبقها إلا في بلاده، ويجعلها مُحرمة على أُخرى، ويتباهى بحُريات وحقوق إنسان وحيوان، نسيها أو تناساها في بلاد العرب، بشكل عام، والأراضي الفلسطينية المُحتلة وقطاع غزة، بشكل خاص.. رسالة لن ينساها كل من لديه ذرة دم أو إنسانية أو أخلاق.
الغزيون لجأوا إلى تلك الوسيلة، بعدما بلغ عدد الأطفال الشهداء، نحو 2700 طفل وطفلة حتى 25 من شهر تشرين الأول الحالي، حتى كتابة هذه السطور، فكثير منهم كانوا مجهولين، جراء العدوان الوحشي للاحتلال.. الأهالي لجأوا لمثل هذه الخطوة من أجل التعرف على أولادهم، فالجميع، نساء ومُسنون وأطفال وأصحاب الشيبة، بالإضافة إلى الحجر والشجر، أصبحوا أهدافًا "مشروعة" للصهاينة، ومن بعدهم الرئيس الأميركي، ورئيس وزراء بريطانيا، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال قُبيل سويعات: سأبذل ما في وسعي لإعادة الأمن لـ"إسرائيل".
الغرب، ومن خلال أداته القذرة (بني صهيون)، يقتلون الطفولة، بحجج واهية، كاذبة، خاطئة، من المُستحيل أن يقتنع بها حدث يقطن أقصى الكرة الأرضية.. ويبقى السؤال، كم يُريدون من قتل الأطفال الأبرياء، حتى يتيقنوا بأن العدوان يجب أن يتوقف؟، كم طفلًا يُريدونه مبتور اليد أو الرجل أو كليهما، حتى يستفيقوا ونفيق؟.
وللعلم فقط، فإن الأطفال الذين في أحضان أُمهاتهم وآبائهم، ليسوا هم فقط المُستهدفين، فحتى أولئك الذين في المُستشفيات للعلاج، وهي أصلًا غير متوفرة، أو حديثي الولادة في الخداج، عُرضة في كُل لحظة للموت، إما بفعل مُتفجرات وقنابل، تأتي من بلاد "القانون"، أو بفعل نقص الوقود في مُستشفيات غزة، المُحاصرة من جميع الجهات منذ أقل من عقدين بقليل، وخرج 12 مُستشفى من الخدمة، حتى الآن.
"يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ"، دليل من رب العالمين في كتابه المُحكم، "لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ".. يتكلمون عن ضرورة حماية المدنيين، وفي الوقت نفسه يدعمون الاحتلال، معنويًا وإعلاميًا وماديًا وعسكريًا (تتضمن أسلحة فتاكة)، لإبادة شعب، فقط خطيئته الوحيدة أنه طالب بأرض مسلوبة.
عند المُغتصب، يتكلمون بحناجر جهورية، بأن الاحتلال له الحق في القتل والتشريد، وفي بلادنا يهمسون همسًا وعلى استحياء بأننا نُريد إرسال مُساعدات غذائية وطبية لأُناس يقهرون ويبادون!.
الغد
نيسان ـ نشر في 2023-10-26 الساعة 02:08
رأي: محمود خطاطبة صحفي وكاتب / وكالة الأنباء الأردنية وصحيفة الغد