اتصل بنا
 

لا تضعوا الأمن في مواجهة معنا

صحافية وكاتبة أردنية

نيسان ـ نشر في 2023-10-30 الساعة 10:04

نيسان ـ أثناء الحديث مع الناس، تحديدًا في هذه الليلة، التي يتعرض قطاع غزة فيها لقصف عنيف، تلمس شعورًا بالمرارة لديهم من القمع الذي واجهوه خلال الاعتصام في ساحة مسجد الكالوتي القريب من السفارة الإسرائيلية.
وعندما وصلنا لمكان الاعتصام في حدود الساعة ٩ كان التجمع هناك ممنوعًا، ورائحة الغاز تملأ المكان.
قد يكون هنالك فيديوهات تحرض وتسيء للأمن، وإن لم أرها، لا أستبعدها.. وهي مرفوضة.. وسيتمكن الأمن من ملاحقة المسيئين، لكن هنالك رجالًا ونساءً حملوا تجربة هذه الليلة في قلوبهم وعقولهم، فكيف ستتم ملاحقتها!!
إن الإساءة الحقيقية للأمن تكون في وضعه في مكان المواجهة مع الناس الغاضبة لأجل غزة في هذه الليلة تحديدًا..
لقد كنتُ ضد استمرار الاعتصامات لوقت متأخر في الليل خلال الايام الماضية في محيط السفارة حرصًا على راحة السكان في المنطقة، وكنت أغضب إن سمعت أحدًا يضجر من الغاز المسيل للدموع، تحديدًا يوم رأيت الناس وقد تمكنت من الوصول لأماكن في محيط السفارة الإسرائيلية لم نكن نصلها من قبل، وذلك ليلة قصف المستشفى المعمداني في غزة.
لكن الليلة تحديدًا كان يُفترض التعامل مع الناس بطريقة مختلفة، فالليلة أقسى ألف مرة من أيام المستشفى المعمداني.
إننا في هذه البلد نحب الأمن ونحترمه، فلا تضعوه في مواجهة معنا في هذه الليلة القاسية والصعبة، ليس حماية لصورة رجل الامن ولحماية علاقتنا به، ولكن لأجل صورة البلد التي قادت حراكًا سياسيًا لأجل فلسطين، وإن تحدثنا عنه بموضوعية أمام الأهل والأصدقاء في قادم الأيام لن يصدقونا، وقد يعتقدون أننا نجامل الدولة لا أكثر ولا أقل..
الناس لا تفهم السياسة ولا تتقن لغة التحليل، الناس يقهرها القمع، وتحديدًا في الليالي العصيبة كهذه الليلة..
فأعيدوا أخانا، رجل الأمن، إلى صورته التي ألفناها واعتدناها..

نيسان ـ نشر في 2023-10-30 الساعة 10:04


رأي: رانية الجعبري صحافية وكاتبة أردنية

الكلمات الأكثر بحثاً