اتصل بنا
 

هل يمتلك الكيان 'الاسرائيلي' النووي؟

نيسان ـ نشر في 2023-11-06 الساعة 10:55

x
نيسان ـ لم تأت عاصفة الغضب التي فجرتها تصريحات وزير التراثالصهيوني عميحاي إلياهو، حول إمكانية ضرب قطاعغزةبالنووي، من كونها منفصلة عن الواقع كما وصفهارئيسالحكومةالإسرائيلية بينيامين نتنياهو فقط، بل لأنها أكدت سراّ يعلمهالجميعأيضاً.

فقد أعادت تصريحات الوزير اليميني المتطرف الجدل بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي، الذي لا تؤكد تل أبيب وجوده لكنها في الوقت عينه لا تنفيه.

كما فجرت موجة انتقادات واسعة في المجتمع الدولي ككل، وسلطت الضوء على ما قال البعض إنه اعتراف لأحد كبار المسؤولين في البلاد بامتلاك السلاح النووي، وهو ما يترتب عليه إجراءات دولية كثيرة.

بناء على ذلك، اعتبر الأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية،أحمدأبو الغيط، بتغريدة على حسابه في منصة أكس أمس الأحد التصريح اعترافا "بامتلاك " إسرائيل"سلاحا نوويا وهو السر الذي يعرفه الجميع، على حد تعبيره".

كما اعتبرعمروموسى، أمين عام جامعة الدول العربية السابق، أن ما صرح به الوزير المتطرف "أول اعتراف لأحد كبار المسؤولين ب" إسرائيل"بامتلاك تل أبيب سلاحا نوويا ويطرح إمكانية التهديد به بل يقترح علىالحكومةالمتطرفة القائمة استخدامه".

فهل تمتلك " إسرائيل"برنامجا نوويا فعلا؟
لطالما اتسم برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي المفترض، والتاريخ المحيط به بالغموض، كما تم التسامح مع هذا الغموض إلى حد كبير.
ولهذا، فإن أي اعتراف رسمي ببرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي من شأنه أن يخل بالتوازن الحالي في المنطقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتشار الأسلحة النووية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وفقاً لـ"مركز الحد من السلاح ومنع الانتشار".
كما أنسياسةالتعتيم النووي التي تنتهجها " إسرائيل"تجعل التحليل أمرا صعبا، إلا أن السجلات التاريخية توفر رؤى أساسية واضحة.
ففي مذكرة رفعت عنها السرية في يوليو /تموز 1969 إلىالرئيسريتشارد نيكسون، أوضح وزير الخارجية هنري كيسنجر أنه عند شراء طائرات الفانتوم من الولايات المتحدة، التزمت " إسرائيل"بألا تكون أول من أدخل أسلحة نووية إلى الشرق الأدنى.
ومع ذلك، يُعتقد الآن أن " إسرائيل"فسرت كلمة "أدخل" على أنها تعني أنها تستطيع امتلاك أسلحة نووية طالما أنهم أي الإسرائيليون، لم يختبروها أو ينشروها أو يظهروها علناً.
وعندما طُلب منه تأكيد أن " إسرائيل"لا تمتلك أي أسلحة نووية في مقابلة أجريت معه عام 2011 مع شبكة "سي إن إن"، أجابرئيسالوزراءبينيامين نتنياهو ، أن هذه هيسياسةتل أبيب بألا تكون أول من أدخل الأسلحة النووية إلى الشرق الأوسط.
في حين يعد أرشيف الأمن القومي مصدرا قيما لتوثيق المصدر الأساسي الذي تم رفع السرية عنه لبرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي.
إلى ذلك، يعتقد العديد من الخبراء أنسياسةالتعتيم التي تنتهجها " إسرائيل"يمكن أن تتغير على الأرجح إذا حصلت دولة أخرى في الشرق الأوسط على أسلحة نووية.
ولمنع كلا النتيجتين، دأبت " إسرائيل"على التدخل بشكل مستمر في البرامج النووية للدول المجاورة لها من خلال ما تسميهسياسةالضربات الوقائية، المعروفة أيضاً باسم "مبدأ بيغن".
غوتيريش: التهديدات النووية تعرضالعالمللخطر وتجعله أقل أمنا
على سبيل المثال، في 7 يونيو 1981، قصفت " إسرائيل"ودمرت المفاعل العراقي في أوزيراك، معتقدة أنه تم بناؤه لأغراض صنع الأسلحة.
وفي عام 2018، اعترفت " إسرائيل"بأن طائراتها المقاتلة قصفت منشأة الكبر النووية في دير الزور بسوريا في 6 سبتمبر 2007، وقد يكون امتدادا لهذه السياسة هو فيروسات ستوكسنت وفليم التي استهدفت منشأة التخصيب الإيرانية في نطنز الإيرانية عام 2010.
كذلك يُعتقد أنه تم تطويرها بالاشتراك مع الولايات المتحدة، فضلاً عن دورها باغتيال العلماء النوويين الإيرانيين.
ما تفاصيلها؟
ويعتقد على نطاق واسع أن " إسرائيل"تمتلك 90 رأسا حربيا نوويا تعتمد على البلوتونيوم، وأنها أنتجت ما يكفي من البلوتونيوم لصنع 100-200 سلاح.
وفي حين أن مخزوناً بهذا الحجم يشكل حداً أدنى من الردع، فإن عدم وجود برنامج لاختبار المتفجرات قد يثير مخاوف بشأن الفعالية.
كما أن هناك تكهنات بأن " إسرائيل"عملت مع دول أخرى لاختبار فعالية أسلحتها، وربما اعتمدت تل أبيب علىفرنساللحصول على بعض بيانات الاختبار حتى فرضتباريسحظرا على " إسرائيل"بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967.
إيران تتهم " إسرائيل"بمحاولة تفجير برنامجها الصاروخي والنووي
ويتكهن البعض أيضا بأن " إسرائيل"أجرت تجربة أسلحة نووية مع جنوب أفريقيا في عام 1979 المعروفة باسم حادثة "فيلا".
ويُعتقد أن مخزونات المواد الانشطارية الصالحة لصنع الأسلحة في البلاد تأتي من مصدرين، الأول أن البلوتونيوم المخصص لبرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي تم إنتاجه في مركز الأبحاث النووية في النقب بالقرب منمدينةديمونة.
كما من المحتمل أن يكون قد تم تشعيع وقود اليورانيوم الطبيعي في مفاعل يعمل بالماء الثقيل، على أن يمكن بعد ذلك فصل البلوتونيوم كيميائيا في مصنع إعادة المعالجة الذي يعتقد أنه يقع في موقع مشترك في النقب.
ويعتقد كذلك أن ديمونة بنيت بمساعدة فرنسية في الستينيات، على الرغم من أن المنشأة لا تخضع لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا يسمح للمفتشين بالذهاب إلى هناك.
إلى ذلك، قدرت دراسة غير سرية أعدت للكونغرس الأميركي عام 1980، أن مفاعل ديمونة قادر على إنتاج 9-10 كيلوغرامات من البلوتونيوم الانشطاري سنويا بدءا من عام 1965.
أما المصدر الثاني، فهناك تقارير غير مؤكدة حول تحويل 300 كيلوغرام من اليورانيوم المستخدم في تصنيع الأسلحة إلى " إسرائيل"من مصنع لتصنيع وقود مفاعل الدفع البحري الأميركي في أواخر الستينيات. وإذا كان هذا صحيحا، فمن الممكن تخزين هذه المادة لاستخدامها في الأسلحة، أو يمكن خلطها باليورانيوم الطبيعي واستخدامها في مفاعل ديمونة لإنتاج التريتيوم .
كما يمكن أن يؤدي خلط التريتيوم مع الديوتيريو ، وهو نظير يسهل الحصول عليه، إلى زيادة إنتاجية الانفجار النووي.
إسرائيل: لدينا القوة لمواجهة خطرإيرانالنووي
وهناك أيضاً مفاعل أبحاث صغير يقع في مركز سوريك للأبحاث النووية في وسط " إسرائيل"يعمل باليورانيوم عالي التخصيب، فإن المفاعل والوقود يخضعان لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاصة بالمنشأة. وقد زودت الولايات المتحدة " إسرائيل"بالمفاعل والوقود في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، غير أن " إسرائيل"غير قادرة على استيراد المزيد من اليورانيوم عالي التخصيب لتزويد المفاعل بالوقود، لأنها ليست عضوا في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

نيسان ـ نشر في 2023-11-06 الساعة 10:55

الكلمات الأكثر بحثاً