اتصل بنا
 

الوجه الحقيقي للغطرسة الصهيونية

نيسان ـ نشر في 2023-11-07 الساعة 09:52

نيسان ـ منذ أن انتزع اليهود أرض فلسطين في ١٩٤٨/٥/١٥م لإيجاد وطن قومي يجمع شتاتهم بعد أن ضاقت بهم أوروبا وعجزت عن دمجهم في مجتمعاتها على تنوع جنسياتهم وتعددها، برعاية أوروبية بريطانية أمريكية مدفوعة بالضغط الذي شكّلته الصهيونية السياسية لتحقيق هدف إقامة الدولة اليهودية التي تمثل الغاية التي انشئت من أجلها الحركة الصهيونية في تسعينات القرن التاسع عشر على يد ثيودور هرتزل اللاعب الأول في حثّ الدول الكبرى الأوروبية والغربية لتحقيق مساعيه نحو الوطن اليهودي من خلال شبكة العلاقات التي اقامها مع صنّاع القرار في بريطانيا بدءا بمجلس العموم ووزير المستعمرات البريطانية جوزيف تشامبرلين، وصولا إلى النهج الذي اتبعه شاييم وايزمان أول رئيس للكيان الصهيوني خلال الفترة من (١٩٤٩- ١٩٥٣م) والمتمثل بالاستعانة بالمحيط المؤثر في مطبخ القرار الملكي البريطاني الذي أنتج وعد بلفور عام ١٩١٧م، ما شكّل اعترافا رسميا بريطانيا ولاحقا أوروبيا أمريكيا بإقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين، والاحتضان الغربي الأوروبي والأمريكي يتوالى للكيان الصهيوني موفرا الدعم والحماية والرعاية التي حوّلت مجموعات يهودية مشتتة باحثة عن بقعة جغرافية تلتئم عليها إلى جسم سرطاني ينتشر بسرعة متبعا أبشع الأساليب غير أبه بقانون دولي أو ميثاق أو قرار قضائي يصدر عن منظمة أو جهة صغُرت أو كبُرت، فمنذ اليوم لميلاد هذا الكيان الغاصب وجيشه يصوب أسلحته صوب المدنيين العُزّل مفتتحا تأسيسه بمذابح دير ياسين واللد وحيفا وقرية أبو شوشة وبيت دارس، ثم شرع في تهجير سكان فلسطين بعد أن أطلق العنان للآلات العسكرية أن تقصف وتهدم وتنسف كل ما تصادفه في مسيرها.
حوّل شعب يقيم على أرضه إلى لاجئ أو نازح، السجل الحافل بالقتل والتدمير والاعتداء هو تاريخ الكيان الصهيوني الغاصب من ظهوره الأول إلى تمدده خارج فلسطين وصولا إلى الجولان وسيناء و الجنوب اللبناني
الصورة الحقيقية للصهاينة لم تتغير قتل وتطهير عرقي وابادة جماعية وطمس للهويات وتشويه للتاريخ وادعاءات كاذبة باطلة وتمترس خلف القوى العسكرية هي العقيدة الحقيقية التي يؤمن بها هذا الكيان،
أي شريعة هذه التي تجعل اغتصاب الأرض وردم المنازل وقصف المستشفيات والمدارس ودور العبادة المُحرّمة دوليا أهدافا عسكرية؟! أي نظام سياسي هذا الذي يحول بين الفرد وعمله وحرية حركته وطبيعة عمله؟ أي دولة هذه التي تضرب عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
منذ عام أربعينيات القرن الماضي وإسرائيل تنسف قرارات الأمم المتحدة بدءا بقرار الجمعية العامة رقم ( ١٨١) الذي ينص على جعل القدس منطقة دولية وقرار مجلس الأمن رقم (٥٦)اب ١٩٤٨م الذي ينص على تجريد القدس من السلاح، وقرار رقم ( ٢٥٠) الذي ينص على منع إسرائيل من إقامة العرض العسكري وقرار رقم (٢٥٢) الذي جاء نتيجة شكوى تقدم بها الأردن إلى مجلس الأمن نتيجة قيام إسرائيل بمصادرة الأراضي ومحاولة تغيير الوضع القانوني في القدس وتغيير معالمها وقراري مجلس الأمن رقم (٩١٩٤) و ( ٩١٩٩) اللذين اكدا قيام إسرائيل بتغيير معالم القدس وقرار رقم (١٧١) الذي أدان فيه مجلس الأمن الدولي حرق المسجد الأقصى وقرار رقم ( ٤٧٨) المتضمن عدم الإعتراف بالقانون الإسرائيلي في القدس وقرار رقم ( ٦٧٢) الذي يدين مجازر الأقصى داخل ساحات المسجد الأقصى عام١٩٩٠م وقرار ( ١٠٧٣) المتمضن دعوة إسرائيل التوقف عن فتح مدخل لنفق بجوار المسجد الأقصى وقرار رقم (٢٣٣٤) الذي يرى أن قيام إسرائيل بإقامة مستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧م بما فيها القدس الشرقية غير قانوني، إلى جانب قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدءا من عام ١٩٤٨م في القرار رقم ( ١٩٤) الذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينين إلى ديارهم وقرار رقم ( ٣٢٣٦) عام ١٩٧٤م الذي ينص على حق الفلسطينين في السيادة على أراضيهم وقرار رقم ( ٣٣٧٩) الذي حدد أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز وقد صوتت الولايات المتحدة الأمريكية في القرارين الأخيرين بلا وما ينسجم مع موقفها الداعم المؤيد لإسرائيل وعدوانيتها، مسيرة من الإرهاب والبشاعة والعدوانية و التزوير وطمس الحقائق والتضييق والمحاصرة ومنع وصول الإمدادات وتضييق الخناق على شعب اعزل هي ديدن هذا الكيان الطارئ، ما نراه من جرائم حرب واعتداء صارخ على الإنسانية وسفك للدم الفلسطيني وتدمير البنية التحتية في غزة هي الاسلوب و المنهجية التي تعاملت بها إسرائيل مع الأراضي الفلسطينية الشيء الوحيد المختلف هو ما اتيح لمواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا المتوفرة بأيدي الإعلاميين والمواطنين الذين ينشرون و ينقلون بشاعة هذا العدوان لكي يظهروا حقيقية ما يواجهه الأشقاء من حرب صهيونية بمساندة غربية.

نيسان ـ نشر في 2023-11-07 الساعة 09:52


رأي: الدكتور عبدالهادي أبو قاعود

الكلمات الأكثر بحثاً