رسالة ملك العرب
نيسان ـ نشر في 2023-11-27 الساعة 11:39
نيسان ـ سيدي صاحب الجلالة ملك العرب الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراك ، لقد وصلت رسالتكم بتاريخ 10 حزيران 1916 للعرب، كيف لا وأنتم المنقذ الأعظم أمير مكة والنهضة العربية الحديثة ضد الظلم والتعسف، ولقد وضعتم أمامكم هدف إقامة دولة عربية مستقلة، وتوحيد بلاد الشام، بالإرتكاز على اقامة دولة الأردن الشامخة في صدارة العرب التي تحولت لمستودع للثورة العربية الكبرى، ولقد استهدفت ثورتكم الكبرى المجيدة اخلاء منطقة العرب من بقايا الإمبراطورية العثمانية، واعترض طريقها الإستعمارين الإنجليزي والفرنسي عبر معاهدتي " سايكس – بيكو " 1916 ووعد بلفور 1917 ، وتفاجئتم وقتها بحجم الأطماع الصهيونية في المنطقة .
كتب سليمان الموسى في كتابه " الحركة العربية، ص 694 695 " أنّ الملك حسين قام بالثورة وهو يعتقد اعتقادا جازما أن الوحدة العربية ستكون من جملة نتائجها، ولقد تصور وحدة بين الأقطار العربية المتعددة ترتبط بعضها مع بعض بروابط تشبه روابط الوحدة بين الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث يتمتع كل قطر بالاستقلال الداخلي التام بينما تتولى الحكومة المركزية السياسية الخارجية، وبحيث تتمثل الوحدة في العلم الواحد النقد الواحد وجوازات السفر الواحدة، والمصالح الاقتصادية الواحدة والجيش الواحد "، ومنذ القرن العشرين والعرب يقرأون رسالتكم جلالة الملك الشريف الهاشمي، وخاضوا حروبا وحدوية ومنفردة مع إسرائيل في الأعوام ( 1948/ 1956/ 1967 / 1968 / 1973 )، انتصر العرب في ثلاثة حروب منها (1956 / 1968 / 1973) وخسروا اثنتين (1948 / 1967 )، والآن حرب غزة تدخل هدنة قصيرة وتبادل أسرى، وجهد أردني وقطري ومصري وعربي ودولي متميز، وكل تمنيات العرب والعالم بأن تستمر الهدنة حقنا للدماء.
والمعروف بأن اجتياح "حماس" حركة التحرر العربية الإسلامية والأيدولوجية المفاجئة، جاءت بعد حروب (إسرائيلية) متكررة مع قطاع غزة حيث تحكم حماس التي لا تعترف بإسرائيل ولم توقع سلاما معها، ورغم انسحاب (إسرائيل) منه عام 2005 والتسبب في استشهاد آلاف الفلسطينيين الأبرياء ، كان آخرها الحرب الحالية هذا العام 2023 عندما استهدفت حماس الجيش الإسرائيلي ولم تقصد استهداف المدنيين الذين تصادفوا معها في هجمتهم المباغتة الغاضبة، بينما استهدفت (إسرائيل) المدنيين الفلسطينيين وقتلت منهم جهارا نهارا أكثر من 14 الفا وخمسمائة انسان نصفهم من الأطفال، وهي جريمة حرب لا تغتفر ، والتاريخ يسجل، والزمن لا يرحم .
75 عاما مضت والفلسطيني ابن القضية العادلة والممثل للشعب الفلسطيني البطل شعب الجبارين قابض على الجمر والصبر وصولا لبر الأمان، وطامحا لإقامة دولته المستقلة على تراب أرضه التاريخية فلسطين، أرض الأباء والأجداد، ومصيره تشكل بأن يكون في الواجهة أكثر من غيره من العرب، ولا يحمل من السلاح غير الحجر والبندقية ويده الأخرى تحمل راية السلام ومطالبا بحق العودة، وهو مطلب شرعي لشعبه .
ولقد راقبت حماس مسار السلام العربي والفلسطيني مع (إسرائيل) قبل وبعد أوسلو عام 1993 ، وقررت تعديل ميثاقها لتقبل بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية مع احتفاظها باعترافها بفلسطين التاريخية للفلسطينيين، وهو موضوع أخلاقي ووطني وقومي بالنسبة لهم، وشتان بين الوطن حيث ولدوا ومن ارتحل اليه عبر السفن، وتركت توجهها هذا للزمن ، وتساندها حركة الجهاد التحريرية الفلسطينية التي لا تعترف بإسرائيل أيضا، بينما اعترفت السلطة الفلسطينية بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 ، واعترفت في أوسلو بحدود (إسرائيل) لعام 1948 تمشيا مع قرار الأمم المتحدة رقم 181 الذي قسم فلسطين الى دولة عبرية قامت وأخرى عربية لم تنهض، ورفضها العرب وقتها لقدسية فلسطين عندهم .
ويستمر العرب بمطالبة ( إسرائيل ) بمغادرة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 وفقا لقرار الأمم المتحدة 242 وبالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وبحق العودة وتجميد المستوطنات غير الشرعية ، وبين عامي 1979 و 2020 وقعت مجموعة دول عربية السلام مع ( إسرائيل ) ، وهي ( مصر والأردن والبحرين والامارات والمغرب ) ، فيما رفضت سوريا توقيع سلام مع ( إسرائيل ) عبر اعادة الجولان بشروط ، ورفض لبنان كذلك السلام مع ( إسرائيل ) مقابل تخلي - حزب الله -عن سلاحه .
ولا زالت (إسرائيل) تتنمر على الشرعية الدولية الممثلة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتساندها في توجهها المتعالي على القانون الدولي الولايات المتحدة الأمريكية، ويقابل هذه المعادلة موقف روسي ثابت تسانده الصين الشعبية بهدف اقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وتجميد المستوطنات اليهودية، وهي أي روسيا كانت أول دولة عظمى تطالب بوقف القتال فورا في غزة عبر مجلس الأمن، وهو التوجه الذي قابلته أمريكا بحق " النقض – الفيتو " ، والنتيجة مزيد من الضحايا الأبرياء .
وبالإرتكاز على صيحة ملك العرب الشريف حسين بن علي التي طالبت العرب التخلص من الهيمنة والإستعمار والتوجه للوحدة العربية ، والأصل أن تكون قرارات العرب وحدوية تنسيقية محسوبة نتائجئها بدقة، وللمقارنة بين قرار حماس بمهاجة ( إسرائيل ) بشكل مباغت بتاريخ 7 أكتوبر 2023 ومن دون حسبة دقيقة لردة فعل ( إسرائيل ) المتوقعة، حيث شاهدنا استهدافها للمواطنين الفلسطينيين الآمنين وأطفالهم أكثر بكثير من استهداف حماس المحصنة نفسها، فكانت الكارثة على أهل فلسطين مباشرة، وكما نعرف فإن ( إسرائيل ) لا تكترث كثيرا بجرائمها، وتتصرف على أنها وحليفتها أمريكا فوق القانون الدولي في زمن شريعة الغاب، وكمثل تاريخي معاصر فإن النصر الأردني في معركة الكرامة عام 1968 ليس ببعيد عنا، عندما اشتبك جيشنا العربي الأردني الباسل وبنجاح مشهود وبمشاركة فاعلة من طرف الفدائيين الفلسطينيين من وسط الخندق الواحد مع جيش (إسرائيل) النازي الجبان الذي دفع بجنوده الينا مقيدين بالسناسل، وتم الحاق هزيمة كبيرة بجيش الاحتلال وقتها، والملاحظ حينها هو أن الأردن استدرك الخطر الإسرائيلي مبكرا وعمل على ترحيل المخيمات الفلسطينية الى الوسط والشمال لكي لا تتضرر، وهو ما حصل فعلا .
إسرائيل الآن في حربها على غزة تدفع للجندي الإسرائيلي راتبا مرتفعا والدولار الأمريكي على الخط لكي لا تضطر لتقييده بالسناسل، وتعرف بأن الفدائي الفلسطيني شجاع لا يهاب الموت ويقدمه على الحياة عندما تقع الواقعة ويكون العنوان الوطن، وأصبح المطلوب من العرب تفعيل جامعتهم العربية ليكون لها الدور الرئيس في ادارة المشهد العربي وبقوة بدلا من دورها الوظيفي فقط الآن، وآن الأوان عربيا لتفعيل معاهدة الدفاع المشتركة، فما يصيب غزة أو أي دولة عربية وقعت السلام مع ( إسرائيل ) أو لم توقع يصيب كل العرب، ويقع على عاتقهم اعلان الحرب والتصدي للمعتدي سواء كان ( إسرائيل ) أو غيره، وتلبية صيحة ملك العرب وشريفهم الحسين بن علي بالذهاب الى الوحدة أصبحت ضرورة وطنية وقومية بامتياز، ولا يجوز في المقابل أن نسمع من الدول العربية التي وقعت السلام مع (إسرائيل) نعت حماس بالإرهاب ، بينما هي حركة تحرر وأيدولوجيا ، ولا ارهاب يعلو اليوم على إرهاب ( إسرائيل ) التي تتمرس خلف سلاحها الأمريكي والأوروبي ومنه النووي ، وتتغطرس وتمارس الخديعة الإعلامية ..
كتب سليمان الموسى في كتابه " الحركة العربية، ص 694 695 " أنّ الملك حسين قام بالثورة وهو يعتقد اعتقادا جازما أن الوحدة العربية ستكون من جملة نتائجها، ولقد تصور وحدة بين الأقطار العربية المتعددة ترتبط بعضها مع بعض بروابط تشبه روابط الوحدة بين الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث يتمتع كل قطر بالاستقلال الداخلي التام بينما تتولى الحكومة المركزية السياسية الخارجية، وبحيث تتمثل الوحدة في العلم الواحد النقد الواحد وجوازات السفر الواحدة، والمصالح الاقتصادية الواحدة والجيش الواحد "، ومنذ القرن العشرين والعرب يقرأون رسالتكم جلالة الملك الشريف الهاشمي، وخاضوا حروبا وحدوية ومنفردة مع إسرائيل في الأعوام ( 1948/ 1956/ 1967 / 1968 / 1973 )، انتصر العرب في ثلاثة حروب منها (1956 / 1968 / 1973) وخسروا اثنتين (1948 / 1967 )، والآن حرب غزة تدخل هدنة قصيرة وتبادل أسرى، وجهد أردني وقطري ومصري وعربي ودولي متميز، وكل تمنيات العرب والعالم بأن تستمر الهدنة حقنا للدماء.
والمعروف بأن اجتياح "حماس" حركة التحرر العربية الإسلامية والأيدولوجية المفاجئة، جاءت بعد حروب (إسرائيلية) متكررة مع قطاع غزة حيث تحكم حماس التي لا تعترف بإسرائيل ولم توقع سلاما معها، ورغم انسحاب (إسرائيل) منه عام 2005 والتسبب في استشهاد آلاف الفلسطينيين الأبرياء ، كان آخرها الحرب الحالية هذا العام 2023 عندما استهدفت حماس الجيش الإسرائيلي ولم تقصد استهداف المدنيين الذين تصادفوا معها في هجمتهم المباغتة الغاضبة، بينما استهدفت (إسرائيل) المدنيين الفلسطينيين وقتلت منهم جهارا نهارا أكثر من 14 الفا وخمسمائة انسان نصفهم من الأطفال، وهي جريمة حرب لا تغتفر ، والتاريخ يسجل، والزمن لا يرحم .
75 عاما مضت والفلسطيني ابن القضية العادلة والممثل للشعب الفلسطيني البطل شعب الجبارين قابض على الجمر والصبر وصولا لبر الأمان، وطامحا لإقامة دولته المستقلة على تراب أرضه التاريخية فلسطين، أرض الأباء والأجداد، ومصيره تشكل بأن يكون في الواجهة أكثر من غيره من العرب، ولا يحمل من السلاح غير الحجر والبندقية ويده الأخرى تحمل راية السلام ومطالبا بحق العودة، وهو مطلب شرعي لشعبه .
ولقد راقبت حماس مسار السلام العربي والفلسطيني مع (إسرائيل) قبل وبعد أوسلو عام 1993 ، وقررت تعديل ميثاقها لتقبل بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية مع احتفاظها باعترافها بفلسطين التاريخية للفلسطينيين، وهو موضوع أخلاقي ووطني وقومي بالنسبة لهم، وشتان بين الوطن حيث ولدوا ومن ارتحل اليه عبر السفن، وتركت توجهها هذا للزمن ، وتساندها حركة الجهاد التحريرية الفلسطينية التي لا تعترف بإسرائيل أيضا، بينما اعترفت السلطة الفلسطينية بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 ، واعترفت في أوسلو بحدود (إسرائيل) لعام 1948 تمشيا مع قرار الأمم المتحدة رقم 181 الذي قسم فلسطين الى دولة عبرية قامت وأخرى عربية لم تنهض، ورفضها العرب وقتها لقدسية فلسطين عندهم .
ويستمر العرب بمطالبة ( إسرائيل ) بمغادرة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 وفقا لقرار الأمم المتحدة 242 وبالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وبحق العودة وتجميد المستوطنات غير الشرعية ، وبين عامي 1979 و 2020 وقعت مجموعة دول عربية السلام مع ( إسرائيل ) ، وهي ( مصر والأردن والبحرين والامارات والمغرب ) ، فيما رفضت سوريا توقيع سلام مع ( إسرائيل ) عبر اعادة الجولان بشروط ، ورفض لبنان كذلك السلام مع ( إسرائيل ) مقابل تخلي - حزب الله -عن سلاحه .
ولا زالت (إسرائيل) تتنمر على الشرعية الدولية الممثلة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتساندها في توجهها المتعالي على القانون الدولي الولايات المتحدة الأمريكية، ويقابل هذه المعادلة موقف روسي ثابت تسانده الصين الشعبية بهدف اقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وتجميد المستوطنات اليهودية، وهي أي روسيا كانت أول دولة عظمى تطالب بوقف القتال فورا في غزة عبر مجلس الأمن، وهو التوجه الذي قابلته أمريكا بحق " النقض – الفيتو " ، والنتيجة مزيد من الضحايا الأبرياء .
وبالإرتكاز على صيحة ملك العرب الشريف حسين بن علي التي طالبت العرب التخلص من الهيمنة والإستعمار والتوجه للوحدة العربية ، والأصل أن تكون قرارات العرب وحدوية تنسيقية محسوبة نتائجئها بدقة، وللمقارنة بين قرار حماس بمهاجة ( إسرائيل ) بشكل مباغت بتاريخ 7 أكتوبر 2023 ومن دون حسبة دقيقة لردة فعل ( إسرائيل ) المتوقعة، حيث شاهدنا استهدافها للمواطنين الفلسطينيين الآمنين وأطفالهم أكثر بكثير من استهداف حماس المحصنة نفسها، فكانت الكارثة على أهل فلسطين مباشرة، وكما نعرف فإن ( إسرائيل ) لا تكترث كثيرا بجرائمها، وتتصرف على أنها وحليفتها أمريكا فوق القانون الدولي في زمن شريعة الغاب، وكمثل تاريخي معاصر فإن النصر الأردني في معركة الكرامة عام 1968 ليس ببعيد عنا، عندما اشتبك جيشنا العربي الأردني الباسل وبنجاح مشهود وبمشاركة فاعلة من طرف الفدائيين الفلسطينيين من وسط الخندق الواحد مع جيش (إسرائيل) النازي الجبان الذي دفع بجنوده الينا مقيدين بالسناسل، وتم الحاق هزيمة كبيرة بجيش الاحتلال وقتها، والملاحظ حينها هو أن الأردن استدرك الخطر الإسرائيلي مبكرا وعمل على ترحيل المخيمات الفلسطينية الى الوسط والشمال لكي لا تتضرر، وهو ما حصل فعلا .
إسرائيل الآن في حربها على غزة تدفع للجندي الإسرائيلي راتبا مرتفعا والدولار الأمريكي على الخط لكي لا تضطر لتقييده بالسناسل، وتعرف بأن الفدائي الفلسطيني شجاع لا يهاب الموت ويقدمه على الحياة عندما تقع الواقعة ويكون العنوان الوطن، وأصبح المطلوب من العرب تفعيل جامعتهم العربية ليكون لها الدور الرئيس في ادارة المشهد العربي وبقوة بدلا من دورها الوظيفي فقط الآن، وآن الأوان عربيا لتفعيل معاهدة الدفاع المشتركة، فما يصيب غزة أو أي دولة عربية وقعت السلام مع ( إسرائيل ) أو لم توقع يصيب كل العرب، ويقع على عاتقهم اعلان الحرب والتصدي للمعتدي سواء كان ( إسرائيل ) أو غيره، وتلبية صيحة ملك العرب وشريفهم الحسين بن علي بالذهاب الى الوحدة أصبحت ضرورة وطنية وقومية بامتياز، ولا يجوز في المقابل أن نسمع من الدول العربية التي وقعت السلام مع (إسرائيل) نعت حماس بالإرهاب ، بينما هي حركة تحرر وأيدولوجيا ، ولا ارهاب يعلو اليوم على إرهاب ( إسرائيل ) التي تتمرس خلف سلاحها الأمريكي والأوروبي ومنه النووي ، وتتغطرس وتمارس الخديعة الإعلامية ..
نيسان ـ نشر في 2023-11-27 الساعة 11:39
رأي: د.حسام العتوم