خلاصات من فكر وسيرة وتجربة الشهيد وصفي التل
د. فيصل الغويين
أكاديمي أردني
نيسان ـ نشر في 2023-11-28 الساعة 14:18
نيسان ـ ورث من والده مصطفى (عرار) وضوح الرأي والجرأة على التصريح به.
رجل دولة استثنائي، وصاحب مشروع لم يكتمل، تشاركت أطراف كثيرة لمنعه من الاكتمال.
لم يعرف عنه في حياته السياسية أنه احتمى بنسب عائلته، أما النضال المسلح ضد الاستعمار، والمشاركة في الثورة الفلسطينية، فقد أسبغا الشرعية الضرورية لحلمه بمشروع قومي كرس له حياته.
سادت حياته البساطة وعاش بمزاج فلاح، حتى بعد أن وصل إلى أعلى المناصب.
العدالة عند وصفي لا تتجزأ، وتتجاوز الألقاب والشرائح الاجتماعية.
أدرك القيمة الاستراتيجية والسياسية والعسكرية لأرض فلسطين في معركة الوجود العربي.
قاتل في فلسطين ضابطا في جيش الانقاذ، وفي حرب 1948.
فهم القوة السياسية والمعنوية للأرض، وكانت زراعة الأرض هي المقياس الأكبر لحب الوطن في نظره.
آمن بالمزارع، وبقدرته على معرفة قيمة الأرض وحمايتها والعناية بها.
قبل سفرته الأخيرة إلى القاهرة، تحدث عن عزمه إصدار قانون يمنع البناء في الأراضي الواقعة غربي مدينة عمان، فهي أراض لا تقدر بثمن، وتعطي محاصيل وفيرة.
كان شغوفا ومحبا للقراءة والمطالعة، واهتم بالتاريخ السياسي وقد احتوت مكتبته على أكثر من 2700 كتاب باللغات العربية والانجليزية والألمانية والكردية. وكان وراء إنشاء مكتبة أمانة عمان.
اكتسب ثقافة عامة واسعة، وآمن بالليبرالية طريقا للتحرير والاستقلال.
عمل خلال توليه إدارة الإذاعة الأردنية، على إضفاء الطابع الأردني على الأغاني والأناشيد، حتى أصبح للإذاعة شخصيتها المتميزة.
رأى وصفي أن الحرب مع اسرائيل حتمية، وكصاحب مشروع حرص على حسم معادلة صراع الانسان من أجل البقاء، بأن ربط تحقيق هذا الهدف بثلاثة متطلبات متلازمة، وهي: البندقية أداة القوة، و0الطورية) أداة توظيف الأرض واحيائها، ورفض التسليم بالأمر الواقع. ولهذا دعا إلى إقامة دولة المقاومة (هانوي العرب)، ومجتمع الحرب، وحكومة الولاية العامة، وعمل في سبيل تحقيق ذلك.
كان الحكم القوي النزيه العادل عنده ضرورة لإدارة التنمية بوصفها أداة للبناء الوطني والعدالة الاجتماعية.
خلص إلى أن سبب هزائم العرب يكمن في انعدام ركيزتي العقل والخلق، وحذر من الانتهازية وفقدان الشجاعة عند القيام بحالة من التشخيص والتخطيط الدقيق.
عاش حياته في ظل السلاح، وكان يرى أن المعركة التي يجب أن تكون عنوان وجودنا تحمل في طياتها حتميتين، هما الوحدة الوطنية، والتعاون العربي.
انطلاقا من خبرته الاستراتيجية والعسكرية، قدم وصفي تصوره لطبيعة المعركة مع العدو، وكيف يمكن هزيمته؛ فالأردن في رؤيته يمتلك سلسلة جبال شاهقة تشرف على فلسطين وعلى الأغوار ووادي عربة(خط بارليف ) طبيعي، ما يعطي للجيش والمقاومة قدرة على تلافي فوراق التسليح.
رأى وصفي أن للأردن أهمية قصوى كدولة وكجغرافيا وكنظام يحمل رسالة، فهو يمتلك أكبر من حجمه، ما يمنحه أهمية استرتيجية ليكون أداة للتحرير.
وصل وصفي إلى الحكم من خارج النادي السياسي التقليدي، مؤمنا بأهمية النظام والقانون في حياة الأمم والشعوب، لذلك وصلت هيبة الحكم في زمنه إلى درجة جعلت كبار المسؤولين يشعرون وكأنه يقف بقامته أمام كل منهم وهو يؤدي عمله.
كان يعي معنى الاستقلال الاقتصادي، ومخاطر التبعية، فشرع في برنامج طموح لإقامة قطاع عام اقتصادي، وتطوير البنية التحتية.
كانت قناعة وصفي أن الإصلاح يبدأ من الأعلى، وأن الحكومة هي أداة الإصلاح الرئيسة، ولذا لا بد من تطهير أجهزة الدولة من العناصر الفاسدة والضعيفة، وهو مبدأ التزمه في حكوماته الخمس.
الفرق بين وصفي ومعظم الذين سبقوه ولحقوه من رؤساء الحكومات، أنهم تحدثوا عن الفساد، أما هو فتحدث عن الفاسدين وسماهم، واتخذ بشأنهم ما يلزم من اجراءات.
بنى وصفي مشروعه القومي في التحرير والوحدة على عقيدة أمنية محورها أن العدو المركزي اسرائيل، وما عدا ذلك يكفيه وضوح الإرادة.
يملك وصفي تكوينا عسكريا طاغيا في تفاصيل حياته كلها، فقد مزج مهاراته العسكرية بقدراته السياسية في إدارة الدولة، وهو أول رئيس يمتلك تجربة عسكرية على الصعيد النظري والتطبيقي.
الذين عرفوا وصفي جيداً يعلمون أنّه لم يكن خصماً للعمل الفدائي، أو ليس طرفا ثانيا للعمل الفدائي، بل إنّه في طليعة الذين نادوا بقيام العمل الفدائي، فقد كان رجلاً عسكرياً، وله تجربته العملية الطويل، ولما أيقن أنّه قد دس على العمل الفدائي أعداء للمعركة، وأعداء للأردن وفلسطين، وأعداء للتحرير، فقد وقف أمام هذا الدس بصلابة وجرأة وشجاعة، وأعلن أنّه يحمي العمل الفدائي المقدس من الذين تسلقوه لأغراض لا علاقة لها بالفداء من قريب أو بعيد.
كان في طليعة المؤمنين بإستحالة موافقة إسرائيل على الحل السلمي، واستحالة جلائها عن شبر واحد من الأراضي المحتلة بغير القوة، مؤمنا بضرورة الحشد العسكري: جيشاً وشعباً وفدائيين في خطة واحدة وتحت قيادة واحدة، حتى يمكن أولاً إفشال مؤامرة تخريب الأردن، على أساس أنّ الأردن هو القاعدة الرئيسة لكل جهد عسكري، ثم حتى يمكن خوض معركة موحدة مع العدو الذي يدير شؤونه المختلفة تحت قيادة واحدة مستندة إلى العلم والقوة والتجربة والتخطيط. وبعد تشكيله لأول حكومة أطلق شعار "مجتمع قرطاجة"، أي أن على المجتمع الأردني أن يتحول إلى مجتمع حرب.
مثل وصفي التل نموذجا خاصا للاهتمام الأردني بفلسطين وقضيتها، وكان من القلائل وطنيا الذين كيفوا حياتهم فكرا وعملا من أجل فلسطين، وقضوا من أجلها. ومن العرب القلائل الذين امتلكوا نظرية مدروسة للرد على العدو. وكانت نظريته تقوم على أساس أن هذا الرد لا يتحقق إلا من خلال قيام دولة عربية متحدة إلى الشرق من فلسطين، تشمل الأردن وسوريا والعراق.
أكد من منظوره الاستراتيجي، ضرورة أن نزيل من أذهاننا ومن تخطيطنا الأوهام والخرافات التالية:
- خرافة الحلول السلمية بشتى أشكالها وصورها.
- خرافة احتواء اسرائيل، أو إمكان التعايش معها.
- خرافة الاعتماد على ما يعتقد أو يبدو أنه متناقضات بين مختلف الأحزاب اليهودية.
- خرافة الاعتماد على الضغوط الدولية والرأي العام العالمي.
- الأوهام التي تتوقع إمكان انسحاب اسرائيل من بعض الأراضي المغتصبة أو كلها دون ثمن غال تأخذه، أو من إكراه شديد لا يكون بمحض إرادتها وبلا ثمن تتقاضاه.
- خرافة وأوهام من يعتقدون أن في وسعنا أن نتحاشى صداما مصيريا مع الصهيونية.
آمن بقدرة الأردن على الاكتفاء الذاتي، والخروج من حالة الارتهان للمساعدات الخارجية، عندما تتحقق النزاهة، وحسن استخدام الموارد، مع الإبداع في استغلال الثروات الوطنية.
كان رجل دولة من نوع خاص، وعلماً من أعلام الفكر والسياسة، جسوراً في عشقه لوطنه الأردن، واضح الرؤية، جريء الرأي، عميق الانتماء لقضية العرب الأولى، كتب لها، وناضل من أجلها، واستشهد في سبيلها..
احتل وصفي موقعا استثنائيا في تاريخ رؤساء الحكومات الأردنيين، فهو على حد تعبير القيادي الفلسطيبني نبيل عمرو " اكبر من رئيس وزراء وأقل قليلا من ملك". وهي معادلة لم تتكرر في تاريخ الاردن. وسيبقى 28 تشرين الثاني استفتاء شعبيا على حضوره الدائم.
رجل دولة استثنائي، وصاحب مشروع لم يكتمل، تشاركت أطراف كثيرة لمنعه من الاكتمال.
لم يعرف عنه في حياته السياسية أنه احتمى بنسب عائلته، أما النضال المسلح ضد الاستعمار، والمشاركة في الثورة الفلسطينية، فقد أسبغا الشرعية الضرورية لحلمه بمشروع قومي كرس له حياته.
سادت حياته البساطة وعاش بمزاج فلاح، حتى بعد أن وصل إلى أعلى المناصب.
العدالة عند وصفي لا تتجزأ، وتتجاوز الألقاب والشرائح الاجتماعية.
أدرك القيمة الاستراتيجية والسياسية والعسكرية لأرض فلسطين في معركة الوجود العربي.
قاتل في فلسطين ضابطا في جيش الانقاذ، وفي حرب 1948.
فهم القوة السياسية والمعنوية للأرض، وكانت زراعة الأرض هي المقياس الأكبر لحب الوطن في نظره.
آمن بالمزارع، وبقدرته على معرفة قيمة الأرض وحمايتها والعناية بها.
قبل سفرته الأخيرة إلى القاهرة، تحدث عن عزمه إصدار قانون يمنع البناء في الأراضي الواقعة غربي مدينة عمان، فهي أراض لا تقدر بثمن، وتعطي محاصيل وفيرة.
كان شغوفا ومحبا للقراءة والمطالعة، واهتم بالتاريخ السياسي وقد احتوت مكتبته على أكثر من 2700 كتاب باللغات العربية والانجليزية والألمانية والكردية. وكان وراء إنشاء مكتبة أمانة عمان.
اكتسب ثقافة عامة واسعة، وآمن بالليبرالية طريقا للتحرير والاستقلال.
عمل خلال توليه إدارة الإذاعة الأردنية، على إضفاء الطابع الأردني على الأغاني والأناشيد، حتى أصبح للإذاعة شخصيتها المتميزة.
رأى وصفي أن الحرب مع اسرائيل حتمية، وكصاحب مشروع حرص على حسم معادلة صراع الانسان من أجل البقاء، بأن ربط تحقيق هذا الهدف بثلاثة متطلبات متلازمة، وهي: البندقية أداة القوة، و0الطورية) أداة توظيف الأرض واحيائها، ورفض التسليم بالأمر الواقع. ولهذا دعا إلى إقامة دولة المقاومة (هانوي العرب)، ومجتمع الحرب، وحكومة الولاية العامة، وعمل في سبيل تحقيق ذلك.
كان الحكم القوي النزيه العادل عنده ضرورة لإدارة التنمية بوصفها أداة للبناء الوطني والعدالة الاجتماعية.
خلص إلى أن سبب هزائم العرب يكمن في انعدام ركيزتي العقل والخلق، وحذر من الانتهازية وفقدان الشجاعة عند القيام بحالة من التشخيص والتخطيط الدقيق.
عاش حياته في ظل السلاح، وكان يرى أن المعركة التي يجب أن تكون عنوان وجودنا تحمل في طياتها حتميتين، هما الوحدة الوطنية، والتعاون العربي.
انطلاقا من خبرته الاستراتيجية والعسكرية، قدم وصفي تصوره لطبيعة المعركة مع العدو، وكيف يمكن هزيمته؛ فالأردن في رؤيته يمتلك سلسلة جبال شاهقة تشرف على فلسطين وعلى الأغوار ووادي عربة(خط بارليف ) طبيعي، ما يعطي للجيش والمقاومة قدرة على تلافي فوراق التسليح.
رأى وصفي أن للأردن أهمية قصوى كدولة وكجغرافيا وكنظام يحمل رسالة، فهو يمتلك أكبر من حجمه، ما يمنحه أهمية استرتيجية ليكون أداة للتحرير.
وصل وصفي إلى الحكم من خارج النادي السياسي التقليدي، مؤمنا بأهمية النظام والقانون في حياة الأمم والشعوب، لذلك وصلت هيبة الحكم في زمنه إلى درجة جعلت كبار المسؤولين يشعرون وكأنه يقف بقامته أمام كل منهم وهو يؤدي عمله.
كان يعي معنى الاستقلال الاقتصادي، ومخاطر التبعية، فشرع في برنامج طموح لإقامة قطاع عام اقتصادي، وتطوير البنية التحتية.
كانت قناعة وصفي أن الإصلاح يبدأ من الأعلى، وأن الحكومة هي أداة الإصلاح الرئيسة، ولذا لا بد من تطهير أجهزة الدولة من العناصر الفاسدة والضعيفة، وهو مبدأ التزمه في حكوماته الخمس.
الفرق بين وصفي ومعظم الذين سبقوه ولحقوه من رؤساء الحكومات، أنهم تحدثوا عن الفساد، أما هو فتحدث عن الفاسدين وسماهم، واتخذ بشأنهم ما يلزم من اجراءات.
بنى وصفي مشروعه القومي في التحرير والوحدة على عقيدة أمنية محورها أن العدو المركزي اسرائيل، وما عدا ذلك يكفيه وضوح الإرادة.
يملك وصفي تكوينا عسكريا طاغيا في تفاصيل حياته كلها، فقد مزج مهاراته العسكرية بقدراته السياسية في إدارة الدولة، وهو أول رئيس يمتلك تجربة عسكرية على الصعيد النظري والتطبيقي.
الذين عرفوا وصفي جيداً يعلمون أنّه لم يكن خصماً للعمل الفدائي، أو ليس طرفا ثانيا للعمل الفدائي، بل إنّه في طليعة الذين نادوا بقيام العمل الفدائي، فقد كان رجلاً عسكرياً، وله تجربته العملية الطويل، ولما أيقن أنّه قد دس على العمل الفدائي أعداء للمعركة، وأعداء للأردن وفلسطين، وأعداء للتحرير، فقد وقف أمام هذا الدس بصلابة وجرأة وشجاعة، وأعلن أنّه يحمي العمل الفدائي المقدس من الذين تسلقوه لأغراض لا علاقة لها بالفداء من قريب أو بعيد.
كان في طليعة المؤمنين بإستحالة موافقة إسرائيل على الحل السلمي، واستحالة جلائها عن شبر واحد من الأراضي المحتلة بغير القوة، مؤمنا بضرورة الحشد العسكري: جيشاً وشعباً وفدائيين في خطة واحدة وتحت قيادة واحدة، حتى يمكن أولاً إفشال مؤامرة تخريب الأردن، على أساس أنّ الأردن هو القاعدة الرئيسة لكل جهد عسكري، ثم حتى يمكن خوض معركة موحدة مع العدو الذي يدير شؤونه المختلفة تحت قيادة واحدة مستندة إلى العلم والقوة والتجربة والتخطيط. وبعد تشكيله لأول حكومة أطلق شعار "مجتمع قرطاجة"، أي أن على المجتمع الأردني أن يتحول إلى مجتمع حرب.
مثل وصفي التل نموذجا خاصا للاهتمام الأردني بفلسطين وقضيتها، وكان من القلائل وطنيا الذين كيفوا حياتهم فكرا وعملا من أجل فلسطين، وقضوا من أجلها. ومن العرب القلائل الذين امتلكوا نظرية مدروسة للرد على العدو. وكانت نظريته تقوم على أساس أن هذا الرد لا يتحقق إلا من خلال قيام دولة عربية متحدة إلى الشرق من فلسطين، تشمل الأردن وسوريا والعراق.
أكد من منظوره الاستراتيجي، ضرورة أن نزيل من أذهاننا ومن تخطيطنا الأوهام والخرافات التالية:
- خرافة الحلول السلمية بشتى أشكالها وصورها.
- خرافة احتواء اسرائيل، أو إمكان التعايش معها.
- خرافة الاعتماد على ما يعتقد أو يبدو أنه متناقضات بين مختلف الأحزاب اليهودية.
- خرافة الاعتماد على الضغوط الدولية والرأي العام العالمي.
- الأوهام التي تتوقع إمكان انسحاب اسرائيل من بعض الأراضي المغتصبة أو كلها دون ثمن غال تأخذه، أو من إكراه شديد لا يكون بمحض إرادتها وبلا ثمن تتقاضاه.
- خرافة وأوهام من يعتقدون أن في وسعنا أن نتحاشى صداما مصيريا مع الصهيونية.
آمن بقدرة الأردن على الاكتفاء الذاتي، والخروج من حالة الارتهان للمساعدات الخارجية، عندما تتحقق النزاهة، وحسن استخدام الموارد، مع الإبداع في استغلال الثروات الوطنية.
كان رجل دولة من نوع خاص، وعلماً من أعلام الفكر والسياسة، جسوراً في عشقه لوطنه الأردن، واضح الرؤية، جريء الرأي، عميق الانتماء لقضية العرب الأولى، كتب لها، وناضل من أجلها، واستشهد في سبيلها..
احتل وصفي موقعا استثنائيا في تاريخ رؤساء الحكومات الأردنيين، فهو على حد تعبير القيادي الفلسطيبني نبيل عمرو " اكبر من رئيس وزراء وأقل قليلا من ملك". وهي معادلة لم تتكرر في تاريخ الاردن. وسيبقى 28 تشرين الثاني استفتاء شعبيا على حضوره الدائم.
نيسان ـ نشر في 2023-11-28 الساعة 14:18
رأي: د. فيصل الغويين أكاديمي أردني