عندما يردد بايدن ما يقوله نتنياهو!
نيسان ـ نشر في 2023-12-16 الساعة 11:05
نيسان ـ العلاقة الجيوبولوتيكية بين إسرائيل وأمريكا وبالمقارنة مع مثيلتها الروسية – الإسرائيلية تثير الدهشة، فليست الولايات المتحدة الأمريكية هي الأقرب لمستعمرة إسرائيل من روسيا الإتحادية حقيقة وفي واقع الحال. لكننا نعرف بأن مؤسسة "الأيباك" – اليهودية الأمريكية- التي تأسست في واشنطن عام 1953 في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور، تشكل قوة ضاغطة على الكونغرس والبنتاغون (الدفاع والإستخبار)، والحضور اليهودي في أمريكا كبير وفي مقدمتهم الأشكناز، وعلاقة وطيدة مع الأنجلوساكسون البريطانيين، ولقد أدخلت أمريكا الخوف الى أوروبا من الاتحاد السوفيتي مبكرا فعملت على ضمهم سياسيا واقتصاديا وعسكريا مبكرا، وأسسوا حلف "الناتو" عام 1949، بينما تأسس حلف "وارسو" السوفيتي عام 1955 وانهار مع تفكيك الإتحاد عام 1991. وفي المقابل عمل الجيش السوفيتي الأحمر على التصدي للنازية الألمانية 1941/ 1945، ولم يبدأ الحرب معها، وهو ما أكده لنا البروفيسور فيجيسلاف نيكانوف في كتابه "من بدأ الحرب"؟ وعمل وبتوجيه من الزعيم جوزيف ستالين على ترحيل يهود "باراذبيجان" والشتات، وبعد المحرقة التي استهدفت اليهود والسوفييت وأوروبا الى فلسطين بعدما غير موقفه فجأة، بينما كان يرغب بإرسالهم الى القرم وسخالين، وهو ما يثبت عدم وجود علاقة بين الدين اليهودي وفلسطين العرب، ولازال هيكل سليمان المزعوم يقبع في السراب. وفي إسرائيل يقطن اليوم أكثر من مليون روسي ويهودي، وهم في حالة متحركة، وحرب غزة أجبرت العديدين منهم العودة الى اماكن تواجدهم الأصلية، وفي إسرائيل تجمع لشتات اليهود من كل العالم من (بلاد السوفييت وأمريكا وأوروبا وأفريقيا والدول العربية)، وحسب جيناتهم لا يستطيعون حتى الساعة تشكيل حالة الشعب الواحد، فما بالكم عندما تكون دولتهم، أي كيانهم غير الشرعي محتل لأراض عربية كنعانية ويبوسية الجذور منذ ما قبل التاريخ، مقابل الترانزيت اليهودي في المنطقة الذي لم يتجاوز ثمانون عاما معاصرة.
وعودة للعلاقة المستغربة بين جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وبين نتن-ياهو رئيس وزراء إسرائيل بالذات والتي تسمح بممارسمة النازية فوق أرض فلسطين المحتلة، يمكن ملاحظة بأن أمريكا غير محظوظة برؤسائها ووزراء خارجيتها بسبب انحيازهم للإحتلال الإسرائيلي أكثر من انحيازهم لأمريكا نفسها. ونتن-ياهو وبن غفير وسيموترش يمثلون الليكود المتطرف الذي يقدم مصلحة إسرائيل على أمريكا وسمعتها الدولية. وأمريكا التي قادت أوحادية القطب بعد انهيار الإتحاد السوفيتي عام 1991 تراجع وهجها، وبدت ملامح انهيار قطبها تظهر على وجه أمريكا وأوروبا معا، خاصة بعد اندلاع الثورات البرتقالية عام 2007 وبعد ذلك، وانقلاب " كييف" عام 2014، والعملية العسكرية الروسية الإستباقية الدفاعية التحريرية عام 2022 ، أعطت روسيا – بوتين الضوء الأخضر لعالم متعدد الأقطاب أن يتحرك ليمثل شرق وجنوب العالم وتجاه الدول الأوروبية وحتى أمريكا إن رغبوا بالإنضمام للتوجه الدولي الجديد.
صرح نتن-ياهو بأن حماس إرهابية وتشبه تنظيم الدولة، وكرر جو بايدن القول نفسه، بينما هي (حماس) حركة تحرر عربية فلسطينية إسلامية لا تستهدف المدنيين الإسرائيليين في الوقت الذي تفعل فيه ذلك إسرائيل علنا وتتحجج بوجود حماس هنا أو هناك ثم تُقدم على تدمير بيوت الفلسطينيين الآمنين والمستشفيات مثل مجزة مشفى المعمداني والمدارس، والأفران، ودور العبادة الإسلامية والمسيحية، وتدعي ذات الوقت بأن حماس وقفت وراء ذلك، وهو ما ثبت كذبه. وقال نتن-ياهو بأن حماس تقطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين، وثبت لاحقا بأنها كذبة كبيرة صدقها بايدن ورددها على الملأ ثم اعتذر عنها. وصرح بايدن بأن السلطة الوطنية الفلسطينية قادرة على السيطرة على قطاع غزة، ودعى لرعايتها واصلاحها وحديثه لم يأت من فراغ. بينما هو التخوف الإسرائيلي ماثل من انتشار حماس في رام الله، وتهدد السلطة أمنيا ذات الوقت. والحقيقة التي لا تغطى بغربال هي استحالة استثناء حماس من مستقبل الدولة الفلسطينية المنشودة. وينتقد البعض حماس بالهجمة المباغتة على المعسكرات والمستوطنات الإسرائيلية من دون الأخذ بعين الاعتبار لردة فعل إسرائيل النازية بحق المواطنيين الفلسطينيين المسالمين، بينما لم يبقى أمام حماس الفكر والأيدولوجيا والعمل الفدائي البطولي غير تأديب إسرائيل التي تطاولت عدة مرات على الأقصى المبارك، وأعاقت الى جانب حليفتها أمريكا تحقيق سلام عادل يضفي الى حل الدولتين إسرائيلية، وفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وتجميد المستوطنات، وضمان حق العودة .
ويصرح الرئيس الإسرائيلي أسحق هرتوغ بأن الحوثيين في البحر الأحمر تجاوزوا الخط الأحمر عبر اعاقتهم سير السفن الإسرائيلية، لكنه لم يصرح ومعه نتن-ياهو وقادة الليكود المتطرف، والرئيس جو بايدن صمت طويلا بسبب تجاوز إسرائيل كل الخطوط الحمر بإستشهاد حوالي 20 الف فلسطيني معظمهم من الأطفال وغيرهم من النساء الحوامل. وحديثا بدأ الرئيس بايدن يرسل رسائل اعلامية وسياسية تنادي نتن-ياهو بتشكيل حكومة إسرائيلية تأخذ بحساباتها عدم التطاول على المدنيين الفلسطينيين، وتقبل بالوصول للسلام المطلوب. ويقول نتن-ياهو بأن حماس تختفي وسط سكان غزة وتستخدمهم كدروع بشرية، ويصدقه بايدن، بينما الحقيقة تقول بأن حماس ترفض التهجير القسري لأبناء غزة وتتمسك بالأرض الفلسطينية الوطن .
عندما يفيق نتن-ياهو من سكرات هجمة واجتياح حماس في السابع من أكتوبر 2023 ويعزف ووزير الدفاع الإسرائيلي يو أف غالانت وقائد الجيش افيف كوخافي عن نعت حماس بالإرهاب، وهو المستحيل، وعندما يقتنع الرئيس الأمريكي بايدن بأن حماس حركة تحرر ليست إرهابية، وهو المستبعد بسبب وجود حالة ببغائية بينهم، ستتغير أمور كثيرة خاصة وأن العدوان الإسرائيلي على غزة ليس عشوائيا كما ورد على لسان بايدن وإنما منظم ومقصود. والتاريخ يسجل ولا يرحم، وصاحب الأرض والقضية العادلة هم شعب فلسطين وتنظيماتهم وسلطتهم، ويستحال تهميش أو تنحية حركة حماس فقط لأنها فتحت النار هذه المرة وتقارع المحتل الإسرائيلي، بينما أقدمت إسرائيل ومنظماتها الإرهابية سابقا "شتيرن، الهاغانا، الآرغون" بمهاجمة واحتلال فلسطين أولا. وآن أوان الولايات المتحدة الأمريكية أن تلتزم بمسار العدالة الدولية وتفرق بين المحتل والخاضع للإحتلال، وأن ترفض نازية إسرائيل المتناقضة مع الإنسانية والحضارة وحقوق الإنسان. والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا هو أين هي محكمة الجنايات الدولية الكبرى من جريمة الحرب الإسرائيلية البشعة؟ ولماذا يتم تهميش مجلس الأمن والأمم المتحدة وحقوق الإنسان؟
لماذا لا تشبه أمريكا وإسرائيلها في سلوكهما روسيا الإتحادية العظمى، والصين الشعبية، وتركيا، وإيران؟ وهل تعتقد أمريكا بأن قطبها الأوحد المرتكز على الدولار واليورو من دون مصادر طبيعية ليس مهدد بالإنهيار؟ أوليس تعدد الأقطاب العادل والمتوازن والمنصف لكل دول العالم هو الأفضل، والأنجع والمطلوب في وقتنا المعاصر؟ وهل يعقل أن يقبل العالم الأول بإستمرار الإحتلال الإسرائيلي في زمن ساندت فيه دول عديدة كبرى قضية فلسطين العادلة مثل "روسيا والصين وايران وتركيا وكوريا الشمالية"؟ دعونا نتفكر ونعيد المياه لمجاريها، ولا يجوز الإنصات لنت-ياهو المتعنت ولصوته النشاز، وهو الذي لايرى نفسه وإسرائيل في مرآة الحرب وجريمتها البشرية الكبرى من طرفهم، ويعمل جهارا نهارا على قلب الحقائق وتزويرها، ويواصل قوله بسذاجة بأن إسرائيل لن توقف الحرب وعلى حماس تسليم مالديها من رهائن من دون شروط. عجبي!؟.
وعودة للعلاقة المستغربة بين جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وبين نتن-ياهو رئيس وزراء إسرائيل بالذات والتي تسمح بممارسمة النازية فوق أرض فلسطين المحتلة، يمكن ملاحظة بأن أمريكا غير محظوظة برؤسائها ووزراء خارجيتها بسبب انحيازهم للإحتلال الإسرائيلي أكثر من انحيازهم لأمريكا نفسها. ونتن-ياهو وبن غفير وسيموترش يمثلون الليكود المتطرف الذي يقدم مصلحة إسرائيل على أمريكا وسمعتها الدولية. وأمريكا التي قادت أوحادية القطب بعد انهيار الإتحاد السوفيتي عام 1991 تراجع وهجها، وبدت ملامح انهيار قطبها تظهر على وجه أمريكا وأوروبا معا، خاصة بعد اندلاع الثورات البرتقالية عام 2007 وبعد ذلك، وانقلاب " كييف" عام 2014، والعملية العسكرية الروسية الإستباقية الدفاعية التحريرية عام 2022 ، أعطت روسيا – بوتين الضوء الأخضر لعالم متعدد الأقطاب أن يتحرك ليمثل شرق وجنوب العالم وتجاه الدول الأوروبية وحتى أمريكا إن رغبوا بالإنضمام للتوجه الدولي الجديد.
صرح نتن-ياهو بأن حماس إرهابية وتشبه تنظيم الدولة، وكرر جو بايدن القول نفسه، بينما هي (حماس) حركة تحرر عربية فلسطينية إسلامية لا تستهدف المدنيين الإسرائيليين في الوقت الذي تفعل فيه ذلك إسرائيل علنا وتتحجج بوجود حماس هنا أو هناك ثم تُقدم على تدمير بيوت الفلسطينيين الآمنين والمستشفيات مثل مجزة مشفى المعمداني والمدارس، والأفران، ودور العبادة الإسلامية والمسيحية، وتدعي ذات الوقت بأن حماس وقفت وراء ذلك، وهو ما ثبت كذبه. وقال نتن-ياهو بأن حماس تقطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين، وثبت لاحقا بأنها كذبة كبيرة صدقها بايدن ورددها على الملأ ثم اعتذر عنها. وصرح بايدن بأن السلطة الوطنية الفلسطينية قادرة على السيطرة على قطاع غزة، ودعى لرعايتها واصلاحها وحديثه لم يأت من فراغ. بينما هو التخوف الإسرائيلي ماثل من انتشار حماس في رام الله، وتهدد السلطة أمنيا ذات الوقت. والحقيقة التي لا تغطى بغربال هي استحالة استثناء حماس من مستقبل الدولة الفلسطينية المنشودة. وينتقد البعض حماس بالهجمة المباغتة على المعسكرات والمستوطنات الإسرائيلية من دون الأخذ بعين الاعتبار لردة فعل إسرائيل النازية بحق المواطنيين الفلسطينيين المسالمين، بينما لم يبقى أمام حماس الفكر والأيدولوجيا والعمل الفدائي البطولي غير تأديب إسرائيل التي تطاولت عدة مرات على الأقصى المبارك، وأعاقت الى جانب حليفتها أمريكا تحقيق سلام عادل يضفي الى حل الدولتين إسرائيلية، وفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وتجميد المستوطنات، وضمان حق العودة .
ويصرح الرئيس الإسرائيلي أسحق هرتوغ بأن الحوثيين في البحر الأحمر تجاوزوا الخط الأحمر عبر اعاقتهم سير السفن الإسرائيلية، لكنه لم يصرح ومعه نتن-ياهو وقادة الليكود المتطرف، والرئيس جو بايدن صمت طويلا بسبب تجاوز إسرائيل كل الخطوط الحمر بإستشهاد حوالي 20 الف فلسطيني معظمهم من الأطفال وغيرهم من النساء الحوامل. وحديثا بدأ الرئيس بايدن يرسل رسائل اعلامية وسياسية تنادي نتن-ياهو بتشكيل حكومة إسرائيلية تأخذ بحساباتها عدم التطاول على المدنيين الفلسطينيين، وتقبل بالوصول للسلام المطلوب. ويقول نتن-ياهو بأن حماس تختفي وسط سكان غزة وتستخدمهم كدروع بشرية، ويصدقه بايدن، بينما الحقيقة تقول بأن حماس ترفض التهجير القسري لأبناء غزة وتتمسك بالأرض الفلسطينية الوطن .
عندما يفيق نتن-ياهو من سكرات هجمة واجتياح حماس في السابع من أكتوبر 2023 ويعزف ووزير الدفاع الإسرائيلي يو أف غالانت وقائد الجيش افيف كوخافي عن نعت حماس بالإرهاب، وهو المستحيل، وعندما يقتنع الرئيس الأمريكي بايدن بأن حماس حركة تحرر ليست إرهابية، وهو المستبعد بسبب وجود حالة ببغائية بينهم، ستتغير أمور كثيرة خاصة وأن العدوان الإسرائيلي على غزة ليس عشوائيا كما ورد على لسان بايدن وإنما منظم ومقصود. والتاريخ يسجل ولا يرحم، وصاحب الأرض والقضية العادلة هم شعب فلسطين وتنظيماتهم وسلطتهم، ويستحال تهميش أو تنحية حركة حماس فقط لأنها فتحت النار هذه المرة وتقارع المحتل الإسرائيلي، بينما أقدمت إسرائيل ومنظماتها الإرهابية سابقا "شتيرن، الهاغانا، الآرغون" بمهاجمة واحتلال فلسطين أولا. وآن أوان الولايات المتحدة الأمريكية أن تلتزم بمسار العدالة الدولية وتفرق بين المحتل والخاضع للإحتلال، وأن ترفض نازية إسرائيل المتناقضة مع الإنسانية والحضارة وحقوق الإنسان. والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا هو أين هي محكمة الجنايات الدولية الكبرى من جريمة الحرب الإسرائيلية البشعة؟ ولماذا يتم تهميش مجلس الأمن والأمم المتحدة وحقوق الإنسان؟
لماذا لا تشبه أمريكا وإسرائيلها في سلوكهما روسيا الإتحادية العظمى، والصين الشعبية، وتركيا، وإيران؟ وهل تعتقد أمريكا بأن قطبها الأوحد المرتكز على الدولار واليورو من دون مصادر طبيعية ليس مهدد بالإنهيار؟ أوليس تعدد الأقطاب العادل والمتوازن والمنصف لكل دول العالم هو الأفضل، والأنجع والمطلوب في وقتنا المعاصر؟ وهل يعقل أن يقبل العالم الأول بإستمرار الإحتلال الإسرائيلي في زمن ساندت فيه دول عديدة كبرى قضية فلسطين العادلة مثل "روسيا والصين وايران وتركيا وكوريا الشمالية"؟ دعونا نتفكر ونعيد المياه لمجاريها، ولا يجوز الإنصات لنت-ياهو المتعنت ولصوته النشاز، وهو الذي لايرى نفسه وإسرائيل في مرآة الحرب وجريمتها البشرية الكبرى من طرفهم، ويعمل جهارا نهارا على قلب الحقائق وتزويرها، ويواصل قوله بسذاجة بأن إسرائيل لن توقف الحرب وعلى حماس تسليم مالديها من رهائن من دون شروط. عجبي!؟.
نيسان ـ نشر في 2023-12-16 الساعة 11:05
رأي: د.حسام العتوم