جميل الخطيب يحاضر في نادي ابن سينا

نيسان ـ عقدت جلسة حوارية في نادي ابن سينا مساء الثلاثاء، بعنوان العدوان على غزة ومآلاته، تحدث فيها الناشط النقابي م. جميل الخطيب وادارتها الاستاذة ميادة السالم، حيث تشارك الحضور من أعضاء النادي والضيوف النقاش في الموضوع بعد أن قدم الخطيب الورقة التالية:
في البداية لنترحم على شهداء القسام والمقاومة الفلسطينية وعلى شهداء غزة والضفة الغربية وفلسطين وألامة العربية.
7 اكتوبر يوم مجيد. وتاريخ سيبقى خالدا في وجدان الشعب الفلسطيني والعربي وكل احرار العالم.
نقل صور لا يمكن تخيلها الا في المسرحيات التي تمجد اساطيرالامم.
امراة عجوز تنقل على عربة يجرها حمار جثة ابنها الشهيد والاخر الجريح بين البنايات المهدمة والقصف الهمجي المجنون. الدخان يغطي المحيط. لا تأبه بشيء.
هل هي من هذا الكون ام سقطت من احدى مسرحيات الادب الإغريقي. هل هي ابنة أثينا ام وارثة خطيئة قادموس الكنعاني الفنيقي . لكنها لم ترتكب خطيئة بل تكفر عن خطايا هذا العالم .
طفلة لم تتجاوز الحادية عشر ربيعا او خريفا من العمر تصرخ من تحت الركام وتطلب انقاذ اسرتها. فهي تستطيع تحمل الام الجروح والكسور. هي اطمأنت انها لن تموت الان
طفل اخر يتوعد بعد ان فقد كل حبيب وقريب بانه لن يسمح لهذا العالم ان يهدأ ولا لهذا العدو ان يستمر.
الاف الصور لم يسجل التاريخ شبيها لها . صور للصبر والبطولة والعزيمة التي لا يمكن ان تنكسر
طوبى لغزة عنوان جديد للتحدي والصمود
عنوان للانتصار . انتصار الارادة
نبتة الحياة التي حولت وستحول كل اليأس والاحباط والهزائم . هزائم الامة الى سماد كي تكبر النبتة, وتطعم الامة ثمار الحرية والكرامة.
لاول مرة نجروء على المبادرة
المبادرة التي اصابت جوهر النظرية الاسرائيلية التي تتعلق بوجودها وهو التفوق الذي تبين الوقائع انه أعلامي اكثر من ما هو حقيقي باغلبيته, هذا الشكل الذي حاولت به اسرائيل وامريكا تمريره من خلال اقناع النظم العربية على تشكيل وعي جمعي عربي باستحالة هزيمتها وخلق حالة من الانكفاء على الذات
لقد تمكنت المقاومة في 7 اكتوبر من اسقاط هذه النظرية.بالرغم من القصف الهمجي والبربري الذي تقوم به اسرائيل لكل شيء في غزة حيث اصبحت المستشفيات والمدارس والبنايات جميعها اهداف عسكرية.
هذه اسرائيل التي لا يمكن تحديد غاياتها بسهولة
لكن هي الدولة التي تستند الى روايات دينية اسطورية , ما هي استراتيجيتها
هي الحدود المفتوحة التي تنتهي اينما يصل جيشها كما حددها بنغوريون.
كيف تستطيع ان تفعل ذلك في محيط من الاعداء العماليق العرب
لقد حددتها نظرية بنغوريون بأضعاف دول الطوق وتقوية الدول المحيطة وخلق حالة اشغال داخلي دائم ومستمر اه ففلسطين ليست سوى البداية , اما الخاتمة فهي العالم العربي لما بعد النيل والفرات.
يا لنبوئة الدبلوماسي والمفكر اللبناني شارل مالك قبل 70 عاما. حين قال ان مآل القضية الفلسطينية هو مآل العالم العربي باكمله. واسرائيل ترمي الى ارغام العرب على الاعتراف بها والتعاون معها حتى تصبح حجر الزاوية في بنيان الجهاز الاقتصادي للمنطقة باكملها. وخلق قناعة ان اي رئيس او زعيم لا يمكن ان يستمر دون رضى تل ابيب ومن خلفها اليهودية العالمية المتمركزة في نيويورك
وهي النظرية التي يجب ان ترتكز عليها بقاء الدولة.
لقد انجزت اسرائيل جزءا ليس صغيرا من مشروعها ليس فقط بتوقيع اتفاقيات تسوية مع مصر ومنظمة التحرير والاردن. وانما ببناء مشاريع شراكة اقتصادية مع دول الخليج العربي
لذا لا يمكن افشال هذا المشروع التوسعي لما يسمى اسرائيل دون الغاء كل الاتفاقيات الموقعة معها لان هذا هو بوابة الدفاع عن غزة وفلسطين حاليا والاردن الاكثر عرضة للتهديد ومن بعده الوطن العربي.
لقد شحنت المقاومة في غزة ضمير الامة واستعادت وجدانها واصولها وتاريخها وصنعت معاني جديدة لمفهوم
لقد استعرت الهمجية الاسرائيلية المدعومة من الغرب في قصف كل المشأت المدنية في غزة , فلم تسلم المستشفيات والمدارس وبيوت العبادة من كنائس ومساجد ومراكز أيواء التابعة للامم المتحدة ولا موضفي الهلال الاحمر او الاونروا وغيرها للانتقام من حماس وفصائل المقاومة الاخرى
ان التفوق الاسرائيلي العسكري مع كل هذه الامكانيات العسكرية والتقنية والدعم الامريكي والغربي اللامحدود لم يستطيع خلق انجاز عسكري واحد على المقاومة, سوى الانتقام الهمجي من الناس المدنيين الامنين
لقد انكشفت هشاشة هذه الدولة , وخلق حالة من عدم اليقين في استمرارية ما يسمى دولة اسرائيل.
واصبح مشروعا السؤال هل اسرائيل مجرد تجربة توشك على الانتهاء.
نصف مليون نازح من محيط غزة ومن الشمال الى مناطق الداخل
هاجر من دولة الاحتلال بعد 7 اكتوبر حوالي (470) الف يهودي
قد يتم توجيه ضربه لحماس قوية . لكن هل تنتهي المقاومة. فحماس اصبحت فكرة تنتقل من جناح الى اخر عندما تسقط تجد دائما من يلتقطها .
علينا ان نتنبه الى مجموعة من العوامل التي تحيط بأثار 7 اكتوبر وبالموقف الحالي وبوضع القضية الفلسطينية والمسالة اليهودية برمتها
ما هي اسرائيل
لها تعريفان بسيط ومعقد
تعريف بسيط لانها دولة احتلال مباشر استعمارية لا تنتمي الى امبراطورية عالمية ذات انتماء قومي او اثني, بل مجموعات اثنية مختلفة من أغلب دول العالم . كما يقول جمال حمدان في كتابه (انثربولوجيا اليهود)
صعوبة التعريف : انها تستند الى اسطورة دينية يستجيب العالم لسرديتها بالرغم من عدم أهلية قصتها تلريخيا وعدم انسجامها مع قواعد التفكير العلمي ومنطق العقل البشري. وحتى لو استندت الى اثباتات تاريخية, وطبقت على العالم لتحولت البشرية الى موجة صراعات مكانية يشحذها التاريخ لا تنتهي.
لكن ما هي الدوافع التي كانت خلف هذا الكيان المحتل
الدوافع الذاتية:
التي تتعلق بالصهيونية اليهودية التي تشكلت من مجموعات من اليهود العلمانيين والاشتركيين الديمقراطيين, ومن بينهم المحامي هيرتسل الذي دعا الى عقد مؤتمر في بازل وكانت الغاية الدعوة الى دولة لليهود وليس دولة يهودية , اي مكان يعيش فيه اليهود وكانت المقترحات ليبيا او اوغندا او الارجنتين .
لقد منع رجال الدين اليهود عقد المؤتمر في ميونخ , لانهم رفضوا فكرة انشاء الدولة والعودة لفلسطين خوفا من الانصهار واعتبروا بقائهم في العالم نتيجة تمسكهم بالاحكام اليهودية وان الضامن لبقاء ليهود في العالم ليس الجيش بل التوراة. لهذا السبب انخرط اليهود المتدينون في موجة الحراكات الجماهيرية بكثافة في أمريكا واوروبا ضد العدوان على غزة.
الدوافع الموضوعية:
ارتبطت الدوافع الموضوعية بالمصالح الاستعمارية لبريطانيا التي كانت ترى ضرورة وجود قوة اقليمية في المنطقة تحمل ثقافة المجتمعات الغربية كي تكون سند للحفاظ على مصالحها في المنطقة, وتكون منطقة عازلة بين اسيا العربية والدول العربية في الشمال الافريقي. واصدرت وعد بلفور المشؤوم مع العلم ان النسخة الاصلية للوعد كتبها الاديب اليهودي ابراهام كوك باللغة العبرية لم تشر الى مفهوم الدولة اليهودية بل دولة لليهود من خلال تعبير
(National Home)
وهو نفس التعبير المظلل باللغة العبرية حول مفهوم بيت بمعنى دولة . وعند ترجمة النص العبري الى (National Stateالانجليزية رفض الرئيس الامريكي ويلسون تعبير (
(National Homeواصر على ان يبقى النص حسب النص المباشر من اللغة العبرية اي (
لذا اسرائيل اليوم تشكلت بصيغة الدولة هي نتيجة لنتائج الحرب العالمية الثانية, واصبحت على ما هي اليوم بسبب تفاعل مجموعة من العوامل والتجاذبات والمصالح الدولية بالاضافة الى عوامل التحولات داخل المجتمع الصهيوني نفسه.
لقد عارض اقطاب ادارة ترومان بموضوع الاعتراف باسرائيل ( جورج مارشيل وزير الخارجية والسلك الدبلوماسي والمخابرات الامريكية ومجلس الامن القومي ) حيث كانوا يعتقدوا ان الاعتراف باسرائيل سيفجر موجة من الغضب عربيا واسلاميا يهدد مصالح الامريكان في المنطقة ويعطي الفرصة لتغلغل الاتحاد السوفيتي في الشرق الاوسط .
لقد قامت مؤسسات وشخصيات امريكية بالتحذير بسبب دعم امريكا لاسرائيل.
لقد بدأ بالظهور والانتشار تيار ديني يهودي سلفي. كان يعتقد ان ان الصهاينة العلمانيين فيما يفعلوه بالشؤون الدنيوية, وجرائمهم وتعسفهم واضطهادهم للفلسطينيين وحروبهم مع العرب هم منخرطون في مسار الهي ويفعلون ما يطلبه اله اسرائيل. هذا المناخ اوجد أسباب التوفيق بين اليهودية والصهيونية القومية. وانشأت في دولة الكيان كلية شريعة يهودية (مركاز هاراف) أفرزت حركات دينية صهيونية متطرفة ( حركة غوش امونيم ) التي ترأسها مئير كاهانا التي بدات بعد عام 1967 بمشاريع الاستيطان.
بعد نكسة عام 1967 وانتصار اسرائيل على ثلاث دول عربية بساعات, تولدت قناعة عند الكثير من اليهود بتدخل اله بني اسرائيل, فظهر باسرائيل موجة الصحوة الدينية, وانخرط الكثير من جنرالات اسرائيل في هذا التيار الذي اورثت الكثير من اللوثات الدينية المعادية للعرب. ولقد التقى هذا التيار مع تيار القومية الصهيونية (حزب حيروت ) بقيادة مناحيم بيغن وتمكن من الفوز بانتخابات الكنيست عام 1977
لقد اتسعت مساحة القوى الدينية السلفية التي لم يكن لها سابقا اي دور سياسي شيئا فشيئا في دولة الكيان الى ان اصبحت الحليف الرئيسي لليمين الصهيوني, وشيئا ما اصبح الخطاب السياسي لكل حكومة الاحتلال يستند فقط الى مفهومها المستند الى النصوص التوراتية الزائفة الذي حدى بممثل الكيان في الامم المتحدة ان يرفع التوراة في احد اجتماعاتها للرد على انتهاكات الاحتلال ويقول ( اننا امتلكنا ارض فلسطين بمقتضى النصوص التوراتية)
هذا اليمين اسقط كل ما تم الاشارة اليه في مفاوضات مدريد اي الارض مقابل السلام. ويقول السلام فقط مقابل السلام , بالرغم من انه لم يكن اية نية سابقا لدى الاسرائيليين للحل اذ صرح شامير بان يبقي المسائل الرئيسية ( طبيعة الدولة واللاجئين والستوطنات والقدس) عشرين عاما للتفاوض عليها . هذا اليمين في ادبياتهم يرى انه يجب اخذ كل فلسطين
العلاقات الاسرائيلية الامريكية والاسرائيلية الغربية
لقد استندت العلاقات الاسرائيلية الاوروبية والامريكية على عوامل مختلفة . لكنها بقيت داخل ثابت استراتيجي يرتكز على ايدلوجيا دينية. فقد وصف نعوم تشومسكي قوة تأثير الصهيونية المسيحية كقوة جبارة في السياسة الغربية .فقد اصبح ما هو وارد في الكتاب المقدس يمثل جزءا كبيرا من ثقافة النخبة البريطانية والامريكية. فقد كان ويلسون مسيحي متدين ويقرأ الكتاب المقدس كل يوم وكذلك الرئيس هاري ترومان وكان بعض المسؤولين الامريكان يصف عودة اليهود الى فلسطين بأنها أعظم هدف في التاريخ. .
وقد عبر عنها بشكل صريح رئيس مجلس النواب الجديد مايك جونسون الذي ادلى بتصريح لموقع ديلي سيغنال في 31 اكتوبر 2023 اذ قال ان دعم اسرائيل واجب على كل من يؤمن بالكتاب المقدس. النبي يقول بارك الله الامة التي تبارك اسرائيل ولعن الله الأمة التي تلعنها.
يقول اوباما بان الجمهوريين أغلبهم انجيليون ويؤمنون بضرورة عودة اليهود الى ارض الميعاد, لقد كان ريغان وبوش الاب والابن كذلك. اما الديمقراطيون فهم دائما حريصون على دعم اسرائيل لان جزء منهم يهود او لانهم تحت ضغط المؤسسات الصيونية ك الايباك. هيلاري كلينتون تقول ( ان اسرائيل اكثر من مجرد دولة انه حلم حققته الاجيال )
لقد قدمت امريكا منذ عام 1949 مساعدات مالية قروضا ومنحا لغايات التوطين وقد بلغت القيمة الاجمالية للاموال الامريكية المقدمة لاسرائيل منذ عام 1948التي حصلت عليها (158) مليار دولار بالقيمة الحالية في شكل مساعدات ثنائية ولتمويل للدفاع. سمحت امريكا لاسرائيل لاستخدام جزء منها لغايات تطوير الصناعات الدفاعية الاسرائيلية.
منذ نهاية الاربعينات حتى بداية الستينات كانت المساعدات تقتصر على المساعدات الاقتصادية, لم تكن امريكا قد قدمت اية اسلحة لهم , حيث كانت اسرائيل تعتمد على فرنسا والمانيا وبريطانيا لتزويدهم بالسلاح,
منذ عام 1962 بدأت امريكا تزود اسرائيل بمنظومات الدفاع الصاروخي والدبابات والقاذفات الهجومية. بقي هذا الدعم بشكل متواتر الى ما بعد حرب اكتوبر عام 1973, حيث حرص الامريكان على ان يكون الاسرائيليون لديهم
تفوق عسكري على العرب. فأثناء الحرب بعد اربعة ايام من بدئها قدمت امريكا اكثر من 60 الف طن من السلاح لاسرائيل.
عام (F16قبل السعودية ب 6 سنوات وتسلمت اسرائيل طائرات ( (F15حصلت اسرائيل على طائرات (
1980 قبل مصر بثلاث سنوات , اليوم لدى اسرائيل المقاتلة الاكثر تطور لدى الامريكان وهي
.(F35)
بعد ساعات من انطلاق عملية طوفان الاقصى . عقد اجتماع عاجل بين مسؤولي وزارة الدفاع الامريكية مع مجموعة من المدراء التنفيذيين لشركات الشحن الجوي الامريكية . واعتبارا من 9 اكتوبر بدأت طائرات الشحن بنقل الاسلحة المتقدمة الى قاعدة عسكرية في صحراء النقب المقدمة لجيش الاحتلال. حيث تم نقل اكثر من (10) الف طن من الاسلحة عبر (200) رحلة لطائرات الشحن حتى تاريخ 6 كانون الاول.
لقد تكررت الزيارات من قبل المسؤولين الامريكان تعبيرا لدعم اسرائيل وحاليا يقود الحرب في اسرائيل الجنرال الاميركي (غلين ) الذي قاد القوات الامريكية في الفلوجة.
العلاقات الالمانية الاسرائيلية
( لا يوجد ما نناقشه حول امن اسرائيل. أمنها جزء من رئيس من جوهر وجود الدولة الالمانية ) هكذا خاطبت انجيلا ميركل البرلمان الاسرائيلي عام 2008
واثناء الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة عام 2014 وبعد قتل مئات الفلسطينيين وقفت ميركل في مسيرة احتجاجية ضد تصاعد موجة معاداة السامية وقالت (ان وجود مائة الف يهودي في المانيا هو معجزة وهدية تحسسها بالامتنان العميق. والحياة اليهودية جزء من هوية وثقافة الالمان. لهذا بعد طوفان الاقصى كان اول مسؤول غربي زار الكيان المحتل كان المستشار الالماني اولف شولتز وأبدى دعمه المطلق لاسرائيل كذلك زارت الحكومة الالمانية وجميع الاحزاب السياسية اسرائيل وادانوا الهجوم الفلسطيني . ولم يكن لديهم اي استعداد لاي نقاش حول مظلومية الفلسطينيين .
لقد بلغت صادرات المانيا في شهر اكتوبر للكيان اكثر من (300) مليون يورو من بينها ذخائر فتاكة بقيمة 20 مليون يورو
كانت العلاقات الالمانية الاسرائيلية منذ عام 1950 هي السبب في انقاذ الكيان الوليد الهش من الانهيار , وكانت المساعدات بالاشكال المختلفة التي قدمتها المانيا الغربية لاسرائيل حتى عام 1967 هي السبب في تغيير ميزان القوى لصالح اسرائيل
كانت الشركات الالمانية هي الاهم في انشاء البنية التحتية الاسرائيلية . وقد كانت تعويضات الهولوكوست تشكل حجر الزاوية في العلاقات بينهم حيث بلغت بين عامي 1952 و 2021 ما قيمته (80) مليار يورو.
بنى الالمان في الخمسينات محطات التوليد لتزويد اسرائيل بالكهرباء , وبنوا شبكة التوزيع والنقل وأنشأوا خط سكة حديد بين تل ابيب وبئر السبع, وتوسيع ميناء حيفا , وتحسين انظمة الاتصالات , وبنوا اكثر من 1300 مصنع. وزودوهم بالحديد ومواد الخام
عندما تم رفع السرية عن الوثائق عام 2014, كشف عن قيام المانيا بتدريب جنود الاحتلال وتزويد اسرائيل بالاسلحة (طائرات ودبابات وغواصات وشاحنات وصواريخ لاغراض عسكرية متعددة
باعت ميركل اسرائيل (4) غواصات نووية دفعت المانيا جزء من ثمنهم , كان الهدف منه حماية منصات الغاز والنفط وبسط السيطرة على مناطق مهمة في البحر المتوسط.
مما يتشكل الاقتصاد الاسرائيلي
الدخل السنوي لدولة الكيان حسب عام 2022 بلغ (521) مليار دولار ويعتبر ثاني اكبر اقتصاد في المنطقة بعد السعودية. تشكل الصناعات العسكرية والصناعة الفائقة الجزء الاكبر منه. الاستثمار في القطاع الصناعي يشكل (٥٠%) من مجالات الاستثمار المختلفة في اسرائيل. ففي بداية الثمانينات اصبح نصف سكان الكيان المحتل يعمل في شركات الصناعات العسكرية
ريع الصادرات الصناعية الاسرائيلية باستثناء (الماس) في القطاع العسكري
يوجد (٨) من اكبر (٢٠) شركة إسرائيلية في مجال الصناعات العسكرية
الصناعة العسكرية الاسرائيلية تمثل (2.4%) من سوق الاسلحة العالمي.
من اكبر (50) شركة صناعات عسكرية عالمية عام ٢٠٢٣ يوجد(3) شركات إسرائيلية وهي
Elbit Systems
Israel Aerospace Industries
Rafael Advanced Defence Systems
الامريكيون كان لهم الدور الاهم في تطوير تلك الصناعة من خلال التمويل ونقل التقنيات والبرامج المشتركة
وقعت المانيا في 28/ ايلول / 2023 على صفقة ضخمة بقيمة (3.5) مليار دولار لشراء نظام صواريخ اسمه
وتعتبر أكبر صفقة عسكرية للاحتلال الصهيوني على الاطلاق.(Arrow 3)
القطاع الذي يقود النمو الاقتصادي لدولة الاحتلال هو التكنلوجيا الفائقة . حيث يساهم في نصف صادرات اسرائيل، حيث صدر سلع وخدمات عام ٢٠٢٢ بقيمة (165) مليار دولار (51%) من التكنلوجيا الفائقة. برمجة والبحث والتطوير واشباه الموصلات
لاسرائيل تأثير كبير في صناعة أشباه الموصلات العالمية وحلقة مهمة في سلسلة توريد الرقائق الاكترونية. فهي مركز لمصنعي أشباه الموصلات الدوليين. ويوجد بها شركات ناشئة تعمل في مجال أشباه الموصلات
اهم الشركات العاملة في هذا القطاع
1- شركة إنتل فهي موجودة في اسرائيل منذ عام ١٩٧٤. ولديهم مواقع لتصميم وانتاج الرقائق الاكترونية في جميع أنحاء دولة الاحتلال
وهي اكبر مصنع لانتاج اشباه الموصلات في مجال الذكاء الصناعي NVIDIA- 2
Apple - 3
Amazon – 4
Microsoft -5
اما القطاعات الاخرى كالسياحة فهي تدر دخل لا يقل عن 6 مليارات دولار سنويا
ولدى اسرائيل استراتيجية لاستغلال البحر عبر ما يعرف بالاقتصاد الازرق ووضعت 12 هدف لتحقيقها في هذا المجال , ف باستثناء استثمار الغاز في حقول ( تمار و حقل لفياثان) اكبر حقلين غاز للكيان
الاستثمار في مجال مصائد السمك والرخويات , ومزارع الطحالب من اجل انتاج الوقود الحيوي
في مجال السياحة وتحلية المياه
تأثير الجانب الاقتصادي على الحرب الحالية
هجمات المقاومة تهدد الصناعة الحيوية في إسرائيل.
جزء كبير من موظفي هذه الشركات تم استدعائهم ضمن الاحتياط . وادى لاضطرابات في اماكن العمل .
يضاف لذلك زيادة الانفاق العسكري . ويزيد من عجز الموازنة . التي تعاني اصلا من عجز لان الحكومة تصرف اكثر من الدخل.
يدرك الاسرائيليون ان ليس لديهم القدرة على خوض حرب طويلة الامد, لأسباب تتعلق بتركيبة الجيش والمجتمع الاسرائيلي . فهي عبارة عن دولة عسكرية حيث يتشكل الجيش من (150) الف والاحتياط يشكل اكثرية القوى العاملة في هذه الدولة التي أجبرت اسرائيل على استدعائم والمقدر عددهم ب (360) الف
ان خروج هذا العدد من قاعدة الانتاج سيوثر على الاقتصاد وعلى الصناعة والنقل والبنوك
في قطاع التكنلوجيا الفائقة فقط يعمل به اكثر من 14% من القوى العاملة. والحرب تفقده القدرة على الاستمرار
وعلى قدرته على جلب استثمارات خارجية حيث تمكن هذا القطاع في عام ٢٠٢٣ جذب ما قيمة (5.5) مليار دولار من صناديق رأسالمال المغامر
ان تأثير سحب العدد الضخم من سوق العمل للانضمام للعملية العسكرية سيؤدي لتعطل النشاط الاقتصادي. وخنق عرض السلع والخدمات ، وبالتالي سيؤدي الى ركود تضخمي.
الاحتلال لا يستطيع الدخول في حرب ليس لها أفق زمني واضح. فالاقتصاد الاسرائيلي معرض للانهيار
التراجع في قيمة الشيكل .حيث بدأت تتراجع قيمة الشيكل . حيث اضطرت حكومة الاحتلال لدعم الشيكل ب (45) مليار دولار من الاحتياطي البالغ (198) مليار دولار , وسيبقى تحت ضغط شديد جدا, سيما ان نسبة الدين الاسرائيلي للناتج المحلي الاجمالي تسوي 60%. قبل حرب ٧ أكتوبر
يضاف لذلك وضع الديون الاسرائيلية في الأسواق الدولية، فزادت تكلفة التأمين على الديون السيادية ضد التخلف عن السداد لأعلى مستوى منذ ١٤ سنة.
اما الاسهم فبالرغم من عودة اسعار الاسهم الى قيمتها بعد انخفضها في البورصة الاسرائيلية بقيمة (8%) يوم 8 أكتوبر فهذا يوحي الى حالة من عدم الاستمرار
اما الاسهم الاسرائيلية في البورصة العالمية
حيث يوجد اصول بقيمة ٤٣ مليار دولار من الاسهم والسندات الموجودة في صناديق استثمار في البورصات الامريكية. وقد خسرت 70% من الصناديق اكثر من (9.5%) من قيمتها في الاسبوع الاول من الحرب
اما في مجال السياحة
حيث في الستة شهور الاولى عام ٢٠٢٣ زار ما يسمى اسرائيل ٢ مليون سائح . صرفوا ( 3.1 ) مليار دولار .
كان من المتوقع ان يكون الدخل من السياحة لهذا العام (6) مليار دولار .
لقد تسببت عملية 7 اكتوبر بوقف اغلب شركات الطيران في العالم الامريكية والاوروبية والاسيوية والافريقبة رحلاتها الى تل أبيب حتى نصف شهر كانون اول .
لقد اثر الغاء الرحلات اثر بالاضافة الى السياحة على أسهم شركات الطيران.
بعد يومين من عملية حماس هبطت أسهم شركات الطيران العالمية ( 2.6% ) من قيمتها..
اسرائيل تعتمد ب (98%) في تعاملاتها التجارية الخارجية على النقل البحري
بعد يومين من انطلاق طوفان الاقصى اضطرت اسرائيل لاقفال ميناء عسقلان البعيد 10 كم عن قطاع غزة خوفا من صواريخ المقاومة. ووقفت ناقلات النفط امام ميناء عسقلان الذي يعتبر الميناء الذي يعتبر اكبر ميناء لاستيراد النفط لدى الكيان. وكان يستقبل شحنات النفط القادمة من أذربيجان وكازاخستان.
اتجه الاسرائيليون لميناء ايلات على البحر الاحمر في ظل المخاطر المحيطة بميناء عسقلان. النفط القادم من اذربيجان وكازاخستان يتم نقله من البحر المتوسط عبر قناة السويس الى ايلات ومن ثم يضخ عبر انابيب الى عسقلان وبعدها يتم نقله الى مصافي النفط في اسدود وحيفا.
اما في ميناء اسدود الذي يعتبر ثاني اكبر ميناء للكيان المحتل انخفض عدد السفن المنتظرة في الميناء من الى اقل من 5 مقارنة ب 15 سفينة بالمتوسط قبل السابع من اكتوبر وهو الميناء الرئيسي لتصدير البوتاس والبرومين
اصبحت التجارة الاسرائيلية مع الدول الاسيوية التي تشكل وارداتها منها 25 % والصادرات الاسرائيلية اليها 20% عبر مضيق باب المندب والبحر الاحمر تحت تهديد صواريخ الحوثيين مما اجبر السفن الى الالتفاف عبر راس الرجاء الصالح مما يستدعي مضاعفة مدة وصول البضائع.
لقد اصيبت شركات الشحن بالرعب من مخاطر الاتجاه نحو موانئ الكيان الصهيوني. فقد تضاعفت قيمة التامين على البضائع . وأعلنت العديد من شركات وقف عمليات الشحن الى الموانئ الاسرائيلية ك شركة
الانجليزية BP التايوانية وشركةEvergreen(
اغلب البضائع تذهب حاليا الى ميناء حيفا. لكن هذا مرهون باستقرار الجبهة الشمالية مع حزب الله
تعمل امريكا على قوة مشتركة لغاية حماية الملاحة في البحر الاحمر
الانفاق الحكومي سيزيد بعد العمليات العسكرية بسبب زيادة الانفاق الدفاعي . ما عدا تعويض فقدان الدخل للموظفين والتدابير الامنية الجديدة .
فهي مجبرة على تمويل العجز اما
بالاقتراض وفي ظل سعر فائدة عالي بسسب رفع سعر الفائدة.
او التمويل عن طريق زيادة الضرائب وهو ما سيؤثر على الاقتصاد في ظل تراجع النمو الاقتصادي. وتعطل النشاط الاقتصادي بعد العملية .
الموقف الدولي
ينقسم الموقف الدولي الى جبهتين صريحتين متناقضتين احدهما تستند الى الاعلام الرسمي وما يصدر عنه وهي تمثل الحكومات الاوروبية وجبهة اخرى تمثل الشرائح الاوسع في المجتمعات الاوروبية التي بدأت الحقائق تتكشف لديها بسبب تاثير وسائل التواصل الاجتماعي وثورة الاتصالات التي كسرت الاحتكار التقليدي لوسائل الاعلام.
لم تكتف الحكومات الاوروبية بالسكوت على جرائم اسرائيل, وعدم التزامها بالقانون الدولي. بل هي اصبحت تخرق القانون الدولي وقيم العلمانية والديمقراطية.
بالرغم من كل المجازر التي ترتكبها اسرائيل , تصر ادارة بايدن على المشاركة في العدوان واستئناف العمليات العسكرية للقضاء على المقاومة وقتل قادة حماس, كما صرح وزير الدفاع الامريكي اوستن بأنه لن يسمح لحماس الانتصار في غزة.
كتب ديفيد هيرس عن المعايير المزدوجة , حيث سمحت بريطانيا لليهود البريطانيين الذهاب لفلسطين للقتال في جيش الكيان الصهيوني بالرغم ان هذا مجرم دوليا , حيث سمحت لوجود ممثلين وناطقين رسميين باسم الجيش الصهيوني في لندن واسكتلاندا. في الوقت الذي يجرمون من يخرجون في الشوارع للتعاطف مع الضحايا الفلسطينيين تحت مسمى الحث على الكراهية .
هذا ما يكشف عورة الانظمة السياسية في العالم الغربي . فالقيم الغربية كانت قيم محلية. اليوم تراجعت نهائيا حتى داخليا. لقد تم اعتقال امراة مقعدة لانها تعاطفت مع الضحايا الفلسطينيين , وتم التحفظ على اجهزة الكمبيوتر لعائلتها.
الخطاب الرسمي بسبب هيمنة الطبقات المؤيدة لاسرائيل على المشهد الالماني الداخلي والخارجي والذي تعززه اسرائيل بدعاية كبيرة حول المحرقة واحياء ذكراها بشكل مستمر ونشرها في الثقافة الالمانية الشعبية , بدأ يواجه في العدوان الخير على غزة أزمة تبينت من عدم تاييد عموم الالمان لسياسة الحكومة الداعمة لاسرائيل, ففي استطلاع للرأي الذي عمله معهد ( انسباغ الالماني ) غالبية الالمان يعارضوا تأييد الحكومة لسياسة اسرائيل وتقديم الدعم العسكري لها.
لقد تحولت النخب الالمانية ضد اسرائيل وتبين ذلك من خلال الرسالة التي كتبها عدد من الشخصيات الالمانية ردا على الفيلسوف يورغان هابرماس الذي ايد ما اعتبر حق اسرائيل في الدفاع عن النفس .
ورغم كل تهديدات الحكومة الالمانية الا ان المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين لم تتوقف وبدأت الرواية الاسرائيلية في المانيا تواجه أزمة امام شرائح الشباب الالماني وخاصة اليساريين
لقد ادت حرب غزة الى انقسام العالم باكثر من طريقة بين دول الغربية وبقية دول العالم و وبين الانظمة السياسية والمجتمعات الغربية . لقد استشعرت شعوب العالم عدالة القضية الفلسطسينية وعبرت عنها بهذا الكم الكبير من المظاهرات التي عمت كل مدن اوروبا والعالم بالرغم من الحضر وتعريض الناس للمساءلة والسجن في حال رفع العلم الفلسطيني او لبس الكوفية الفلسطينية .
يوجد تقييد على الجامعات الامريكية في التعبير عن الانحياز لحقوق الشعب الفلسطيني , وهذا لم يمنع ان ينحاز الكثير من المؤرخين الجدد الاسرائيليين للسردية الفلسطينية, من امثال الصحفي جدعون ليفي والدكتور نورمان فنكلشتاين و صاحب كتاب صناعة الهولوكوست وتطور الشعور بالذنب الى ان يدفع جامعة ادنبرة في اسكتلاندا أن تصدر اعتذارا عن وعد بلفور.
يقول الدكتور عبدالله النقرش في مقال لماذا كل مظاهر التقدم الانساني والحضاري الذي تحقق في الغرب, لم يلغ او يحتو على الاقل على الطبيعة البدائية لهذه الدول ومركزيتها ازاء غيرها من الدول والمجتمعات.
لا يمكن فقط الاعتماد على ان الموقف الامريكي يستند الى التماهي بين الصهيونية السياسية والانجلوسكسونية والموقف الانجليزي الذي يستند الى مرجعية المحافظة على الصيغة البريطانية لشكل المنطقة حدودا ودولا ومجتمعات, او الموقف الفرنسي الذي يرى في الكيان الصهيوني بعضا من مخرجات عالمه العلماني الحضاري الاوروبي , وتتجاهل الاسطورة الدينية في الاساس الذي يرتكز عليه الكيان الصهيوني.
ان ما يستند اليه الدكتور عبدالله النقرش يمثل فقط الصورة الملموسة التي يتم بها فقط تبرير الموقف الاوروبي والغربي عموما, لكن الحقيقة الاهم هو ازمة مفهوم الدولة في العالم وتحديدا في الغرب , حيث ما زالت تتحرك بفعل عوامل القصور الذاتي بموقفها ليس من الشرق وتاريخه وتراثه وانما من جوهر مفهوم الدولة بالمعنى النظري والفلسفي. حيث لم تعد تعبيرا عن حجم المتغيرات في طبيعة البناء الاجتماعي للدول الغربية. فبالرغم من محاولة القفز من قبل دول اوروبا الى نظام اكثر انفتاحا بين دولها بتشكيل الاتحاد الاوروبي وتوحيد العملة , لكن جوهر الازمة ما زال قائما, ويتحتم عليها مواجهته باعادة النظر في شكل النظام الاداري الذي يتوائم مع شروط الانتقال الى الثورة التقنية الرابعة.
لا يمكن تجاهل ان اغلب نظريات الغرب سقطت في مواجهة هذا العدد الهائل من المظاهرات المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في ارضه والمعادية علنا لاسرائيل والصهيونية . وان جزء من هذه المظاهرات تعبير أخر عن ازمة اخرى تعصف بالنظام السياسي التقليدي الغربي .
العالم شرقا وغربا لا يريد سوى نصف حل ( حالة ضبابية بين الحل واللاحل وحل الدولتين يندرج تحت هذه الحالة) وهذا الوضع هو ما يتوائم مع المصالح الاقتصادية للعملاقين المتنافسين في العالم امريكا والصين من الجهة الاخرى.
لكن أكثر ما يقلق هو عدم قدرة النظام الرسمي العربي ادراك مصالحة, الذي فصل الدولة بادواتها الفوقية عن الشعوب العربية ومصالح مجتمعاتها بالتماهي مع النظريات الغربية حول عولمة الاقتصاد وضرورة اشراك اسرائيل في منظوماتها الاقتصادية.
لذا ليس مهما الحديث عن القمة العربية والاسلامية ومخرجاتها طالما ليس لها اي فعالية او قيمة في تسيير الاحداث.
بالرغم من كل هذا ما زال الكثير الواجب عمله لكسر السردية الاسرائيلية التي تدفع مكرون الى الدعوة لتحالف دولي ضد حماس. وتقديم الخلاف مع حماس على عدالة القضية , يجب تعزيز التحالف مع المنظمات الاجتماعية في الغرب التي تتحرك لاسباب اخلاقية فقط
يجب تعرية اسرائيل من خلال تصريحات رئيس دولتها الذي قال ليس في غزة ناس أبرياء. او وزير الدفاع والامن الذي قال اننا نتعامل مع حيوانات بشرية ولم يقم اي رئيس في العالم ادانه على هذا التصريح. كما لم يقم اي مسؤول غربي بإدانة قصف المستشفيات والمدارس.
يجب ان تكون لنا سرديتنا النقيضة للسردية الاسرائيلية حتى اذا قصرت حماس بايضاح سبب العملية لماذا دخلت الحرب . وما هي الأهداف. وهل هي مشروعة . إن كل حرب لها سردية في عقول الناس
الحرب ليست على الارض فقط , الحرب الاعلامية هي الجبهة الموازية
أخيرا
لقد حققت كتائب القسام وفصائل المقاومة نصرا لا يستطيع اي أحد التشكيك في حجمة وقوته . نصرا عسكريا حقيقيا , ونصرا اعلاميا اعاد وجه فلسطين وقضيتها الى الواجهة . اعاد الى ذاكرة العالم مجازر الصهيونية . فقد اعادت صور الشهداء من الاطفال والنساء في غزة بقايا صور مجازر اليهود في دير ياسين والطنطورية وقبية وكفر قاسم وألاف المجازر بحق شعبنا الفلسطيني , اعاد صور التهجير الاولى بمحاولة التهجير لاهالي غزة التي انكسرت بقوة العزيمة لاهالي غزة الابطال .
بالرغم من كل المحيط البائس . لا يمكن الا ان ينجلي هذا الاحتلال الذي لا يمكن استمراره بدعائم من العالم. ولا بد للسلطة ان تعترف بانه لم يعد من اوسلو شيئا غير تجربة ومحطة فاشلة في تاريخ القضية الفلسطينية, ولا بد عن التراجع عن برنامج دايتون حول التنسيق الامني لخلق فئة اجتماعية من السلطة تتقاطع مصالحها مع الاحتلال .
حان الان الوقت لوحدة الشعب الفلسطيني تحت مظلة واحدة. من اقصى اليمين الى اقصى اليسار الذي اصبح تمثله حماس والجهاد وباقي الفصائل التي تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. لان لا يمكن وصف الوضع بغير مرحلة تحرر وطني جامعة للكل. والتفاوض يجب ان يبدأ من نقطة الصفر التي بدأت منذ نكبة عام 1948. واعتبار كل ما مضى تجربة يستفاد من اخطائها وايجابياتها , ويجب ان ينبني التفاوض على حقيقة ما حققته المقاومة . وعلى ما اصبحت عليه دولة الاحتلال, او ما اصبحنا ندركه من هزالة هذه الدولة وحقيقة داعميها.
لقد عملت هذه الحرب وهذا العدوان الصهيوني على تكثيف الوعي لدى المجتمعات العربية حتى اصبحت الخيارات الخارجية خيارات مرحلية تستجيب لوضع استثنائي راهن فالخيار البيت الأبيض الاميركي الذي يرتكز على حل الدولتين. بالرغم من مضمونه القائم على إعادة انتاج حالة اوسلو عبر عبث المفاوضات. اصبحت النخب الامريكية العقلانية وأوساط نافذة في الخارجية تراه غير فعال وغير واقعي . وتتحدث عن دولة واحدة وصدرت مقالات في (Foreign Affairs) تدعم هذا التوجه.
الخيار الاسرائيلي : بالرغم من كونه يقوم على التوسع الاستعماري والإنفتاح الشكلي على المحيط. وبالرغم من لغة الاستكبار ومظاهر القوة . فهو سيبقى محكوم للارادة الامريكية ومصالحها في المنطقة
الخيار الثالث : خيار المقاومة مع فتح نوافذ لتعميق الروابط مع العالم العربي