اتصل بنا
 

(بوريس جونسون) عمدة لندن .. حفيد (ضحية أتاتورك) وعقدة التخلص من الأصول

نيسان ـ نشر في 2015-11-11 الساعة 11:38

x
نيسان ـ

محمد قبيلات

يعاني السياسي البريطاني بوريس جونسون من اضطراب ما في مواقفه السياسية والفكرية، وهو صحافي من مواليد ،1964 صار عمدة لمدينة لندن منذ عام 2008 .

جونسون عضو في حزب المحافظين، وكان عضو برلمان في هينلي، تربطه علاقة صداقة بديفد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الحالي.

يُظهر العداء للمسلمين، رغم انحداره من أصول تركية، فجده الأكبر هو الوزير عى علي كمال بك (1869 - 1922) الذي كان صحافياً وسياسياً ووزيراً للداخلية، واغتاله مناصرو مصطفى كمال أتاتورك.

لا يُضيره أن يعلن اعتزازه بجده وحفظه للقرآن الكريم، وقد انكب على تعلم اللغة العربية في مرحلة من مراحل حياته، رغبة منه في تقليد جده، حسب ما قال في أكثر مناسبة.

بدأ عمله الصحافي مبكرا، وكان نشطا، اذ عمل في أكثر من جريدة مرموقة كصحافي وكان كاتب عمود ومساعد رئيس تحرير في الديلي تلغراف، وأعد وقدم برنامجا شهيرا في BBC .

أعد بحثا عن الحضارة الإسلامية، تطلب منه زيارة المشرق العربي ولقاء الكثير من الأكاديميين السوريين والمصريين، وُصِف بحثه من قبل البعض بأنه يُظهر ميوله وتعاطفه مع اصوله الإسلامية، وبعضهم قال ان البحث ينطوي على فكرة التنويه بخطر الإسلام.

والوصف الثاني وارد، فهو من ضحايا نظرية صدام الحضارات، التي وجهت الصراع الغربي بعد انتهاء الحرب الباردة الى العداء مع العالم الإسلامي، كونه يُشكل خطرا ديموغرافيا على الغرب.

مناسبة الحديث عن بوريس جونسون هي ما أدلى به من تصريحات لدى زيارته الكيان الإسرائيلي، ومهاجمته حملة المقاطعة الفاعلة في بريطانيا لإسرائيل، ووصف جونسون اسرائيل بأنها واحة للديمقراطية، وأن الذين يعادونها في بريطانيا هم مجموعة من الأكاديميين الذي ما زالوا يلبسون الملابس القديمة.

ورغم أنه يقصد بهذا الوصف افكارهم، إلا انه يهتم بالملابس ويتميز رغم ولوجه حقبة الخمسينات، بتسريحاته الغريبة، فهو يطوِّل شعره الاشقر الكثيف، ويسرحه بشكل مختلف نوعا ما، ما يشي برغبات وعقد دفينة لديه تتعلق في رغبته الاندماج بالثقافة الغربية والتخلص من أصوله الشرقية.

المجتمع البريطاني مجتمع عالي الثقافة، ومنفتح، ويُظهر خاصة استيعاب الآخر، رغم الشعور الإنجليزي الخفي العالي بالأنا المتعلقة ببريطانيا العظمى، ولندن بالذات، هي مدينة مختلطة بمعنى الكلمة، ربما يشكل العرب والمتحدرون من اصول إسلامية أكثر من ثلث سكانها.

مع ذلك نرى جونسون يذهب لمنحى العداء للأجانب والمسلمين على وجه التحديد، رغم أنه غازلهم أيام الإنتخابات.

تصريحاته الأخيرة المحابية للدولة الصهيونية، ما هي إلا نزر من هذه الإزدواجية في التفكير التي تمليها عليه عقدة الإنكار للأصول والرغبة في إثبات أنه انجليزي يميني أشقر كامل الأهلية.

لمتابعة الكاتب على التويتر

@qubilatmohammad

نيسان ـ نشر في 2015-11-11 الساعة 11:38

الكلمات الأكثر بحثاً