السردية تكتب: قبلة محبة على جبين المسيح عليه السلام

نيسان ـ بقلم ميسر السردية
كل عام، وفي هذه المناسبة، عيد ميلاد الفادي الشهيد، كنا نمتع البصر بمشاهد الأشجار المضاءة المزينة، في الساحات والمحلات والبيوت، نتابع مايبث من ترانيم وصلوات في كنائسنا الدافئة، صور الأطفال في أحضان أمهاتهم، بثيابهم وطرابيشهم الحمراء، بابا نويل يجوب الطرقات والناس تلتقط الصور معه، مازلت أصدق أن بابا نويل جاء من عالم السحر، كي يوزع البهجة في ليلة ماطرة ثم يمتطي غيمة ليختفي حتى العام المقبل.
في هذا العيد، تمرد التاريخ، والحضارة، والدم الواحد في الأوردة ، والجينات الأصيلة المتعالية على العقول المهووسة، بالفصل والفرز والتبويب، وتوزيع مفاتيح الجنة ورحمات الله بين عباده، حتى اسئلة، محاها فيض دماء غزة، هل يجوز معايدة المسيحي ياشيخ؟!.
نعم، نبض القلب سوياً، لاعيد على وقع المذبحة، لا زينة أطفالنا هناك تحت الركام، لا ترانيم تعلو وصوت قذائف الإجرام تشق صدر انسانية العالم المتحضر، كذباً وبهتاناً.
هكذا هم أهلنا، انسحبوا الي غرفة في البيت تاركين العيد الذي استعدوا له منذ عام، هكذا هو الدم غير المزيف يرفض الولوج في حفل، رغم أن غيرهم قرع دفه وهز خصره والصواريخ تدك غزة، والأشلاء تتطاير كالرماد نحو السماء.
نعم، هكذا ينتصر الدم على السيف، والحقيقة على الزيف، والحق على الباطل، وابن غسان يمض مرارة موقف العروبة، شاهراً كلمته الفصل، أنا ابن هذه الأرض، أديمها من لحمي، من وهج عيني تفتقت حضارتها، بكفي هذه، حملت سيفي وامتطيت جوادي الأشقر، اكر في مقدمة المعارك، صائحاً في صفوف الفرسان ، سجل أنا العربي الأصيل ابن الأصيل... لا عيد وغزة تئن في وجه الشهادة والصبر والخذلان...ألف قبلة محبة على جبين المسيح عليه السلام