اتصل بنا
 

عدسة الإعلام عين لجرائم الاحتلال.. 'الجزيرة' في مرمى النيران الإسرائيلية

110 صحفي وصحفية استشهدوا حتى لحظة النشر
الشوبكي: "التغطية مستمرة.. يستشهد صحفي يخرج مكانه عشرة"
الضامن: كيف تحمي نفسك للصحافيين لا يمكن تطبيقها في غزة
نقابة الصحافيين الأردنيين تستنكر

نيسان ـ نشر في 2024-01-07 الساعة 22:58

x
نيسان ـ فاطمة العفيشات
منذ بداية الحرب على غزة قبل 92 يوماً ولا يزال الاحتلال يتوغل في جرائمه ومجازره التي لم تستثن بشراً ولا شجراً ولا حجرا, رامياً عرض الحائط المواثيق والمعاهدات الدولية وسط حماية دولية واستنكار أمريكي بأن مايحدث لا يرقى لـ"جرائم حرب"!
بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر,تنص المادة 79 من البروتوكول الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف لعام 1949 على ما يلي:
1- يعد الصحفيون الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاصاً مدنيين
2-يجب حمايتهم بهذه الصفة بمقتضى أحكام الاتفاقيات وهذا اللحق " البروتوكول " شريطة ألا يقوم بأي عمل يسيء إلى وضعهم كأشخاص مدنيين "
كما تشير دراسة اللجنة الدولية عن القواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني (2005) في قاعدتها 34 من الفصل العاشر إلى ما يلي:
" يجب احترام وحماية الصحفيين المدنيين العاملين في مهام مهنية في مناطق نزاع مسلح ما داموا لا يقومون بجهد مباشرة في |لأعمال العدائية, وتستند ممارسات الدول إلى هذا المبدأ على أنه قاعدة من قواعد القانون الدولي العرفي الذي ينطبق في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية على حد سواء.
ويحظر القانون الدولي الإنساني في جميع النزاعات المسلحة صراحة الأفعال التالية ضد الأشخاص الذين لا يشاركون فعليا في الأعمال العدائية أو أصبحوا عاجزين عن المشاركة فيها: أي عنف ضد الحياة والأشخاص, لاسيما القتل بكل أشكاله, التشويه, المعاملة القاسية والتعذيب, أخذ الرهائن, الاعتداء على الكرامة الشخصية, خاصة المعاملة المهينة والحاطة, إصدار عقوبات وتنفيذ الإعدامات بدون حكم سابق صادر عن محكمة مشكلة قانوناً تكفل جميع الضمانات القضائية المعترف بضرورتها من طرف الشعوب المتمدنة.
رئيس وزراء الاحتلال (النتن ياهو) قال في أحدث تصريحاته: "لا حصانة لمخرب" فهل الصحفيين والحقيقة ضمن قائمة التخريب بالنسبة لهم؟


الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين


خلال الحرب على غزة تعمد الاحتلال استغلال عدسات الإعلام في مجازره, فشهدنا مجزرته في مستشفى المعمداني عقب فيديو انتشر لمجموعة من الأطفال يلعبون في باحته, تلاها كما رصدنا في "نيسان" استهدافه لمدخل مستشفى ناصر عقب سويعات من بث قناة "الجزيرة" تقريراً مصوراً يظهر المصابين والنازحين في المستشفى, واستهدافه مدارس تأوي النازحين, ومستشفى في خانيونس عقب بث قناة الجزيرة مداخلة لمراسلها من أمام المستشفى وفي الخلفية مجموعة من النازحين وأطفال يلهون (حسبما رصدت نيسان آنذاك).
أما بزات الصحفيين فكان لها نصي كبير من استهداف الاحتلال لعدساتهم التي تظهر مدوى وحشية وتوغل الاحتلال الذي زعم أن عملياته رداً على حركة حماس والسابع من اكتوبر, ليدفع 110 صحفي –حتى لحظة إعداد هذا التقرير- أرواحهم ثمناً للحقيقة.

مراسلو الجزيرة في مرمى الاستهداف


ورغم أن قضية اغتيال الصحفية الفلسطينية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة لم يتم البت فيها حتى اللحظة رغم ما يقارب عامين على وقوعها, إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يزيد باستهداف الجزيرة, فهذه مراسلة الجزيرة في الجنوب اللبناني كارمن جوخدار تغيب عن الشاشة بسبب اصابتها إثر استهداف الاحتلال سيارتهم ومجموعة من الصحفيين.
وهذا الزميل وائل الدحدوح الذي فقد زوجته وابنه وطفلته خلال بث مباشر في استهداف لمنزل نزحت إليه عائلته, والزميل المصور سامر أبو دقة الذي استشهد خلال إعداد تقرير للجزيرة تم التنسيق مسبقاً له مع الاحتلال وإصابة وائل الدحدوح بيده, أنس الشؤيف الذي ودع والده باستهداف لمنزل ذويه عقب أيام من تهديدات الاحتلال له بمعرفتهم مكان سكنه إن لم يكف عن التغطية لصالح الجزيرة, مؤمن الشرفي الذي نعى عائلته باستهداف لمنزلهم, وآخرها وائل الدحدوح مرة أخرى الذي فقد نجله الأكبر باستهداف الاحتلال سيارة استقلها نجله برفقة الصحفي مصطفى ثريا خلال تغطيتهم لجرائم الاحتلال في خانيونس.

الشوبكي: "التغطية مستمرة.. يستشهد صحفي يخرج مكانه عشرة"


يؤكد حسن الشوبكي مدير مكتب قناة الجزيرة في الأردن أن استهداف الاحتلال لعمل فرق الجزيرة في غزة يأتي بسياق استهداف أوسع يمس كل الصحفيين الفلسطينيين في حرب وصفها بـ"الهمجية".
"هنالك ثلاثة شهداء كل يومين, هذا يؤشر على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد شهوداً للحقيقة، الصحفيون هم شهود الحقيقة ينقلون ما الذي يحدث, ولكن إسرائيل والاحتلال لا تريد لغير روايتها أن تظهر على العلن" يقول الشوبكي.
يشير الشوبكي بأن عدد الشهداء من الصحفيين في غزة رقم غير مسبوق في تاريخ الحروب, مضيفاً أن "الصحفيين الفلسطينيين دفعوا أثمانا باهظة، ويعلمون أن دفع الثمن هذا مستمر".
يكمل" كما رأينا وشاهدنا وسمعنا أيضا من الزميل الشجاع وائل الدحدوح بمجرد أن شيع نجله الأكبر قال أن التغطية مستمرة، وهو عنوان حقيقي على شاشة الجزيرة، وأن التغطية مستمرة، ولن يترك أهل غزة بلا متابعة خبرية وبلا متابع لحجم الإبادة الجماعية التي ترتكب ضدهم".
وعن الاستهداف المستمر لطواقم الجزيرة عزا الشوبكي أن " الاستهداف الواسع الجزيرة في مقدمتها أن شبكة تعمل بطواقم وبأعداد كبيرة، وأن الصور التي تظهر على شاشتها تؤذي الاحتلال لما تكشفه من حجم التدمير والتخريب والقتل والقصف, فالميزة التي حصل عليها الاحتلال من العالم تجعله يفلت دائماً من العقاب, لو عوقبت إسرائيل على جرائمها السابقة لما استمرت في كل هذه الجرائم التي تقوم بها ضد صحفيي الجزيرة وفي غير الجزيرة".
يستطرد الشوبكي: " مشهد عبثي وظالم وكله قهر، لكن الفلسطينيون ومن يقف بوجه هذا الاحتلال يعرفون أن الضريبة عالية وأن دفع الثمن يكون بالدم في معظم الأحيان, والصحفيون في مقدمة الشعب الفلسطيني، هم يستهدفون صحفياً,يستشهد صحفي يخرج مكانه عشرة, هذه المعادلة يبدو أن إسرائيل وأميركا لا تفهمها، وتعتقد أنها بقتل شهود الحقيقة تستطيع أن تصنف الرواية الفلسطينية، تطمس الحق الفلسطينيين، وهذا أثبت فشلهم على مدار 75 عاما، ما دام هنالك احتلال، ما دام هنالك من يقاوم، وما دام هنالك من وثق جرائم هذا الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".

الضامن: "كيف تحمي نفسك للصحفيين لا يمكن تطبيقها في غزة"


تعلق المديرة العامة لشبكة "أريج" الصحفية روان الضامن, على استهداف الاحتلال للصحفيين بأنه "يهدف لوقف التغطية والحصول والوصول للصور والمعلومات والأخبار من قطاع غزة المحاصر في هذا العدوان الغاشم الذي يتم مستشهدة بمنع جميع الصحفيين والصحفيات الأجانب من دخول غزة والتغطية, وأن العبء يقع على الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يقومون بدورهم بشجاعة منقطعة النظير في ظروف صعبة جدا من استمرار القصف الذي يطال الجميع، المدنيين و السكان".
خلال ملتقى أريج السادس عشر المنعقد في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي, استضاف الملتقى الذي حمل شعار "عابر للحدود" عبر الاتصال المرئي: الصحفي وائل الدحدوح كأيقونة صحفية مستمرة في التغطية رغم الاستهداف.
تؤكد الضامن أن "جميع المؤسسات الصحفية العالمية ليس لها القدرة حاليا على حماية الصحفيين والصحفيات في غزة، ما حصل مثلا في أوكرانيا أو في أفغانستان من تسفير ونقل للصحفيين والصحفيات في وضع الحرب وتحرك دولي لحمايتهم غير متاح إطلاقا في قطاع غزة, حتى أدوات الحماية كل الأدوات الخوذة والجاكيت كل هذه الأدوات أيضا لا تحمي الصحفيين والصحفيات لدرجة أنه حتى الصحفيين والصحفيات في غزة يقولون لنا أنه ممكن أن يكون زي الصحفي أكثر خطورة عليهم,وهذا ما شهدناه مع الصحفية شيرين أبو عاقلة وهي ترتدي الخوذة".
ترى الضامن أنه من المهم جدا استمرار دعم الصحفيين والصحفيات في الاستمرار في العمل رغم هذه الظروف غير العادية، وكل الصحفيين والصحفيات حتى الفلسطينيين في غزة الذين يفقدون زملاء وزميلات لهم وعائلاتهم، كلهم يقولون أنه يجب أن نستمر في التغطية لأن الاحتلال الإسرائيلي يريد وقف هذه التغطية ووقف ما يصل من كشف لجرائم الحرب التي تستهدف الفلسطينيين وتستهدف تطهير عرقي وإبادة جماعية للفلسطينيين.
ورغم الحملات التي أطلقتها شبكة أريج بالتعاون مع مؤسسات صحفية دولية لدعم الصحفيين والصحفيات في غزة اللذين فقدوا معداتهم, بالإضافة إلى تدريبات للإرشاد في الحماية خلال تغطية الحرب على غزة, تشدد الضامن أن "مفهوم الحماية سيتغير دوليا في الدروس التي تعلمناها ونعلمها (كيف تحمي نفسك) لا تنطبق إطلاقا في قطاع غز ة، لإن كل قواعد الحرب الأساسية ممنوع استهداف المستشفى، ممنوع استهداف المدرسة، ممنوع استهداف المقبرة، ممنوع استهداف أماكن سكنية كلها ضربت في عرض الحائط في الحرب الحالية التي تقوم بها إسرائيل على غزة.

نقابة الصحفيين الأردنيين تستنكر


من جهتها استنكرت نقابة الصحفيين الأردنيين استمرار الاحتلال في جرائمه ضد الصحفيين.
عضو مجلس نقابة الصحفيين سامي الحربي يصف اغتيال الصحفي حمزة نجل الصحفي وائل الدحدوح بـ"خطيئة جديدة تضاف إلى عمل الاحتلال ضد العزل في فلسطين".
يضيف الحربي أن نقابة الصحفيين على توافق مع نقابة المحامين برفع دعاوى قضائية في المحاكم الدولية ضد الجرائم التي يقوم بها الاحتلال, عبر القنوات التشريعية والقنوات القانونية التي يضمها مجمع النقابات المهنية.
يختم الحربي حديثه لـ "نيسان" بأن نقابة الصحفيين الأردنيين في متابعة وتنسيق مستمر مع اتحاد الصحفيين الدوليين واتحاد الصحفيين العرب, في موقف واحد وجامع يستنكر جرائم الاحتلال لطمس الحقيقة.

نيسان ـ نشر في 2024-01-07 الساعة 22:58

الكلمات الأكثر بحثاً