اتصل بنا
 

رسائل غزة.. فيها كل شيء يختلف

نيسان ـ نشر في 2024-01-08 الساعة 20:10

نيسان ـ عندما تنتهي الحرب سنتزوج وتنبت الأرض زهورا تشبهكِ ورحمكِ سيحمل اجمل فتاة في الكون ستشبهك وتحبني ، رسالة وجدت
في جيب احد الشهداء ٢٠٢٣م
ساعشقكِ حتى الثمالة ممازحا هنا قبل الإستشهاد بساعتين حاول ان يصير قيساً لاجل عيون حبيبته اكمل فيها لو استشهدنا سنشرب خمرا في الجنة سويا
كانت خطيبته صارت "مفقودته" ..
لاحقا: طفلة صغيرة رغم نزوحها وتركها لبيتها وألعابها، إلا أن هذه الطفلة لم تخفِ سعادتها بعد أن حصلت على بعض النقود للمرة الأولى
اخرون.. لا تعيط يا زلمة.. معلش ، اهم شي المقاومة بخير ..
اجمد ليسا الي جاي اصعب.. كلو فدا المقاومة وكلوا فدا الاقصى..
اللعنة ما اقبحنا يا عرب تدعون ان لنا حقاً
فيها وقد دنسناها !
لقد اغتالوا ابسط احلامنا
اغتالوا احلام يوسف ابو شعر كيرلي وابيضاني وحلو الذي كان يتمنى ان يصبح طبيبا
اغتالوا احلام شابا مراهقا قضى شبابه في ترميم الطوب والعمل كي يتزوج حبيبته الذي وعدها منذ سنين ولت بالزواج وقد
استشهد ليلة زفافه ..
زرعوا الخوف بأطفالنا في قلب طفلة صغيرة لا تتعدى ٨ أعوام تسأل عمو هذا عنجد ولا حلم ؟
للاسف يا عمو انه جد لكن على العرب السلام.
حكاية اخرى تأتيكَ من جميلات غزة المحتشمات الشابات وهي تحت الانقاض وإذ بذاك الملاك المحشوم يظهر ويبرق
بعيناه كالؤلؤ ، نست انها تحت الانقاض وقالت غطولي شعري بدي الحجاب ، يا ويح أُمكِ يا بنت الكرام
ما اجمل خُلقكِ
وما اجمل سُتركِ ..
قصص لا تُعد ولا تُحصى ستُمرر عبر التاريخ جيلا
تلو جيل حتى قيام الساعة
وستلحقنا اللعنة والخزي أيضا نحن
حتى قيام الساعة..
بعد ٩٠ يوما انصحكم أن لا تتفاخروا ببروكسل او برلين او روما وتدعوا انهم ام الحضارات والتطور ..
اي شيء تريد تحقيقه وتريد إنجازه وتبحث عنه .. تستطيع الذهاب إلى غزة دون دفع ذاك المبلغ من النقود وستقضي نصف ما تتمنى بالمجان
فمثلا إذا تمنيت حسناء جميلة مهذبة ستجدها وحقا ستجدها اجمل من فتاة شقراء بعيون زرقاء تتمشى في شواطئ باريس
واذا تمنيت ان تصير صحفيا فاذهب هناك مباشرة قد لا تحصل على الكثير من المال لكنك يكفيك الحصول على شرف ان يسموك صحفيا من غزة ..
ففي غزة الصحفيون يختلفون عن صحفيو العالم باسره هناك انظف اقلام العالم ليس هناك قلما مغشوشا او مذياعاً يتكلم لكسب المشاهدات فقط ، او قناة اخبارية تهلكك ببرامج الطبخ والحلويات
او مصور خرج يثرثر بلا داعِ
هناك الصحافة والإعلام فقط للاعلام
تنقل الحقيقة بدقة وباخلاص
ولن تخاف يوما ان يستدعيك المدعي العام
او القاضي لمقالة كتبتبها او مقابلة اجريتها.
في غزة
المحامون والقضاة يختلفون أيضا فهم هناك خاضوا المهنة كي ينيروا العدالة ..
والمعلمون لا داعي للشرح وقد صار طفلا من غزة يعلمنا اقوايل ويعلمنا دروسا افضل من مدارسنا المليئة بالترهات والخرافات عن بطولات العرب الواهنة..
الاطباء هناك اقسموا لله قبل ان يقسموا ابقراط ان يحافظوا على ارواح البشر بل ضحوا بانفسهم من أجل الآخرين
تجدهم مسعفين ومنقذين
ويتحول من طبيبٍ الى ابٍ يبكي على
فراق احد الاطفال ..
كل المهن والحرف تختلف في غزة
حتى السوشيال ميديا ومشاهيرها من الشباب والشابات يختلفون فهناك مثل المصور صالح او معتز وغيرهم هم لا يصورون لأجل مالٍ او شهرة .. كلا ، هو يريد ان يبث
الحقيقة التي طالما بُثت لا يلقي لها اهمية
ذاك الغرب الكاذب ..
هناك المشاهير يعملون من أجل أوطانهم بها حُفاظ القرآن الكريم والسنة النبوية وقصص الانبياء وينقلون لك عن ارض فلسطين وما يحدث فيها ..
البشر هناك في غزة يختلفون
هم عندهم كرامة رضوا بما اقسم الله لهم يرضون بالقليل ، طيبون ، أحلامهم بسيطة وكرماء وشهماء ونبلاء
هم على الاقل ليس مثلنا لم ولن يرضوا
ان يعيشوا بذلٍ وهوان .
قاموا المحتل بل الحياة كلها وضحوا بارواحهم من أجل اوطانهم ..هم يختلفون عنا.. عندهم شيئاً يُدعى الضمير الذي نسيناه وعندهم النخوة والكرامة اللذان فقدناهما ..
هم عندهم كل شيئ ونحن لا شيء
في غزة كل شيء يختلف ..
يا غزة بربكِ لا تنتظرِ منا الاغاثة
انتِ اغيثينا.

نيسان ـ نشر في 2024-01-08 الساعة 20:10


رأي: أحمد سلامة

الكلمات الأكثر بحثاً