الأردنيون في مواجهة حصارين والثالث أخطر
حسين الرواشدة
كاتب صحافي
نيسان ـ نشر في 2024-01-10 الساعة 07:57
نيسان ـ من واجب النخب الأردنية، إن كان ثمة نخب حقيقية فاعلة، أن تدقق ،الآن ، في خريطة بلدنا وتضاريسه، على الحدود ستكشف أن «سوى روم خلف ظهورنا روم»؛ الجغرافيا تُطبق على لوزتي الأردن من كل اتجاه، ميليشيات بعشرات الآلاف تحتشد تحت ألوية وعمائم، لزعزعة أمننا واستقرارنا، أعداء يتربصون وينتظرون اللحظة المناسبة لتصريف مخططاتهم، وإغراق بلدنا بالفوضى، نحن وحيدون في مواجهة تحولات في العواصم التي تبحث عن أدوار وتحالفات على حسابنا، والأخرى التي لم يبق لها من قراراتها وسيادتها سوى صناعة الوهم، وتجارة المخدرات.
حين تدقق على حدود التاريخ، ستكشف كيف تقمص بعضنا، منذ الخمسينيات وحتى الآن، خوذات الانقلابات وسرديات الثورات، وبنادق التنظيمات، وجلابيب الذين يتحدثون باسم الله بالسياسة، لم يخطر على بال هؤلاء أن يستدعوا تاريخنا الأردني المزدحم بالرموز والتضحيات والإنجازات، وكأن الأردنيين (حاشاهم) اتباع أو مطايا أو مُقلِّدون على الدوام، ليس لديهم رمز ولا قضية ولا مشروع ولا إنجاز، وقدرهم (ليس قدرهم أبدا ) أن يظلوا وقودا لأفكار ومشروعات سياسية مغشوشة، أثبتت التجارب أنها أعادت أصحابها، ومعهم أمتنا، عشرات السنوات إلى الوراء.
الآن، ثمة نخب محسوبة على بلدنا، تريد أن تفتح الجغرافيا على ويلات وانفجارات وتحالفات لا مصلحة لبلدنا فيها، كما تريد أن تستعيد التاريخ/ الكارثة وفقا لمشروعات ووصفات جربناها ودفعنا ثمنها، ثم تجاوزناها بهمة الأردنيين وتضحياتهم، يقولون، محذرين : إن البلد سيتحول إلى كيانات وميليشيات إذا لم نتحالف مع «الإسلام المسلح»، السني والشيعي، الذي انتزع ،باسم المقاومة والممانعة، مشاعر الجماهير ، وأثار إعجابهم وتصفيقهم، وإن مجاميع هذه الكيانات والميليشيات ستكون « الجيش العربي» القادم ، معقول أن نرضخ لهذا «التخويف « الذي يمارسه « مناضلون» يتاجرون بالحروب والأزمات ، ويعتبرون بلدنا ساحة لتصفية الحسابات؟ معقول أن نطمئن لمنطق هؤلاء الذين ينظرون الينا من ثقب أبوابهم السوداء ؟ يا خسارة!
لا بد أن يكسر الأردنيون حصاري الجغرافيا والتاريخ، وأن يكسروا معهما الحصار الثالث والأخطر الذي يحاول البعض أن يفرضه على جبهتنا الداخلية، لإخضاعها لخطابهم وأهدافهم، وتجهيزها لمرحلة قادمة مجهولة، وإضعافها بما يكفي للاستفراد بها، كما لا بد أن يقول الأردنيون كلمتهم، بلا تردد ولا خجل : نحن مع أمتنا وقضاياها العادلة، مع فلسطين وغزة وأهلها، ندعمهم بكل ما لدينا من طاقات وإمكانيات، ومع مقاومتهم الحقة هناك، وصمودهم الأسطوري على أرضهم، لكن من حقنا أن نستنفر دفاعا عن بلدنا ،وحفاظا على جبهتنا الداخلية، وأن ننتصر للأردن دون استدعاء لمظلات أو واجهات أخرى، مشروعة أو غير مشروعة، فلا يجوز لأحد أن يخوض باسم الأردن نضالاته الشخصية، أو أن يملي علينا ما يجب أن نفعله.
نحن، الأردنيين، نعرف واجبنا وخياراتنا، وندرك ما يحدث من حولنا، عيوننا مفتوحة على ما يتهددنا، ونحن، اقصد الدولة والمجتمع معا، أقوى مما يتصور البعض، لا نخشى هدير الميليشيات، ولا صرخات المحرضين والشامتين، صحيح، نسامح ونصرف النظر، من موقع القوة والتسامي عن « اللغط» ، لكن لدينا الجرأة والشجاعة لنقول ونفعل ونقسوا إذا لزم الأمر، هذا الأردن وطن ودولة ونظام نعتز به ونحميه، ولا نسمح لأحد أن يجرحه أو يستقوي عليه، أو يزعزع جبهته الداخلية، أو يضعه في بازار المزادات والمزايدات، هذه التي جلبت على بلدنا الويل والخيبات.
الدستور
حين تدقق على حدود التاريخ، ستكشف كيف تقمص بعضنا، منذ الخمسينيات وحتى الآن، خوذات الانقلابات وسرديات الثورات، وبنادق التنظيمات، وجلابيب الذين يتحدثون باسم الله بالسياسة، لم يخطر على بال هؤلاء أن يستدعوا تاريخنا الأردني المزدحم بالرموز والتضحيات والإنجازات، وكأن الأردنيين (حاشاهم) اتباع أو مطايا أو مُقلِّدون على الدوام، ليس لديهم رمز ولا قضية ولا مشروع ولا إنجاز، وقدرهم (ليس قدرهم أبدا ) أن يظلوا وقودا لأفكار ومشروعات سياسية مغشوشة، أثبتت التجارب أنها أعادت أصحابها، ومعهم أمتنا، عشرات السنوات إلى الوراء.
الآن، ثمة نخب محسوبة على بلدنا، تريد أن تفتح الجغرافيا على ويلات وانفجارات وتحالفات لا مصلحة لبلدنا فيها، كما تريد أن تستعيد التاريخ/ الكارثة وفقا لمشروعات ووصفات جربناها ودفعنا ثمنها، ثم تجاوزناها بهمة الأردنيين وتضحياتهم، يقولون، محذرين : إن البلد سيتحول إلى كيانات وميليشيات إذا لم نتحالف مع «الإسلام المسلح»، السني والشيعي، الذي انتزع ،باسم المقاومة والممانعة، مشاعر الجماهير ، وأثار إعجابهم وتصفيقهم، وإن مجاميع هذه الكيانات والميليشيات ستكون « الجيش العربي» القادم ، معقول أن نرضخ لهذا «التخويف « الذي يمارسه « مناضلون» يتاجرون بالحروب والأزمات ، ويعتبرون بلدنا ساحة لتصفية الحسابات؟ معقول أن نطمئن لمنطق هؤلاء الذين ينظرون الينا من ثقب أبوابهم السوداء ؟ يا خسارة!
لا بد أن يكسر الأردنيون حصاري الجغرافيا والتاريخ، وأن يكسروا معهما الحصار الثالث والأخطر الذي يحاول البعض أن يفرضه على جبهتنا الداخلية، لإخضاعها لخطابهم وأهدافهم، وتجهيزها لمرحلة قادمة مجهولة، وإضعافها بما يكفي للاستفراد بها، كما لا بد أن يقول الأردنيون كلمتهم، بلا تردد ولا خجل : نحن مع أمتنا وقضاياها العادلة، مع فلسطين وغزة وأهلها، ندعمهم بكل ما لدينا من طاقات وإمكانيات، ومع مقاومتهم الحقة هناك، وصمودهم الأسطوري على أرضهم، لكن من حقنا أن نستنفر دفاعا عن بلدنا ،وحفاظا على جبهتنا الداخلية، وأن ننتصر للأردن دون استدعاء لمظلات أو واجهات أخرى، مشروعة أو غير مشروعة، فلا يجوز لأحد أن يخوض باسم الأردن نضالاته الشخصية، أو أن يملي علينا ما يجب أن نفعله.
نحن، الأردنيين، نعرف واجبنا وخياراتنا، وندرك ما يحدث من حولنا، عيوننا مفتوحة على ما يتهددنا، ونحن، اقصد الدولة والمجتمع معا، أقوى مما يتصور البعض، لا نخشى هدير الميليشيات، ولا صرخات المحرضين والشامتين، صحيح، نسامح ونصرف النظر، من موقع القوة والتسامي عن « اللغط» ، لكن لدينا الجرأة والشجاعة لنقول ونفعل ونقسوا إذا لزم الأمر، هذا الأردن وطن ودولة ونظام نعتز به ونحميه، ولا نسمح لأحد أن يجرحه أو يستقوي عليه، أو يزعزع جبهته الداخلية، أو يضعه في بازار المزادات والمزايدات، هذه التي جلبت على بلدنا الويل والخيبات.
الدستور
نيسان ـ نشر في 2024-01-10 الساعة 07:57
رأي: حسين الرواشدة كاتب صحافي