اتصل بنا
 

مثقفون عرب: ننام ونخشى أن نصحو على كارثة ولا إبداع في ظل القهر

نيسان ـ نشر في 2024-01-15 الساعة 08:27

x
نيسان ـ كان 2023 عاما صعبا على المثقفين العرب بشكل عام، والصحفيين بوجه خاص.
المثقفون عاشوا حالة من العجز وعدم التوازن على أثر معركة الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة لأكثر من 3 شهور، في حرب راح ضحيتها أكثر من 23 ألفا ما بين شهيد ومفقود، وكان الصحفيون أكثر الفئات التي اكتوت بنار الإبادة والقتل، واستشهاد مالايقل عن 100 صحفي كان سلاحهم الوحيد كاميرا وقلم.
وقبل كل هذا لم تتوقف الحياة الثقافية، وتسارع ايقاعها أيضا مع الأحداث، وشهدت الأنشطة كثافة ملحوظة، وإن لم يكن على مستويات إبداعية عالية. ويرصد هذا التقرير جوانب من الحياة الثقافية في العام المنصرم 2023.
يقول الروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد، كانت سنة صعبة، عشناها مثل كابوس، اكتوينا فيها بنارين، نار الأسعار والغلاء، ونار الحرب، وإن تحملنا لهيب الأسعار، فمن المستحيل أن نتحمل القهر والذل والظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون كل لحظة.
ويتساءل "كيف تصمد الثقافة في مواجهة آلة القتل؟، ويقول "في هذا المناخ، أنام كل ليلة، وأخشى أن أصحو على كارثة، وعندما قامت الحرب، كان كل همي كل صباح، أن أفتح الكمبيوتر لأطمئن على أصدقائي في قطاع غزة، هل ما زالوا على قيد الحياة، أم أنهم ذهبوا في عداد الشهداء".
ويضيف عبدالمجيد "في وقت الحرب -ودعني ألا أسميها حربا فالحرب مشروعة عقائديا ودوليا، حتى ولو كانت حربا ظالمة، أما مايدور في قطاع غزة، فهو الإبادة وهو القتل، ومنذ بدايتها، وأنا لا يستقر لي حال، فلا كتابة أخطط لها، ولا قراءة أكملها، ولا صحو كامل، ولا نوم بلا قلق، ومنظر القتل والجثث على الشاشات في مشهد لم يتكرر على مدى التاريخ، والعالم كله شاهد عيان".
صوت الضمير
ولكن ما يعيد للنفس بعضا من هدوئها، يستدرك الروائي المصري، "أتابع صوت الضمير العالمي من خلال رفض آلاف المثقفين للقتل والإجرام الصهيوني، هناك آلاف المظاهرات، وهناك أيضا من يكتب ليدافع عن الحق، ومن يرسم ويشجب أعمال الإبادة، ومن يعلو صوته بالغناء والإدانة رفضا لأعمال الإبادة".
ويضيف عبد المجيد "إذا ما كان هناك مجال لنتذكر كيف مر علينا هذا العام الطويل، لقد قرأت الكثير من الروايات الجميلة في العالم العربي ومصر. أما الكتب الفكرية فهي كثيرة ورائعة وأتابعها في مصر ومنها " المتن المجهول" سيد محمود، و"الطاهي يكتب والكاتب ينتحر" لعزت القمحاوي و"أنا قادم أيها الضوء" للمرحوم محمد أبو الغيط، و"الديكتاتورية الجديدة" أنور الهواري و"سيرة الضمير المصري" إيهاب الملاح، و"مذكرات يهودي مصري" ألبير أريه، و"الفيلق المصري" للدكتور محمد أبو الغار و"أنت السبب يابا" لنوارة نجم، و"كل دا كان ليه" لفيروز كراوية، و"300 ألف عام من الخوف" لجمال أبو الحسن، و"سينما المشاعر المنتهية الصلاحية" لمحمود الغيطاني، و"أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي" لكريم جمال، و"رجال عاشوا ألف عام" لجلال الشايب وغيرها.. أما أهم حدث ثقافي فلا يوجد في مصر للأسف حتي مهرجان الرواية تم تأجيله ولم يتم".

يقول محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب إن صناعة النشر في الوطن العربي تواجه تحديات كثيرة، منها توغل الشركات الدولية في المنطقة العربية للاستحواذ على نسبة من صناعة النشر العربية، ولهذا نحن في حاجة إلى المزيد من الترابط والعمل الجماعي العربي من أجل مواجهة الواقع الجديد.
وحول مقولة أن العربي لا يقرأ، يقول رئيس اتحاد الناشرين العرب، هذه المقولة تدحضها الأرقام في الفضاء الرقمي، ولكن لم ينعكس هذا على مبيعات الكتاب الورقي إلا بنسبة ليست كبيرة، عكس ما يجري في العالم كله، حيث إن الكتب الرقمية أسهمت في زيادة مبيعات الكتب الورقية بصورة كبيرة.
ويضيف في حديثه "إننا أمام واقع مختلف عن العالم كله، واقع يتطلب أن نبحث عن أسبابه، ولهذا قمنا بعمل دراسات عن الحالة القرائية في كل الدول العربية لمعرفة المشكلة والبحث عن حلولها الملائمة حسب طبيعة كل دولة لتصب في النهاية في صالح الثقافة العربية".
ويقول رشاد إن المحتوى العربي المكتوب على الإنترنت نسبته أقل من 2% من إجمالي المتاح، وما تخرجه مطابعنا من دراسات وأبحاث في العلوم العلوم التطبيقية والإنسانية والتكنولوجية أقل من 1% من مجمل ما ينشر من كتب (وفقا لمكتبة الكونغرس الأميركي)
وفي دراسة للاتحاد العام للناشرين العرب صدرت هذا العام بعنوان "قراءة القراءة في الوطن العربي – الاتجاهات والميول " من إعداد الدكتور خالد عزب مستشار الاتحاد للدراسات والاستشارات الفنية، تهدف الدراسة إلى تتبع اتجاهات القراءة في الوطن العربي، والتي من خلالها يمكن تحديد حاجة القارئ العربي من الناشر، خاصة مع اتجاه الشباب للقراءة في ظاهرة لم تكن موجودة من قبل.
المحتوى الرقمي العربي، حيث لا توجد إستراتيجية عربية للمكتبات الرقمية، ويشير د. خالد عزب إلى أن القراءة الرقمية في الوطن العربي في تصاعد مستمر،ولكنها ترتكز على المواقع الأكاديمية والبحثية، حيث يتم تحميلها ثم قراءتها، وتحتل الكتب الدينية التراثية المرتبة الأولى يليها الروايات.
الروائي والباحث السياسي د.عمار علي حسن، يرى أن المثقفين العرب لم يبذلوا الجهد الكافي تجاه الحرب في غزة، ويقول "نعم، أصدروا بيانا جماعيا، وبعضهم يساند الشعب الفلسطيني، لكن الجهد المبذول في هذا قليل ومتقطع. وكان من اللازم أن يشارك الاتحاد والروابط التي تعبر عن الكتاب والأدباء بقوة في معركة الوعي والمساندة، وتخاطب مثيلتها في العالم كله".
ويتابع "بالرغم من كل هذا لم تصمت المطابع، أهدتنا الآلاف من الكتب، منها الجيد، ومنها الرديء، ومن خلال متابعتي أرى أن أهم كتاب صدر خلال العام،"التدين والثورة الرقمية"، لمؤلفه نبيل عبد الفتاح، وأما أهم رواية، فهي "2067" للروائي سعد القرش، والحدث الأبرز هو إصدار ألفي مثقف عربي من البارزين بيان تأييد للمقاومة الفلسطينية وتنديد بالعدوان الإسرائيلي، ومطالبة للكتاب في العالم بالتضامن مع قضية الشعب الفلسطيني".

نيسان ـ نشر في 2024-01-15 الساعة 08:27

الكلمات الأكثر بحثاً