اتصل بنا
 

لا غرابة

كاتب صحافي

نيسان ـ نشر في 2024-01-18 الساعة 07:54

نيسان ـ لا أجد غرابة في الانحياز الغربي لإسرائيل، وحرب الابادة التي تشنها على قطاع غزة على وجه الخصوص، وعلى سائر فلسطين عموما،وامدادها بكل أسلحة الدمار لتواصل عدوانها على فلسطين، وعربدتها في منطقتنا. وتركيز الغرب على إطلاق سراح بضعة عشرات من الأسرى الاسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة، وتجاهل آلاف الرهائن من أبناء فلسطين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. فهذا الدعم الغربي لإسرائيل يأتي كجزء من عدائه التاريخي لامتنا، وهو العداء الذي جعل الغرب يدنس طهر ورمزية صلب المسيح عندما جعلوا من الصليب عنوانا لعدوانهم علينا في القرون الوسطى، وهي الحروب التي اسميناها نحن بحروب الفرنحة، اجلالا للمسيح عليه السلام من أن يكون ستارا لجرائم الغرب، الذي يناصر اليوم اعدى أعداء المسيح، الذين سعوا في قتله من يهود.
إن الغرب في هذا الانحياز الأعمى للعدوان الاسرائيلي، إنما ينحاز إلى نفسه، وإلى تاريخه، والى ثقافته القائمة على العنصرية، والاحساس بتفوقه العرقي، وهي هنا تلتقي بعنصرية الصهاينة وزعمهم أنهم شعب الله المختار، وأن الشعوب الاخرى إنما خلقت لتخدم يهودا.
غير العنصرية، كسبب لانحياز الغرب للعدوان الإسرائيلي، هي أن معظم دول الغرب مارست العدوان والعنصرية والقتل والإبادة، ألم تقوم الولايات المتحدة الأميركية نفسها على إبادة السكان الأصليين للقارة الأميركية من الهنود الحمر؟، أولم يكن أول من هاجر من أوروبا إلى القارة الجديدة، هم القتلة وقطاع الطرق والباحثون عن الثروات، تماما مثلما هم الصهاينة الذين جاءوا إلى فلسطين بحماية غربية والذين يتمتعون اليوم بالغطاء الغربي عموما والأميركي على وجه الخصوص، فكلاهما قاما على نفس الأسس. من القتل والإبادة للسكان الأصليين للبلاد. لا فرق تم هذا القتل وتلك الابادة بالصواريخ أو المدافع، بالطائرات أو الدبات، او بمنع الماء والغذاء والدواء، أو حتى بهدم المستشفيات فوق من فيها من جرحى ومرضى، بعد أن صار هدم المنازل على سكانها أمرا عاديا، فالمهم هو قتل الشعوب الأصلية؟.
أما الغرب الأوروبي فأن تاريخه يغص بالمذابح، ويكفي أنه في حربين عالميتين شنهما الغرب قتل فيهما ملايين البشر من المدنيين، ناهيك عن الحروب الثنائية بين دولهم،والتي قتل فيها مئات الآلاف من المدنيين، إضافة إلى الحروب التي شنتها الدول الأوروبية ضد شعوب أفريقيا وآسيا وقتلها الملايين من أبناء هذه الشعوب، بهدف سلب ثرواتها. القتل والإبادة جزء أصيل من الثقافة الغربية، لذلك تقيم بعض دول الغرب المتاحف لجماجم ضحاياها من أبناء شعوب القارات الاخرى؟!.
لكل ما سلف لا نستغرب هذا الانحياز الغربي للجزار الإسرائيلي، في حرب والابادة التي يشنها ضد أبناء فلسطين، فهو انحياز إلى تاريخه وقناعته وثقافته، فإذا أضفنا إلى ذلك أن إسرائيل هي صنيعة الغرب، لتكون قاعدته المتقدمة في بلادنا، لإبقائها ضعيفة ممزقة، عند إذن تنتهي كل أسباب الاستغراب، من موقف الغرب الداعم للعدوان الإسرائيلي، بل زخم ممن يبحثون عن الحل لقضايانا عند من يصنعها..!.
الرأي

نيسان ـ نشر في 2024-01-18 الساعة 07:54


رأي: بلال حسن التل كاتب صحافي

الكلمات الأكثر بحثاً