اتصل بنا
 

سيناريوهات نتنياهو ماذا تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية؟

نيسان ـ نشر في 2024-01-23 الساعة 13:11

نيسان ـ الحرب على غزة أصبح لها محدد اصطلاحى، إذا فهمنا تلك التحليلات التى تتسارع عبر مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية الأمريكية الأوروبية، وكشفت حالات الحرد، والتمرد والعنجهية، والتعنت السياسى المتطرف الذى يتشدق به السفاح نتنياهو، ما أوقف كل التوقعات حول انفراجة سياسية دبلوماسية، ربما كانت حركة حماس، بذكاء وتكتيك مرحلى، واضحة برفض كل ما يحدث خارج ساحة الحرب فى غزة، مشترطة إيقاف الحرب وانسحاب جيش الحرب الإسرائيلى الصهيونى «الكابينت»، لبدء أى مفاوضات تتعلق بالأسرى أو الحلول السياسية أو إعمار غزة.
الرئيس الأمريكى، بعد مكالمته مع السفاح نتنياهو، وضع نفسه وإدارته فى موقف متأزم داخليًا وخارجيًا، وأيضًا مع الحلفاء الذين تعتمد عليهم الولايات المتحدة الأمريكية فى قرارات استمرار دعمها الحرب على قطاع غزة، بحجة التخلص من وجود حماس، وهذا مطلب الحرب الموازى، الحقائق أن التطرف الإسرائيلى التوراتى دخل حربًا نازية لم تشاهدها المنطقة منذ سنوات، مجازر يومية وتشريد وتهجير وإبادة جماعية بالعدوان والتجويع ومنع دخول المساعدات والعلاج والغذاء والوقود.
بدقة المرحلة، وجد الباحث الفرنسى «فرانشيسكا دى فيلاس موندو»، الذى كتب فى Médias Presse Info، أن الخطوات الاستباقية لمواجهة ما يخطط فى إسرائيل قائمة على نظرية أن: «الصراع الإسرائيلى الفلسطينى يقف على حد: دولتين من أجل السلام، وأن جو بايدن وبنيامين نتنياهو يلتقيان، يقصد فى الحرب على غزة، بعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، إلى ما لا نهاية، وتستمر المذبحة فى غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى، السفاح، يظل معارضًا فرضية الدولة الفلسطينية».
«دى فيلاس موندو» يردد تحليلات متباينة تدّعى أن دولة الاحتلال، إسرائيل، تشير إلى أن: «المرحلة الشديدة التوتر فى شمال غزة قد انتهت، لكن هذا لا يزال سرابًا».
هناك شىء يتحرك فى إسرائيل، على الرغم من أنه لا يمكن وضع توقعات موثوقة حول ما سيحدث فى مستقبل الحرب، مرجعية ذلك جاءت على لسان وزير الدفاع الصهيونى جالانت، معلنًا أن المرحلة شديدة القسوة والإبادة قد انتهت فى شمال غزة وستنتهى قريبًا فى خان يونس، إعلان مصحوب، بشكل مخادع، بسحب جزء من القوات الصهيونية لجيش الحرب المنتشرة فى فرق القوات الإسرائيلية حول وداخل غزة.
ويعزز الباحث الفرنسى التحليل بالإشارة إلى أنه: «فى الوقت الحالى، يبدو وقف إطلاق النار فى قطاع غزة مجرد سراب، فى حين تستمر صواريخ حماس فى إطلاقها على إسرائيل، ولا يزال الهجوم الإسرائيلى على قدم وساق، وفى هذه الأثناء يشتعل الشرق من البحر الأحمر إلى إيران، ومن سوريا إلى باكستان.
تضليل الإعلام الغربى، «فاينانشيال تايمز»، مثال يثير الآمال فى إنهاء الأعمال الدعائية، وحسب الصحيفة البريطانية، تعمل الدول العربية، وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية، حسب المصادر، على «مبادرة» تهدف إلى ضمان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا فى أيدى حماس.
يستند «دى فيلاس موندو»، على شواهد الحراك السياسى الأمريكى والغربى والمبادرات التى يتم تبادلها، ويقول: ستكون هذه المبادرة السعودية خطوة تشكل جزءًا من خطة أوسع يمكن أن تعرض على إسرائيل تطبيع العلاقات مع العالم العربى، بشرط موافقة الدولة اليهودية على اتخاذ خطوات «لا رجعة فيها» نحو إنشاء دولة فلسطينية.
خطوات «لا رجعة فيها»
عبارة ترددت كثيرًا بعد مكالمة بايدن- نتنياهو، تنص على «اتخاذ خطوات (لا رجعة فيها) نحو إنشاء دولة فلسطينية»، غيرت مزاج المنطقة، الأمر الذى جعل الدول العربية والإقليم تعمد إلى إثارة المزيد من الأضواء على مبادرة تخلص وتهدف لتأمين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بشرط موافقة دولة الاحتلال اليهودية على إنشاء دولة فلسطينية، والتكهنات أن هناك من ناقش من المسئولين العرب، الذين يأملون فى تقديم الخطة رسميًا فى غضون أسابيع، وهى الخطة التى ستُعرض بالفعل مع الإدارة الأمريكية والحكومات الأوروبية، التى من المتوقع أن تعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية أو تدعم العضوية الفلسطينية الكاملة فى الأمم المتحدة.
السفاح رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو يستبق الأحداث، يزداد فى التطرف ويعلن، مهزومًا، أنه ضد إنشاء دولة فلسطينية، بل وعرّف نفسه بأنه «فخور» لأنه منع قيام الدولة الفلسطينية.
بالعودة إلى موقف Médias Presse Info، الباحث الفرنسى، يلفت: لقد تم التأكيد على «لا»، خلال لقاءات نتنياهو السفاح، أمس، على الرغم من أن الولايات المتحدة أوضحت مرارًا وتكرارًا أن حماس لا يمكن القضاء عليها بالسبل العسكرية وحدها، وأن عدم الاعتراف بها من شأنه أن يؤدى إلى توترات دائمة.
وفى هذا السياق، ظهرت عدة مرتكزات يدور حولها مستقبل المنطقة، مسألة إيقاف الحرب على غزة، بما فى ذلك التفاوض مع حركة حماس والمقاومة فى غزة، وفق:
■ أولًا:
تجاهل تعليقات نتنياهو القائلة: «لقد توقفت عن محاولة فرض واقع كان من شأنه أن يقوض أمن إسرائيل»، مؤكدًا أن الأجواء متوترة بين الحليفين، ما أثار رد فعل من البيت الأبيض، الذى أكد بدلًا من ذلك قناعة الدولتين بأنها أفضل حل.
ثانيًا:
المناورة، عبر التفاوض حول ما أعلنت حماس، أيضًا، عن معارضتها الكاملة لحل الدولتين.
■ ثالثًا:
يتواصل العمل على السؤال الأساسى، منذ بدء الحرب العدوانية على قطاع غزة: ما مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب؟؛ ذلك أنه ووفقًا لما ذكرته محطة سكاى نيوز عربية، فإن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل والدول العربية حتى تتمكن السلطة الوطنية الفلسطينية من حكم قطاع غزة بعد الصراع، مع إدارة مدنية فى البداية معززة بالشرطة فقط.
■ رابعًا:
الولايات المتحدة والدول العربية والمجموعة الأوروبية تسعى، إضافة إلى الإدارة الأمريكية، لإقناع دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى بإنهاء الصراع، والحرب العدوانية على سكان غزة، فى أسرع وقت ممكن، لمنع «إسرائيل» من فقدان الدعم الشعبى الدولى بشكل كامل.
■ خامسًا:
المبادرة العربية- السعودية، أو ما تضمن الاقتراح بشأن مستقبل غزة، يعمد إلى «تشكيل أجهزة أمنية فلسطينية، باستثناء مشاركة حماس وأى تنظيمات مسلحة تعارض حل الدولتين».
■ سادسًا:
فى مؤشر الحديث عن الضمانات الأمنية، تضع المبادرة أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على وجود قوات تداخل عربية ودولية بين قطاع غزة وإسرائيل، وبين قطاع غزة والحدود المصرية.
■ سابعًا:
مبررات المحددات السياسية للمبادرة تقوم على ملاحظة سياسية استراتيجية، ذلك أنه وفى مواجهة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة تريد إدارة الرئيس بايدن تجنب تشويه السمعة، أو التراجع السياسى بأى ثمن بسبب الهزيمة الأوكرانية التى ستكلف مئات الآلاف من الرجال ومليارات الدولارات، ومذبحة سكان غزة على يد حليفتها الإسرائيلية.
وضع حل الدولتين على الطريق
فى سياق متصل، لا يمكن فهم تصريحات وزيرة الخارجية البلجيكية، «حجة لحبيب»، عن خطوات قادمة تطبخ على نار مذابح غزة، بأن هناك خطرًا كبيرًا لتصاعد الوضع فى المنطقة، وما نراه فى الضفة الغربية مقلق للغاية وسنرتب قريبًا مؤتمرًا للسلام لوضع حل الدولتين على الطريق الصحيح.
عودة إلى القمة الثلاثية
بين ساحات الحدث سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا، تلعب الدبلوماسية والخبرة القيادية العربية لدول جوار فلسطين المحتلة مكانتها ودورها الإقليمى، وبالعودة إلى قمة العقبة الثلاثية، بدعوة من ملك الأردن عبدالله الثانى، والرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يتضح تفهم دولى، غالبًا أوروبى، عربى، إسلامى مشترك لثوابت ما جرى عليه اتفاق الزعماء، بعد قمة ثلاثية ضمها القصر الملكى فى مدينة العقبة، من دلالات مهمة عكست مدى الجهود المشتركة ونتائجها فى كل مراحل الحرب العدوانية من جيش الحرب الإسرائيلى الصهيونى على سكان قطاع غزة، ما عزز قوة دافعة، سياسية أمنية، تتابع الجهود مع المجتمع الدولى، والمناداة بـ: ضرورة الاستمرار بالضغط لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة، وحماية المدنيين العزل، وفق نتائج أعلنت بعد قمة، دعت إليها المملكة الأردنية الهاشمية فى العقبة، جنوب الأردن، وفى قراءة أولية لبيان القمة الذى أعلنه الديوان الملكى الهاشمى الأردنى، أن الزعماء فى قمتهم، التى خلصت فى ساعات، بحثوا الأوضاع الخطيرة فى غزة، وتشددوا فى توافق الدول المشاركة «الأردن، مصر، السلطة الفلسطينية» على التصدى لأى خطط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وضرورة إدانتها دوليًا والتصدى لها.. ونبهت القمة الثلاثية من أجل غزة على أن الزعماء عززوا المواقف والجهود، من خلال رفضهم الكامل جميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والفصل بين غزة والضفة الغربية اللتين تشكلان امتدادًا للدولة الفلسطينية الواحدة.
كل ذلك عزز موقف المملكة العربية السعودية نحو الحراك القوى، الذى يريد طرح المبادرة ناضجة تعنى باتفاق وحوار جميع الأطراف، وهذا القرار المهم كشف عنه ما قاله وزير الخارجية السعودى، الأمير فيصل بن فرحان، إنه: «لا يمكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية»، حسبما نقل عن شبكة CNN فى مقابلة بُثت أمس الأول الأحد، وما زالت مدار الأحداث الإعلامية عربيًا ودوليًا.
وفى مدار ما بُث عبر CNN، وردًا على سؤال عما إذا كان لا يمكن أن تكون هناك علاقات طبيعية دون طريق يؤدى إلى دولة فلسطينية ذات مصداقية ولا رجعة فيها، قال الأمير فيصل بن فرحان لمحاوره الإعلامى الأمريكى فريد زكريا: «هذه هى الطريقة الوحيدة التى سنحصل بها على الفائدة. لذا، نعم، لأننا بحاجة إلى الاستقرار، ولن يأتى الاستقرار إلا من خلال حل القضية الفلسطينية».
اجتماع عربى مع ممثل الاتحاد الأوروبى
ما يُنتظر، كيف يتعامل السفاح نتنياهو مع أثر وتأثير ونتائج اجتماع وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية وأمين عام جامعة الدول العربية مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى وعدد من وزراء خارجية الدول أعضاء الاتحاد، الذى يضع على طاولة، بالتعاون والرؤية الاستراتيجية الأمريكية، ملفات الصراع فى المنطقة، عدا عن ملف القضية الفلسطينية والملف الخاص بالمبادرة التى تريد تبنيها المملكة العربية السعودية، فى هذه المرحلة من الحرب التى دخلت طور الإبادة الجماعية، الاجتماع يقدم مؤشرات تسهم فى التحرك الأوروبى المتأخر.
عمليًا: للتشاور حول تطورات الأزمة فى غزة، ومستقبل القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى جهود احتواء التصعيد الإقليمى فى المنطقة، نظرًا لتأزم ساحات المواجهة.
الصورة تحت المجهر
ليس من الظاهر، مرحليًا، ما قد ينشأ فى القريب العاجل من التطورات المتسارعة وفق اختلال ما بات يطلق عليه بـ«أجندة نتنياهو الإسرائيلية المتطرفة»، التى يذهب ضحيتها المزيد من الشهداء من سكان قطاع غزة.
والصورة تحت المجهر:
إن الأجندة التى يحفظ أسرارها السفاح نتنياهو، زادت من القلق الظاهرى من الإدارة الأمريكية، ودول أوروبا والأمم المتحدة، وأيضًا، جعلت دول المنطقة والإقليم، خاصة الأردن ومصر والخليج العربى وتركيا، تتحرك، ربما بعجز، لكى تضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى لوقف الحرب والإبادة الجماعية، فى وقت تتسارع فيه المخاوف من تصعيد خطير يلوح فى المناطق الشمالية على الحدود مع لبنان ومواقع حزب الله، التى تشغل قوات جيش الحرب الإسرائيلى، بالتزامن مع مسارات وجميع مراحل الحرب بين حركة حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية، التى تقاوم فى القطاع سياسة التهجير والإبادة والتجويع على كل سكان غزة.
وعمليًا، تقول مصادر حزب الله والدولة اللبنانية إن رضا الإدارة الأمريكية وأوروبا عن سياسة الدعم والمهادنة والخداع لصالح حرب جيش الكابينت، يدعو حزب الله إلى توقعات مرتقبة تحرك بوصلة الحرب نحو جنوب لبنان، وربما بيروت وصولًا إلى الحدود اللبنانية السورية، وإن سيناريو التطرف الإسرائيلى يصل إلى ما هو أسوأ، سواء فى غزة أو فى لبنان، والتحليل يدل على أن الترقب له أسراره الجيوسياسية التى تشغل جيش الحرب الإسرائيلى الصهيونى عن توتر الداخل فى قطاع غزة، لفتح جبهة تهدف إلى جعل الولايات المتحدة الأمريكية تعيد تحديد استراتيجيتنا لحلول أزمات المنطقة والضغط على حركة المقاومة الفلسطينية وصولًا إلى حل السلطة الوطنية الفلسطينية، وخلط الأوراق، مع وجود عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات المجتمع الدولى الإنسانية والأمنية والإغاثية.

نيسان ـ نشر في 2024-01-23 الساعة 13:11


رأي: حسين دعسة

الكلمات الأكثر بحثاً