اتصل بنا
 

رياح سموم المخدرات والسلاح القادمة من سورية تغطي أجواء الأردن العسكرية والدبلوماسية والياسمين الشامي يلطفها

نيسان ـ نشر في 2024-01-28 الساعة 21:21

رياح سموم المخدرات والسلاح القادمة من
نيسان ـ كتب : عبد الله اليماني
جراء ازدياد عمليات تهريب المخدرات والسلاح من سورية الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية ، يحدث تبادل انزعاج في كلا البلدين الأردن وسورية . وظهر ذلك جليا خلال اللقاء الذي دعا إلية القائم بأعمال السفير السوري في عمان السفير عصام نيال : حيث كشف انزعاج الدولة السورية ، من قيام الأردن بضرب ، عدد من الأراضي السورية ، بذريعة استمرار تعرضه ، إلى عمليات تهريب المخدرات والسلاح إلى أراضيه .
وقد نقل السفير عصام : انزعاج سورية عبر ، رسائل دبلوماسية سياسيه هادئة ، أرسلها إلى الأردن ، وهي رسائل عتاب رقيقه محملة بالود، مضمونها رسائل عسكرية وأمنية ، ودبلوماسية ، بين فيها أن بلاده قامت بإرسال ( خمس ) ، رسائل عسكرية وأمنية إلى الأردن ، ورسالة سياسية إلى وزير الخارجية ( ألصفدي ) ، ولم يتم الاستجابة لها والرد عليها .
جاء ذلك أثناء حديث السفير: مع نخبة ( شخصيات حزبية ونقابية وإعلامية وصحافية ) ، وهي رسائل رقيقه غير منفعلة ، هادئة لا تعبر عن ( انبعاث رائحة المخدرات والسلاح ) ، نتيجة عمليات تهريبا م ن سورية وإدخالها إلى الأردن . رسائل تحمل في طياتها عطر الياسمين الشامي ، الذي يعمل على تلطيف الأجواء المشحونة برائحته العطرية .
رسائل بعيده كل البعد عن ظاهرة إطلاق التهديد والوعيد، وتبادل التوتر العسكري والدبلوماسي بين البلدين . وهي رسائل موجه من قبل مركز القرار السوري إلى نظرائهم الأردنيين .
رسائل تؤكد أن سورية ، تتعرض إلى حملة عسكرية أردنية، من دون تنسيق مسبق مع الجانب السوري، وسابق إنذار .يرافقها شن حملة إعلامية أردنية ، تؤشر بكل وضوح إلى اتهام سورية ، بأنها غير جادة ، في مواجهة تهريب المخدرات والسلاح إلى الأراضي الأردنية .
والرسائل السورية ، تكشف حرصها على مواجهة مهربي المخدرات ، وتجار السلاح ، وأنها على استعداد تام ، لبذل أية جهود لمنع ، واو تحد من دخول المخدرات ، والسلاح إلى الأردن .
وتحمل في طياتها سعي سورية، نحو إزالة اية عوائق ، وشوائب قد تعيق ( مسيرة العلاقات الثنائية السورية الأردنية ) . رسائل توضح بشكل لا لبس فيه أن ( أبواب وقلوب وأيادي ) الأخوة في سورية مفتوحة . ولا تحمل اية دعوة إلى التهديد والتصعيد أو الوعيد ، أو تؤدي في نهاية المطاف إلى ( القطيعة ) .فالعلاقات الأردنية السورية ، كانت ولا زالت مبنية ، كما يصفها السفير السوري: عنوانها ( الاحترام المتبادل ) ، وهي علاقات ( بلدين جارين ) ، تربطهما صلات الأخوة والقربى الاجتماعية . و(كلاهما مكملين لبعضهما البعض ، وهما بأمس الحاجة لها ) .
والذي لم يقله سعادة السفير : في لقائه مع عدد من الشخصيات الأردنية الحزبية والسياسية والصحافية والإعلامية .
قاله السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد : خلال مقابلة أجرته معه قناة ( سكاي نيوز) ، حول مسألة عبور المخدرات من سوريه إلى الأردن، إن ( تجارة المخدرات ) كعبور وكاستيطان هي ( موجودة لم تتوقف دائمًا ) ، وهذه حقيقة.
ولكن عندما تكون هناك ( حرب وضعف للدولة ) ، فلابد أن ( تزدهر هذه التجارة) ، وهذا ( شيء طبيعي ) .
وحمل الرئيس الأسد : خلال مقابلتة التي بثت في 9 من آب 2023 م ، أن مسؤولية تهريب المخدرات والسلاح ، إلى الدول التي أسهمت بخلق ، ( الفوضى في سورية ) ، وليست ( الدولة السورية) .
ومن جانبه قال : الملك عبد الله الثاني ، في أيلول من العام الماضي ، إنه غير ( متأكد ) ، مما إذا كان ( الرئيس الأسد ) ، هو المسؤول الكامل عن البلاد ، في ضوء المشكلة الكبرى ، المتمثلة بتهريب المخدرات ، والأسلحة إلى الأردن.
وأن ( الرئيس بشار ) لا يريد أن يحدث ذلك، ولا يريد صراعًا مع الأردن، لا ( أعرف مدى سيطرته) .
وبحث وزير الخارجية ( ألصفدي ) ، خلال زيارته إلى سورية ، مع سيادة الرئيس الأسد ، الخطر الذي يمثّله ، ( تهريب المخدّرات والسلاح من سورية إلى الأردن ) ، على ضرورة التعاون لمواجهته.
وخلال زيارتة التقى ( ألصفدي) نظيره فيصل المقداد. ونتج عن هذه الزيارة ( الاتّفاق بين الوزيرين ) على ( تشكيل لجنة مشتركة لمكافحة تهريب المخدرات) .
وهنا يقول السفير : أود إيضاح الحقيقة الغائبة عن الأردنيين ، فيما يقال ويكتب ، في وسائل الأعلام والتواصل الاجتماعي ، أن ( سورية لا تتعاون مع الأردن ) ، في مكافحة تجارة المخدرات والسلاح .
ويضيف السفير : تقوم السفارة السورية في عمان، في تزويد الخارجية الأردنية ، بأسماء تجار المخدرات المقبوض عليهم ، وكميات المخدرات والسلاح المضبوطة في نهاية كل شهر . وبنظرنا هذا يعتبر جهدا كبيرا تبذله سورية في مكافحة المخدرات.
ووجهة النظر الأردنية تعني انه غير ، مقتنع في الإجراءات ، الضعيفة التي تتخذها سورية ، والتي لاتسمن ولا تعني ، عن وقف نشاط ، تجار مهربي المخدرات ، وتجار السلاح ، وتعمل على وقف استهداف الأراضي الأردنية ، من هنا يقوم الأردن ، بشن غاراته العسكرية ، على الأراضي السورية. ويساند الأردن ، بعض الدول العربية المتضررة من هذا الملف .
وقد جرى بحث هذا الملف في اجتماع ، وزراء خارجية ، ( مصر ، العراق ، السعودية ، الأردن ، لبنان، وسورية) ، الذي عقد اجتماعه اليتيم في آب 2023م. وهدفه تطبيق ( المبادرة الأردنية) ، المتضمنة (حل مشكلة المخدرات). القادمة من سورية إلى الأردن.
كونها ظاهرة في ازدياد المخدرات مستمر .وتم بحث التعاون المشترك في مواجهة ( خطر المخدرات ومصادر إنتاجها وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات التهريب عبر الحدود نحو( الأردن ) . ويصر الأردن على أن سورية ، لا تمتلك زمام أمور سيطرتها على أراضيها . لان هناك أراضي تحت السيطرة الأمريكية والكردية والتركية والإيرانية وحزب الله.
ومن هنا الأردن ، يتعامل الأردن بحزم مع عصابات تجارة المخدرات والسلاح ، القادمين إلية من سورية ، ومن ضمنهم ( عصابات سورية ) بغض الطرف عن الذي يدعمها ، وهناك مليشيات مدعومة من( إيران ) ، موجودة في سورية ، و( حزب الله اللبناني) . وجميعهم معرفون لدى سورية ، وحتى السكان السوريين في المناطق التي تتواجد فيها ( مصانع المخدرات والتجار ) .
فمن غير المعقول والمقبول ، أن الجيش العربي السوري ورجال قوى الأمن السوري الأبطال ، لا يعرفون كل كبيرة وصغيرة ، عما يجري في سورية . فلا احد يصدق أنهم لا يعلمون ، ما يجري على الأراضي السورية وخارجها .
وهم الذين خاضوا معارك مصيرية ، طيلة سنوات المؤامرة ، التي تعرضت لها سورية ، وخرجت منها منتصرة . فهؤلاء دولة داخل الدولة السورية ، وهذا يعني أن وجودهم معروف لديهم .وهم الذين يتحركون بكل سهولة ويسر على الأراضي السورية .ويقدر الأردن أن لا سلطان للدولة السورية ، إلا على المناطق الواقعة تحت سيطرتها . من هنا يتواصل تهديد ( أمن واستقرار ) الأردن .
وطالما استمر، انتشار غبار زوابع ، حركة ( تهريب المخدرات والسلاح) ، قادمة من الأجواء السورية يبقى تهديد الأردن مستمرا .
من هنا يرى الأردن أن الأخوة في سورية ، غير جادين وقادرين ومتمكنين ، من السيطرة على الضالعين من ( حيتان التصنيع والتهريب المخدرات والسلاح ) في أراضيهم ، حيث يتم تحت سمعهم وبصرهم ( تدريب وتأهيل عصابات المهربين) ، ويقوم الأردن بضبط الشحنات، العابرة للحدود باستمرار.
وان ما يتم تزويد الأردن فيه ، من أسماء ألقى القبض ، عليهم في الداخل السوري لا يمثل شيئا .
والأخوة في سورية يعلمون ، علم اليقين من هم ، ( حيتان تهريب المخدرات والسلاح ) ، ومن يقف معهم ويدعمهم في سورية ، وآماكن تواجدهم ، وأسماؤهم ، والجهات الداخلية والخارجية التي تعمل معهم وتساندهم.
ويوضح سعادة السفير بقولة : إلى أن الناجين من ( المهربين وتجار المخدرات والسلاح يهربون سالمين ) ، ولو كان هناك تنسيق لكنا( القينا عليهم القبض) ، قبل أن يفروا من القصف وبعده .
حيث يغادرون الأماكن ، تاركين السكان ضحايا لنشاطهم الإجرامي ، وان نجاتهم وسلامتهم في مناطق ( تصنيع وتهريب المخدرات ) . تشكل خطرا على بلدينا . ومن هنا نؤكد ، على استمرارية التعاون لأنه من مصلحة بلدينا. ولذا نشدد على وجود التعاون ، والتنسيق فيما بين بلدينا .
وبين سعادة السفير: أن مادة المخدرات ( الكريستال ) ، تأتي من الشمال السوري ، وهي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد .
+ لماذا تشكلت اللجنة الأردنية السورية وعقدت اجتماعها الأول ؟
لقد جاء تشكيل اللجنة على اثر التقاء ، وزير الخارجية ألصفدي، بمسؤولين سوريين في دمشق، وناقشوا العديد من القضايا ، التي تهم البلدين ، وأولاها ( تهريب المخدرات والسلاح ) . ومن نتيجتها عقد قادة الجيش والاستخبارات في البلدين اجتماعهم . في الأول من أيار العام الماضي في عمان ، وفيه شكلت لجنه أردنية سورية مشتركة مكونه من ، ( رئيس هيئة الأركان المشتركة ) اللواء الركن يوسف الحنيطي، و( مدير المخابرات العامة ) اللواء أحمد حسني، ومن ( الجانب السوري( نائب القائد العام ووزير الدفاع ) العماد علي محمود عباس، و( مدير المخابرات العامة ) اللواء حسام لوقا.
وخلالها وضع الأردن ، في الغرفة المغلقة ، ( ملفا كبيرا ) على طاولة الاجتماع ، أمام المسؤولين السوريين ، يتضمن ( عمليات تهريب المخدرات والسلاح ) ، من الأراضي السورية ، إلى الأراضي الأردنية . حيث يعتبر ( ملف المخدرات والسلاح ) ، تهديدا لأمن واستقرار الأردن ، وهو يشكل تحديا للجيش الأردني واستنفارا له ، وقلقا أمنيا أردنيا.
وكشف وزير الخارجية ألصفدي ، أن من بين ( ثلاث عمليات تهريب من سوريا تنجح واحدة) . فلهذا سورية جهودها لم تثمر جهودها في منع وصول المخدرات نحو الأردن.
وهذه هي القضية الجوهرية التي ناقشتها اللجنة ، في هذا الاجتماع ( اليتيم ) ، كما يقول سعادة السفير.ويضيف : هدف تشكيل اللجنة المشتركة ، وضع تصور من قبل البلدين ( لمواجهة خطر السلاح وتهريب المخدرات ، ومصادر إنتاجها وأماكن تهريبها. والجهات السورية والعربية والدولية، التي تنظمها وتديرها وتقوم في تنفيذها ، وتزودهم بالمخدرات ) . ومواجهة هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها. وتهريبها إلى الحدود الأردنية.
وحرص البلدين على ( سرعة تبادل المعلومات ، والاتصالات السلكية واللاسلكية )، والعمل على ( موافاة الجانب السوري بأسماء الموقوفين السوريين لدى الأردن ، وهذا الاجتماع هو الوحيد الذي جرى بين الجانبين الأردني والسوري ، ولم يتبعه أي لقاء آخر .
وبين السفير : أن كل العمليات العسكرية الأردنية ، التي تعرضت لها الأراضي السورية ، كانت من دون تنسيق بين البلدين .
و من بعد هذا اللقاء وملفه الضخم الذي وضعه الأردن على طاولة البحث والتنفيذ ، وعدم قيام سورية باتخاذ إجراءات فورية على ارض الواقع ، أبدى الأردن انزعاجه ، من عدم إيفاء الجانب السوري، بالتزاماته العسكرية والأمنية ، لحفظ سلامة ، ( امن الحدود السورية الأردنية ) ، ( المحمية أردنيا ) .
ورغم ذلك لم يوجه الأردن أصابع الاتهام إلى سورية في ( صناعة وتجارة وتهريب المخدرات والسلاح ) إلية، وإنما وجهها إلى مجموعات إرهابية تتواجد في سورية ، منها ما هو موالي لـ ( إيران ) في الدرجة الأولى . والسوريين المتعاونين معهم ، فهذا عائد لتردي الأوضاع الاقتصادية في سورية. نظرا لقيام أميركا بفرض قانون قيصر على سوريه.
ومن المحزن أن ما تم بحثه ، وعرضه وطلب تنفيذه بقي ( حبرا على ورق ) لم يفض ، إلى ( اتخاذ إجراءات ملموسة ) ، على أرض الواقع ، وعلى العكس فقد أخذت عمليات التهريب منحى تصاعدي لتصل إلى حد تهريب الأسلحة الثقيلة والمتفجرات. فزاد ( تهريب المخدرات والسلاح إلى الأردن والدول العربية ) .
وبدأ ( حيتان تهريب المخدرات والسلاح ) في الضغط على الأردن بإدخال وسائل جديدة منها ( استخدام الطائرات المُسيّرة ، الدرون ) ، في ( تهريب المخدرات والسلاح والمواد المتفجرة ) من خلالها ونقلها من سورية إلى الأردن .
ويوضح السفير : أن هدف تشكيل اللجنة المشتركة هو ( سرعة تبادل المعلومات ،والاتصالات السلكية واللاسلكية )، لمواجهة ( خطر المخدرات ومصادر إنتاجه وتهريبه، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريبه ) ، عبر الحدود إلى الأردن، و( موافاة الجانب السوري ، بأسماء الموقوفين السوريين ، لدى الأردن ومعرفة الجهات، التي تزودهم بالمخدرات ) .
ويعلم الأخوة في سورية ، أن الملك عبد الله الثاني ، زار الحدود الأردنية السورية ، مرات عديدة ، وجه جلالته خلالها رسائل ، تتضمن إصرار الجيش ، ( القوات المسلحة الأردنية ) ، على مواجهة تجار المخدرات والسلاح العابر للحدود.
ويقول السفير : أن كل العمليات العسكرية الأردنية التي تعرضت لها الأراضي السورية تمت من دون تنسيق بين البلدين . وإعلام الجهات السورية المختصة . وكـأن لسان السفير يقول : كيف تتعامل سورية مع الأردن ، وهي غائبة عن إجراءاته العسكرية؟
ومع ذلك نحن نتفهم حالة القلق الأردني ، من تزايد عمليات التهريب إلى أراضية ، وهذه الآفة تشكل لنا قلقا كبيرا ونقوم بمحاربتها.
وكشف السفير : أن هناك بعض المناطق لا سيطرة سورية عليها ، منها الكنف والسويداء ودرعا ، ومثلث الحدود الأردنية السورية . والموجودين في التنف شلة ( زعران ) يطلقون على أنفسهم مغاوير الثورة. وأننا على ( استعداد تام ) لتسيير دوريات عسكرية وأمنية، مشتركة على الحدود ، وتنفيذ اية فكرة لضبط الحدود . ومثلما المصلحة أردنية هي سورية ، ونحن جاهزون للتعاون والتنسيق المشترك ، فيما بيننا ، وهذا قدرنا فالعدو يستهدف الجميع .
وأننا بظل الظروف المعروفة لدى الجميع مطالبون في تجاوز ظهور اية ، مشاكل تعيق تطوير العلاقات الثنائية بيننا . خاصة وانه ويربط بلدين ، روابط عشائرية وتجارية ، وان تهريب المخدرات مضرة لنا جميعا .
والخلاصة من رسائل السفير عصام نيال : أنها ترتكز على خدمة البلدين والشعبين الشقيقين، وتحمل المحبة الكبيرة ، من الشعب السوري ، وأن امن واستقرار الأردن يهم سورية ، مثلما يهم الأردن امن واستقرار سورية. والدور الأردني نحو عودة سورية إلى البيت العربي ( ألجامعه العربية ) مقدر سوريا . وكذلك احتضان الأردن لآلاف السوريين ، حيث يلقون كل رعاية وعناية واهتمام .
ويعني وجوده هنا هو دعوة سورية ، كلما اقتربتم خطوة نحونا ، هرولنا نحوكم خطوات . وان من يعتدي على امن وسلامة بلدينا وشعبينا ، سنتصدى له ولا يستطيع احد أن يسيء للعلاقات السورية الأردنية ، وسنتجاهل كل المعيقات والمحبطات .
ومستمرون وحريصون على طريق التنسيق ، والتعاون بين بلدينا ، في شتى المجالات، مثمنين مواقف الأردن ، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تجاه سورية وحرص جلالته على وحدة سورية ، بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ، وعلى تماسك الشعب وسلامة أراضينا .
وبعد حديث السفير : من القلب إلى القلب ، لا يوجد هناك ما يمنع أو يعيق أي تعاون بين البلدين . خاصة وان سورية تحملت خلال سنوات الحرب المدمرة ، والتي فرضت عليها ، وما زالت تتحمل نتائجها الكارثية . أكثر مما تتحمله اليوم ، جراء وجود صناعة وتجارة ومهربي وتجار المخدرات على أراضيها .فهناك ( سوريين ومليشيات مدعومة من إيران وحزب الله اللبناني) .
وتتواجد العصابات في قرى جنوبي وشرقي السويداء، وبينهم ( رجال الكرامة) ، وهي اكبر الفصائل العسكرية في السويداء، لقربها من الحدود الأردنية، ومن أبرزها ( الشعاب، وملح، وعرمان) ، وصلخد التي يوجد فيها عصابة السعدي ، وهي أبرز عصابات تهريب المخدرات في الريف الجنوبي للسويداء.
وكذا بلدتي الأكيدر ونصيب جنوب شرقي درعا ، على الحدود السورية الأردنية. والسويداء في جنوب سوريا ، قرب الحدود المشتركة الأردنية السورية العراقية .
وهناك معلومات صحافية تشير ، إلى أنّ سورية تنتج( 80% ) من إنتاج ، مخدرات ( الكبتاجون العالمي ) . بالتعاون مع ( حزب الله ) اللبناني، ويهرب إلى الأردن عبر الحدود الأردنية السورية ، وتستهدِف أسواق الخليج العربي، وعبر ميناء اللاذقية للسوق الأوروبي.
ويوجد في سورية ( أحد عشر مصنعا ) رئيسا. و ( 80 ) معملًا في منطقة درعا، توفِر دخلًا سنويا يقدر من( 5.6 ) من مليارات الدولارات. وهي منتشرة في عموم المحافظات السورية، ك ( السويداء ، وحلب والمناطق الساحلية.
إن أهم ما ( يقلق الأردن ) إلى جانب ( تهريب المخدرات والسلاح ) ، هو الوجود ( الإيراني ) ، في الجنوب السوري ، وهذا حل بعد انسحاب روسية ، من الجنوب السوري ، وانشغالها في الحرب الأوكرانيّة، من هنا جاء التمدد الإيراني في هذه المناطق الحدودية . حيث قامت ( إيران ) بنشر مليشيات ( الفاطميين ) التابعين لها، وهم من الجنسية الأفغانية، وعددهم يتجاوز( 10 ) عشرة آلاف مقاتل ، وتم تدريبهم في القواعد الإيرانية في سورية ، منها (قاعدة الإمام علي ) في ( البو كمال)، وقاعدة الإمام ( الاشتر في درعا).
ويرتدون ( لباس الجيش السوري النظامي) ، وينتشرون على طول الحدود الأردنية السورية. ووجودهم حول الحدود ساحة حرب متوترة، ومسرحا للاشتباكات بين ( حرس الحدود الأردنية ) ، وعصابات مهربي المخدرات والسلاح . حيث يعملون بتوجيه من إيران ، على زعزعة امن واستقرار الأردن.
إن قضية تهريب المخدرات والسلاح ، من سورية هي قضية كبيرة ، والعصابات العاملة فيها عصابات ( سورية ودولية) ، ويستغلون كل ثغرة موجودة في ، الحدود الأردنية السورية ، من ( درعا غربا حتى المثلث الحدودي الأردني السوري العراقي شرقا ) . التي يتجاوز طولها أكثر من( 375 ) كيلو مترا.
وإذا لم يحل هذا الملف برمته ، وتقوم الدولة السورية في منع إيران من تهديد امن واستقرار الأردن أتوقع استمرارية تراشق البلدين في البيانات والقصف العسكري سيد الموقف. ( لا مبرر لمثل هذه العمليات داخل الأراضي السورية) . وان ( تهريب المخدرات والسلاح يمثل ( خطرا يهدد الأمن والاستقرار الوطني الأردني ) .

نيسان ـ نشر في 2024-01-28 الساعة 21:21


رأي: عبدالله اليماني

الكلمات الأكثر بحثاً