صفقة أميركا على الحمار الأعرج
نيسان ـ نشر في 2024-01-29 الساعة 10:21
نيسان ـ هل كانت أميركا تمسك بخيوط اللعبة الدولية في الشرق الأوسط قبل إقدامها على تنفيذ صفقة القرن، وهل كانت أدواتها مستعدة للقيام بهذه المهمة، وهل تستطيع سوق حميرها العرجاء من الخلف "حسب استراتيجيتها" وتحقق أهدافها بفعالية، وهل العصا الغليظة تكفي لجعلها تُقدِم على تحقيق أهداف أميركا؟!
أدمنت أميركا بعد الحرب العالمية الثانية اللجوء إلى القوة و البطش العسكري، للحصول على حصة في ثروات العالم الواقع تحت الاستعمار الغربي، لأنها عاجزة عن فرض نفسها على الدول المستهدفة، بسبب تأخرها كثيراً في دخول الشرق الأوسط وبناء الأنظمة والعملاء وإنشاء مؤسسات تدير المشهد لها ليخلفوها ويحافظوا على مصالحها في حال انكفائها داخل حدودها، كما فعل الاستعمار الغربي.
صحيح أن أميركا لها أدوات في الشرق الأوسط تحركها للحصول على مكاسب لكنها غير فعالة كما يجب، لأن هناك من كان يعبث بأدواتها في غفلة منها أو رغماً عنها عن طريق عملاء له متجذرين، فقط هم يجارونها خوفاً من بطشها العسكري، ويعملون ضدها لإبقاء نفوذ أسيادهم الأوائل، فأمسك الاستعمار الغربي بموارد البلاد وعبثت بجيوش الدول التي ستستخدمها أميركا في حال أرادت تنفيذ صفقتها، وعندما همت بالتنفيذ فوجئت بالخور الذي تتوفر عليه أدواتها وعلى رأسها الجيش الإسرائيلي، حيث تم تثبيطه بطريقة ذكية!! فلم يمنعوا عن اسرائيل "التسليح" كما فعلوا مع غيرها، لكن عبثوا في استعداد الجيش، ولم يهيكلوه كما فعلوا بجيوش أخرى لكنهم حولوه من جيش مقاتل إلى جهاز أمن داخلي!! ثم عمدوا إلى جيشٌ آخر وأشغلوه بصناعة البسكوت والمشاريع المدنية، ونزعوا منه عقيدته القتالية، وجيش ثالث أفرغوه من مضمونه وقلصوا عدته وعتاده وأبعدوه عن مسرح الأحداث، حتى لا يستطيع خوض معركة لقلة سلاحه، وأفراده..
بهذه الادوات التي أصبحت صدئة، عدا عن أنها ليست خالصة لها لن تستطيع أميركا تنفيذ مخططاتها التي تظن أن الأسلحة وحدها هي السبيل إلى تنفيذها، مع أن غيرها عمل على أشياء كثيرة تضمن تفوقه، كتكوين مليشيات تنتمي للشعوب وتتبنى قضاياها، ووقفت مع الشعوب، في دعم حقوقها حيناً وضد تحررها أحياناً حتى ظن كثير من أفراد الأمة أنها ترعى تحرره ضد البطش الأميركي الذي يستهدف القوة المستعمرة ولكنه فشل في كسب الشعوب إلى جانبه لأنه لم يستطع أن يوازن بين دعم اسرائيل ودعم قضايا الشعوب العربية وقضية فلسطين تحديداً.
أحداث غزة كشفت الكثير للمراقب والمتابع، ومن ضمن ما كشفته أن أميركا فشلت حتى في التأثير على المنظمات الدولية وبالأخص منظمات الأمم المتحدة مع أنها تدفع لها، والسبب الرئيس هو تبنيها السافر لاسرائيل، وهذا هو السبب الذي جعل "ترمب"، عندما تشجع لتنفيذ صفقة القرن يهدد بالخروج من بعض المنظمات الدولية والتخلي عنها لأنها لا تمكّن أميركا من الحصول على ما تريد وهو التفرد في السيطرة على ثروات العالم العربي، في وقت أن هناك من يتفشى فيها ويديرها ويستثمرها لصالحه بصمت وبلا ضجة وبلا قوة عسكرية عابرة للعالم، ويدير معاركه بعدد قليل من الخبراء.. أما الحالة الأميركية فقد فشلت لأنها تقاتل بالقوة العسكرية التي تملكها أو التي يملكها حلفاؤها الخائرون.. فقد تقصف من الجو ولا تملك الأرض وكذلك حليفتها اسراىيل وهما الخاسر على المدى البعيد ومن يمتلك الأرض هو المنتصر..
أدمنت أميركا بعد الحرب العالمية الثانية اللجوء إلى القوة و البطش العسكري، للحصول على حصة في ثروات العالم الواقع تحت الاستعمار الغربي، لأنها عاجزة عن فرض نفسها على الدول المستهدفة، بسبب تأخرها كثيراً في دخول الشرق الأوسط وبناء الأنظمة والعملاء وإنشاء مؤسسات تدير المشهد لها ليخلفوها ويحافظوا على مصالحها في حال انكفائها داخل حدودها، كما فعل الاستعمار الغربي.
صحيح أن أميركا لها أدوات في الشرق الأوسط تحركها للحصول على مكاسب لكنها غير فعالة كما يجب، لأن هناك من كان يعبث بأدواتها في غفلة منها أو رغماً عنها عن طريق عملاء له متجذرين، فقط هم يجارونها خوفاً من بطشها العسكري، ويعملون ضدها لإبقاء نفوذ أسيادهم الأوائل، فأمسك الاستعمار الغربي بموارد البلاد وعبثت بجيوش الدول التي ستستخدمها أميركا في حال أرادت تنفيذ صفقتها، وعندما همت بالتنفيذ فوجئت بالخور الذي تتوفر عليه أدواتها وعلى رأسها الجيش الإسرائيلي، حيث تم تثبيطه بطريقة ذكية!! فلم يمنعوا عن اسرائيل "التسليح" كما فعلوا مع غيرها، لكن عبثوا في استعداد الجيش، ولم يهيكلوه كما فعلوا بجيوش أخرى لكنهم حولوه من جيش مقاتل إلى جهاز أمن داخلي!! ثم عمدوا إلى جيشٌ آخر وأشغلوه بصناعة البسكوت والمشاريع المدنية، ونزعوا منه عقيدته القتالية، وجيش ثالث أفرغوه من مضمونه وقلصوا عدته وعتاده وأبعدوه عن مسرح الأحداث، حتى لا يستطيع خوض معركة لقلة سلاحه، وأفراده..
بهذه الادوات التي أصبحت صدئة، عدا عن أنها ليست خالصة لها لن تستطيع أميركا تنفيذ مخططاتها التي تظن أن الأسلحة وحدها هي السبيل إلى تنفيذها، مع أن غيرها عمل على أشياء كثيرة تضمن تفوقه، كتكوين مليشيات تنتمي للشعوب وتتبنى قضاياها، ووقفت مع الشعوب، في دعم حقوقها حيناً وضد تحررها أحياناً حتى ظن كثير من أفراد الأمة أنها ترعى تحرره ضد البطش الأميركي الذي يستهدف القوة المستعمرة ولكنه فشل في كسب الشعوب إلى جانبه لأنه لم يستطع أن يوازن بين دعم اسرائيل ودعم قضايا الشعوب العربية وقضية فلسطين تحديداً.
أحداث غزة كشفت الكثير للمراقب والمتابع، ومن ضمن ما كشفته أن أميركا فشلت حتى في التأثير على المنظمات الدولية وبالأخص منظمات الأمم المتحدة مع أنها تدفع لها، والسبب الرئيس هو تبنيها السافر لاسرائيل، وهذا هو السبب الذي جعل "ترمب"، عندما تشجع لتنفيذ صفقة القرن يهدد بالخروج من بعض المنظمات الدولية والتخلي عنها لأنها لا تمكّن أميركا من الحصول على ما تريد وهو التفرد في السيطرة على ثروات العالم العربي، في وقت أن هناك من يتفشى فيها ويديرها ويستثمرها لصالحه بصمت وبلا ضجة وبلا قوة عسكرية عابرة للعالم، ويدير معاركه بعدد قليل من الخبراء.. أما الحالة الأميركية فقد فشلت لأنها تقاتل بالقوة العسكرية التي تملكها أو التي يملكها حلفاؤها الخائرون.. فقد تقصف من الجو ولا تملك الأرض وكذلك حليفتها اسراىيل وهما الخاسر على المدى البعيد ومن يمتلك الأرض هو المنتصر..
نيسان ـ نشر في 2024-01-29 الساعة 10:21
رأي: صابر العبادي