اتصل بنا
 

القومية العربية التي يخشاها العالم

كاتب أردني وخبير مياه

نيسان ـ نشر في 2015-11-13 الساعة 22:18

نيسان ـ

لماذا قبل العالم قومية عبد الناصر وحزب البعث العربي الإشتراكي؟

ما هي القومية العربية التي يخشاها العالم وما علاقتها بالإسلام. وهل يخشى العالم الإسلام منفردا؟

ولماذا قبل العالم دولة تركية يحكمها حزب إسلامي الفكر والجذور ولم يقبل وضعية مشابهة في مصر ولا يريد أن يقبل وضعية مماثلة في سوريا.

هل يفقه دهاقنة الشرق والغرب (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) أكثر منا وهل فهمهم هذا هو سبب الحرب على قوى العروبة المسلمة في مصر وسوريا.

لماذا قبل الغرب حكم البعث في سوريا والعراق ثم انقلب على هذا القبول مؤخرا في عراق صدام حسين.

العالم بقواه المسيطرة وليس بشعوبه يرفض فكرة قومية عربية قائمة على الإسلام المستنير المعتدل بل الغرب والشرق يقبلون داعش بكل إجرامها المقززوتطرفها ولا يقبلون الجيش الحر في سوريا ودليلي على ذلك أن إيران مكنت لداعش في العراق وسوريا في ظل صمت عالمي مع وجود قوى اعتدال عروبية في العراق وسوريا لا تزال تصرخ: نحن نريحكم من داعش فقط أنصفونا.

الحرب المجنونة على إسلام ناطق بالضاد ينفخ فيها الخوف من التاريخ وتكراره.

الغرب والشرق يدركون أن الإسلام المعتدل الناطق بالضاد هو بديل فكرهم المادي الرأسمالي المتوحش.

إذن هذا يؤشر لتفوق فكرالعروبة المسلمةوأول من أسس لهذا الفكر هو العبقري عمر بن الخطاب حين قال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام.

ولكن الإسلام يرفض تفوق إثنية على أخرى مع إبقاء التفوق للعروبة ولغتها لسانا جامعا لحضارة تستوعب العالم أجمع ومن هنا جاء تعريف العروبة والعربية على لسان سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام حينما قال: العربية اللسان فمن تكلم بالعربية فهو عربي وحين قال في سلمان الفارسي: سلمان منا أهل البيت.

إذن شرط السيادة بالإسلام هو العروبة وهذا ما أدركه بخبث مفكري الشرق والغرب ومن هنا كان قرار الإجهاز على صدام حسين حين قرر العودة الى قومية عمر بن الخطاب بإطلاقه الحملة الإيمانية, ولذلك فلو قرر أردوغان التركي عودة اللغة العربية الى مكانتها في تركيا أيام الدولة العثمانية فسيكون مصيره مصير صدام.

قادة هذا العالم مستعدون لبقاء داعش غير المكترثة بالعروبة أصلا بإجرامها عشرات السنين ومن هنا كان تجنب ضربها في مقتل وحتى روسيا وباعتراف الغرب حين يقصفون في سوريا فإنهم بالكاد يتعرضون لداعش وجل ضرباتهم على من يمثلون الإسلام المعتدل وما استعار الحرب بين روسيا وداعش مؤخرا إلا بسبب تضارب مصالح إيران (أم داعش) وروسيا,وما داعش ذاتها إلا ذريعة قتل لكل عربي سواء كان ذلك في العراق أو في سوريا.

دهاقنة العالم وصانعوا سياساته لا يكترثون للحديد والنار فهذه بضاعتهم ولا يكترثون للقتل فهو صناعتهم, إنهم يخشون فكرا ساد العالم بسماحته في أقل من ربع قرن وصنع حضارة استوعبت كل الديانات وكل الثقافات وبقي شعارها ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

نيسان ـ نشر في 2015-11-13 الساعة 22:18

الكلمات الأكثر بحثاً