اختتام البرنامج الأربعين لمأسسة إجراءات حق الحصول على المعلومة في المكتبة الوطنية
نيسان ـ نشر في 2024-02-08 الساعة 12:55
نيسان ـ تخلط إسرائيل بين روسيا وأمريكا، وحتى مع الصين وتركيا، ومع العرب في شأن حرب غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. علماً بأن حربها مع العرب بدأت قبل عام 1948، من وسط عصابات (شتيرن، والهاغاناه، الأرغون)، وفي عمق مؤتمر بال في سويسرا 1897. والموقف الروسي بالذات ثابت الى جانب القضية الفلسطينية منذ العهد السوفيتي، وتعتبر كما السوفييت سابقا حركات التحرر العربية مشروعة لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي. والعلاقة الروسية والسوفيتية السابقة مع إسرائيل استراتيجية، وهم من صنعوا إسرائيل نهاية الحرب العالمية الثانية في عهد جوزيف ستالين، رغم توجهه بأن تقام إسرائيل في القرم أو في سخالين عام 1950، لكن التوراة وربما النسخة المزورة منها شكلت دليلاً في ذلك الوقت لتوجيه اليهود الى فلسطين، وهم من عبروا المنطقة العربية ثمانون عاما، بينما جذورها كنعانية منذ 7000 الاف عام (الكنعانيون وتاريخ فلسطين القديم، عبد الفتاح مقلد) .
قبل فترة وجيزة أجرت صحيفة (كوميرسانت) الروسية في موسكو مقابلة مع سفيرة إسرائيل الجديدة سيمون هالبراين، كشفت فيها عدم رضاها عن الموقف الروسي من حرب إسرائيل في غزة، ووقوف وتعاطف موسكو مع حماس، والتقليل من أهمية المحرقة اليهودية "الهولوكوست" نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، وهو الأمر الذي انتقده سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا، وقرر استدعاء السفيرة الإسرائيلية لمبنى الخارجية، واصفاً قولها بأنه شكل بداية دبلوماسية غير موفقة من سفيرة قدمت للتو الى موسكو لترتيب أوارق العلاقات الإسرائيلية – الروسية . وفي المقابل بدأت أمريكا – الولايات المتحدة الأمريكية بموازنة سياستها المنحازة لإسرائيل علناً رغم أنها احتلالية – استيطانية وبطريقة غير شرعية وخارجه عن القانون الدولي الذي تطبقه الأمم المتحدة، عندما دعت لفرض عقوبات على المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية وتحت مظلة ما يسمى بإسرائيل، بسبب هجماتهم المتكررة غير المبررة على المواطنين الفلسطينيين، الذين يواجهون في غزة خاصة الآن ومنذ السابع من أكتوبر حرب ابادة إسرائيلية مقصودة على غرار "الهولوكوست" التي عانوا منها الى جانب الشعوب السوفيتية وشعوب التحالف الذين شاركوا في الحرب الثانية، وسقط منهم شهداء كثر.
وبالمناسبة في الوقت الذي يتحدث فيه اليهود عن سقوط حوالي ستة ملايين يهودي في المحرقة، سقط من السوفييت لوحدهم حوالي 28 مليون انسان مع انتهاء الحرب الثانية بفوزهم الساحق على النازية الألمانية عام 1945، وهذا يجب ألا يعني رفع عدد شهداء فلسطين في غزة والضفة الغربية الى حوالي 28 الفا، والإصرار على استمرار القتال ليزداد العدد أكثر، وهو ما تنبه له لافروف بعدم جواز تكرار حادثة "الهولوكوست" في غزة . ولو انحازت أمريكا للقضية الفلسطينية كما روسيا في مجلس الأمن، عندما طالبت روسيا – بوتين بوقف القتال في غزة فورا وقوبل توجهها بفيتو أمريكي زادت من رقم القتل والتشريد والاعاقات والتشويه الخلقي .
وبين موقف الدولتين والقطبين العظميين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية من القضية الفلسطينية نجد الفرق. فالموقف الروسي ثابت لا يهادن، وهي من رغبت قولا وفعلا انهاء الحرب في غزة بغض النظر عن من بدأها، وكيف بدأت، وتقف الى جانب قيام دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ومع تجميد المستوطنات اليهودية غير الشرعية في سياق حل الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية في الجوار . وتنادي بتطبيق قرار الأمم المتحدة 242 القاضي بدعوة إسرائيل لمغادرة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967. وتفرق روسيا بين قوة حضورها وسط إسرائيل ديمغرافيا واستراتيجيا، وبين موقفها السياسي الثابت غير قابل للمناورة والمراوغة . وسارت أمريكا في المقابل على هدى إسرائيل الطامعة عبر المراوغة واضاعة الوقت لتوسيع حدودها التي منحتها اياها الأمم المتحدة عام 1947 بعد التفاف الصهيونية عليها. وبعد صدور قرار الأمم المتحدة رقم 181 الذي قضى بتقسيم فلسطين الى عبرية وعربية مع المعرفة المسبقة برفض العرب له لقدسية فلسطين وتاريخها الكنعاني العربي العريق .
ولقد نجحت أمريكا – مظلة إسرائيل في عقد معاهدات سلام مع العرب، في مصر 1979، وفي الأردن عام 1994، ومع الامارات والبحرين والمغرب بصيغة الصفقة الواحدة عام 2020، وعينها الآن على السعودية الصيد الأكبر، والعين الأخرى على حماية إسرائيل وتثبيت وجودها في المنطقة، وضمانة عدم اعتداء العرب عليها أو القذف بها الى البحر كما أراد ذلك سابقا جمال عبد الناصر . والسلام العربي الحقيقي هو الذي ينطلق من المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت عام 2002 التي أطلق عنانها ولي عهد المملكة العربية السعودية آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز واشترط انسحاب إسرائيل الى حدود الرابع من حزيران 1967. وهو الذي تلتزم به السعودية، ويرغب به كافة العرب، وتنصاع له دول العالم، وفي مقدمتها الاقطاب الكبرى .
ويطل على العالم، المتطرف الليكودي "بن غفير" منتقدا أمريكا مظلة إسرائيل، التي تعودت على انحيازها لها (كل مادق الكوز بالجرة)، بسبب فرض عقوبات مالية على المستوطنين اليهود لإعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين بعد تسليح إسرائيل – نتنياهو الليكودي المتطرف لهم بعد طوفان الأقصى، وهجمة حماس – حركة التحرر العربية الفلسطينية –الأيدولوجيا- التي تنعتها إسرائيل والغرب الأمريكي جهارا نهارا بالإرهاب . وهو مؤشر على أن سارق الأرض والتاريخ والحق مثل إسرائيل لم تعد تثق بحلفائها الروس والأميركان. والجانبان في المقابل يقيمان علاقات دافئة مع العرب، وتحرص أمريكا ذات الوقت على استحواذ أن تكون علاقة العرب معها فقط من دون روسيا، ولهذا جمدت أمريكا الرباعية الدولية فقط لأن روسيا ممثلة فيها. ودعت روسيا بداية حرب غزة لمفوضات بين إسرائيل وحماس، واستضافت حماس والجهاد، وأعلنت عن حقهما والمقاومة الفلسطينية والعربية في مناهضة الاحتلال الإسرائيلي، ولكي تمتثل لقرار الأمم المتحدة 242 الغني عن التعريف .
لقد اعتادت إسرائيل أن تكون فوق القانون الدولي، وشجعها على ذلك الموقف الأمريكي الذي يصعب عليه عدم الانحياز لإسرائيل، وتعتقد أمريكا أكثر من روسيا بأن مكانة إسرائيل تشكل ضرورة استراتيجية لها وسط الشرق، وتقدمها على العرب، في الوقت الذي ما يملكه العرب من مكانة تاريخية ودينية واستراتيجية، ومصادر طبيعية تفوق ما تملكه إسرائيل بكثير. والعرب يقيمون علاقات خاصة مع أمريكا لا تقل أهمية عن علاقة إسرائيل بها . وخيار تفكيك إسرائيل الرافضة للسلام ولقيام دولة فلسطين الى جوارها يبقى ماثلا، ومبادرة ستالين ليست بعيدة، واقليم ألاسكا الأمريكي- الروسي الأصل خيار مناسب لهجرة اليهود المعاكسة، وهناك يستطيعون بناء هيكلهم سليمان الذي فشلوا في العثور عليه وسط منطقة لا يملكونها، ولا وجود له فيها.
قبل فترة وجيزة أجرت صحيفة (كوميرسانت) الروسية في موسكو مقابلة مع سفيرة إسرائيل الجديدة سيمون هالبراين، كشفت فيها عدم رضاها عن الموقف الروسي من حرب إسرائيل في غزة، ووقوف وتعاطف موسكو مع حماس، والتقليل من أهمية المحرقة اليهودية "الهولوكوست" نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، وهو الأمر الذي انتقده سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا، وقرر استدعاء السفيرة الإسرائيلية لمبنى الخارجية، واصفاً قولها بأنه شكل بداية دبلوماسية غير موفقة من سفيرة قدمت للتو الى موسكو لترتيب أوارق العلاقات الإسرائيلية – الروسية . وفي المقابل بدأت أمريكا – الولايات المتحدة الأمريكية بموازنة سياستها المنحازة لإسرائيل علناً رغم أنها احتلالية – استيطانية وبطريقة غير شرعية وخارجه عن القانون الدولي الذي تطبقه الأمم المتحدة، عندما دعت لفرض عقوبات على المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية وتحت مظلة ما يسمى بإسرائيل، بسبب هجماتهم المتكررة غير المبررة على المواطنين الفلسطينيين، الذين يواجهون في غزة خاصة الآن ومنذ السابع من أكتوبر حرب ابادة إسرائيلية مقصودة على غرار "الهولوكوست" التي عانوا منها الى جانب الشعوب السوفيتية وشعوب التحالف الذين شاركوا في الحرب الثانية، وسقط منهم شهداء كثر.
وبالمناسبة في الوقت الذي يتحدث فيه اليهود عن سقوط حوالي ستة ملايين يهودي في المحرقة، سقط من السوفييت لوحدهم حوالي 28 مليون انسان مع انتهاء الحرب الثانية بفوزهم الساحق على النازية الألمانية عام 1945، وهذا يجب ألا يعني رفع عدد شهداء فلسطين في غزة والضفة الغربية الى حوالي 28 الفا، والإصرار على استمرار القتال ليزداد العدد أكثر، وهو ما تنبه له لافروف بعدم جواز تكرار حادثة "الهولوكوست" في غزة . ولو انحازت أمريكا للقضية الفلسطينية كما روسيا في مجلس الأمن، عندما طالبت روسيا – بوتين بوقف القتال في غزة فورا وقوبل توجهها بفيتو أمريكي زادت من رقم القتل والتشريد والاعاقات والتشويه الخلقي .
وبين موقف الدولتين والقطبين العظميين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية من القضية الفلسطينية نجد الفرق. فالموقف الروسي ثابت لا يهادن، وهي من رغبت قولا وفعلا انهاء الحرب في غزة بغض النظر عن من بدأها، وكيف بدأت، وتقف الى جانب قيام دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ومع تجميد المستوطنات اليهودية غير الشرعية في سياق حل الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية في الجوار . وتنادي بتطبيق قرار الأمم المتحدة 242 القاضي بدعوة إسرائيل لمغادرة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967. وتفرق روسيا بين قوة حضورها وسط إسرائيل ديمغرافيا واستراتيجيا، وبين موقفها السياسي الثابت غير قابل للمناورة والمراوغة . وسارت أمريكا في المقابل على هدى إسرائيل الطامعة عبر المراوغة واضاعة الوقت لتوسيع حدودها التي منحتها اياها الأمم المتحدة عام 1947 بعد التفاف الصهيونية عليها. وبعد صدور قرار الأمم المتحدة رقم 181 الذي قضى بتقسيم فلسطين الى عبرية وعربية مع المعرفة المسبقة برفض العرب له لقدسية فلسطين وتاريخها الكنعاني العربي العريق .
ولقد نجحت أمريكا – مظلة إسرائيل في عقد معاهدات سلام مع العرب، في مصر 1979، وفي الأردن عام 1994، ومع الامارات والبحرين والمغرب بصيغة الصفقة الواحدة عام 2020، وعينها الآن على السعودية الصيد الأكبر، والعين الأخرى على حماية إسرائيل وتثبيت وجودها في المنطقة، وضمانة عدم اعتداء العرب عليها أو القذف بها الى البحر كما أراد ذلك سابقا جمال عبد الناصر . والسلام العربي الحقيقي هو الذي ينطلق من المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت عام 2002 التي أطلق عنانها ولي عهد المملكة العربية السعودية آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز واشترط انسحاب إسرائيل الى حدود الرابع من حزيران 1967. وهو الذي تلتزم به السعودية، ويرغب به كافة العرب، وتنصاع له دول العالم، وفي مقدمتها الاقطاب الكبرى .
ويطل على العالم، المتطرف الليكودي "بن غفير" منتقدا أمريكا مظلة إسرائيل، التي تعودت على انحيازها لها (كل مادق الكوز بالجرة)، بسبب فرض عقوبات مالية على المستوطنين اليهود لإعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين بعد تسليح إسرائيل – نتنياهو الليكودي المتطرف لهم بعد طوفان الأقصى، وهجمة حماس – حركة التحرر العربية الفلسطينية –الأيدولوجيا- التي تنعتها إسرائيل والغرب الأمريكي جهارا نهارا بالإرهاب . وهو مؤشر على أن سارق الأرض والتاريخ والحق مثل إسرائيل لم تعد تثق بحلفائها الروس والأميركان. والجانبان في المقابل يقيمان علاقات دافئة مع العرب، وتحرص أمريكا ذات الوقت على استحواذ أن تكون علاقة العرب معها فقط من دون روسيا، ولهذا جمدت أمريكا الرباعية الدولية فقط لأن روسيا ممثلة فيها. ودعت روسيا بداية حرب غزة لمفوضات بين إسرائيل وحماس، واستضافت حماس والجهاد، وأعلنت عن حقهما والمقاومة الفلسطينية والعربية في مناهضة الاحتلال الإسرائيلي، ولكي تمتثل لقرار الأمم المتحدة 242 الغني عن التعريف .
لقد اعتادت إسرائيل أن تكون فوق القانون الدولي، وشجعها على ذلك الموقف الأمريكي الذي يصعب عليه عدم الانحياز لإسرائيل، وتعتقد أمريكا أكثر من روسيا بأن مكانة إسرائيل تشكل ضرورة استراتيجية لها وسط الشرق، وتقدمها على العرب، في الوقت الذي ما يملكه العرب من مكانة تاريخية ودينية واستراتيجية، ومصادر طبيعية تفوق ما تملكه إسرائيل بكثير. والعرب يقيمون علاقات خاصة مع أمريكا لا تقل أهمية عن علاقة إسرائيل بها . وخيار تفكيك إسرائيل الرافضة للسلام ولقيام دولة فلسطين الى جوارها يبقى ماثلا، ومبادرة ستالين ليست بعيدة، واقليم ألاسكا الأمريكي- الروسي الأصل خيار مناسب لهجرة اليهود المعاكسة، وهناك يستطيعون بناء هيكلهم سليمان الذي فشلوا في العثور عليه وسط منطقة لا يملكونها، ولا وجود له فيها.
نيسان ـ نشر في 2024-02-08 الساعة 12:55
رأي: د.حسام العتوم