اتصل بنا
 

الكرك .. يا (خشم العقاب)

نيسان ـ نشر في 2015-04-22

x
نيسان ـ

كثيرة هي نقاط الوهن والثقوب التي تعتري بنياننا، والتي تحتاج لأن تُسلّط عليها الأضواء، ليس من أجل علاجها فقط، بل أيضا للتحذير الموجه لأصحاب النوايا الطيبة، من الوقوع في براثنها.

فليس غريباً على الكرك، المتحصنة بأمجاد التاريخ، أن تدق ناقوس الخطر، وتنبهنا لما نسهو عنه في زحمة الأحداث والتفاصيل، وتعيدنا من سهونا، الى جادة التركيز على مؤشر بوصلتها الذي ما انحرف يوما عن استقامته.

فالسوية أن نأكل مما ننتج، ونلبس مما نصنع، ولا نعتمد على الغير، فما بالك اذا كان هذا الغير هو عدونا المعلن، العدو الذي اغتصب الأرض، وشرد الأهل، وما فتئ يهددنا جميعا.

نعم، لا بد من مراجعة لاتفاقية وادي عربة المشؤومة، لكن الى أن يتم ذلك، لا بد من شحذ عقلنا الجمعي وتنبيهه للثغرات القاتلة، وليس أقلها، أن نوقف هذا الاستهتار، وأن نتوقف عن استهلاك ما تنتج المستوطنات الاسرائيلية، والذي يشكل دعما مباشرا وصريحا للاقتصاد الصهيوني.

اذا كانت اوروبا تمنع الاستيراد من المستوطنات، هل يعقل أن نفعل ذلك نحن، ودون أن يرف لنا جفن؟؟

جاء الرد من الكرك، هذه المدينة الموغلة في عبق التاريخ، وفي صناعة المجد، منذ اكتنفت حضارة ميشع، ومذ كانت حصنا لصلاح الدين الأيوبي، الى أن لاذ بها البطل سلطان باشا الاطرش، من جور المستعمر الفرنسي.

نعم، كان الرد من " خشم العقاب" كما سمّاها الأجداد، بأن أعلنت عن نفسها، مدينة خالية من المنتجات الصهيونية، وبذلك توجه دعوتها وتحريضها لكل المدن الأردنية والعربية، بأن تحذو حذوها وترفض أن تتحلى بفاكهة الغاصب، المروية بدم الأخ الفلسطيني.

فطوبى لها من مدينة ماجدة، تأبى إلا أن تعلمنا معنى الحياة، ومعنى الكرامة، ومعنى الدفاع عن الذات.

نيسان ـ نشر في 2015-04-22

الكلمات الأكثر بحثاً