11 كوكباً يطلقون للأردنيين 'صفارة' المشروع الوطني
حسين الرواشدة
كاتب صحافي
نيسان ـ نشر في 2024-02-11 الساعة 07:27
نيسان ـ ما أنجزه الأردنيون في ملاعب الرياضة، يمكن أن ينجزوه في الاقتصاد والسياسة، وفي الفن والإعلام والثقافة، تصور أن 11 كوكبا من اللاعبين النشامى، يشكلون منتخبنا الوطني (لاحظ أنه منتخب)، سجلوا لبلدنا فوزا ثمينا غير مسبوق على مستوى آسيا، تصور، أيضا، أن هؤلاء الشباب الذين لعبوا بروح الفريق الواحد، أعادوا للأردنيين الثقة بأنفسهم، والاعتزاز بإمكانياتهم، وأيقظوا فيهم هويتهم الوطنية التي راهن الكثيرون على تغييبها، أو صعوبة انبعاثها، تصور، ثالثا، أن الشارع الذي خرج للاحتفال بهم، والآلاف الذين سافروا لتشجيعهم، والملايين الذين تابعوا أداءهم، كلهم توحدوا على قضية واحدة، وهي الأردن، الوطن الذي يجمع الأردنيين مهما اختلفوا حول أي قضية أخرى.
يستطيع الأردنيون، سواء الذين أدركهم اليأس والإحباط من الواقع، أو الآخرين الذين قفزوا للبحث عن أي قضية خارج الحدود، للانشغال بها والمزاودة علينا باسهما، أن يلتقطوا رسالة فريقنا الوطني، هذا الذي لعب وهتف باسم الأردن، ورفع علم الأردن، واستبسل للفوز بالنيابة عن الأردنيين، بوسعهم، أيضا، إذا ما دققوا في هذا الإنجاز الرياضي، أن يتحرروا من كل الأساطير والمبررات التي جعلتهم غارقين بالفشل والسلبية، ومصرين على الانتقام من أنفسهم وبلدهم، الذات الأردنية المفعمة بالأصالة والانتماء، القادرة على صناعة المعجزات، لا يجوز أن تظل محايدة تجاه بلدها، أو مقيدة اليدين أمام الذين يحاولون إجلاسها على مقاعد المتفرجين، أو دفعها للانكفاء على نفسها او التصفيق لهم، أو تخويفها من اشهار الاعتزاز بنفسها، الذات الأردنية لابد أن تتحرك وتنجز، وتلتف حول قضيتها (الأردن)، دون أن تلتفت لاصوات المشككين، أو صرخات العاجزين والعابرين.
لقد حان الوقت لكي يفكر الأردنيون - جديا - بإنتاج مشروع وطني أردني موحد، يستلهم ما أنجزناه في الرياضة مؤخرا، ويتغذى من كل مقومات بلدنا وانجازاته، ثم يصحح مسارات اخطائنا وخيباتنا، من الفن الذي أهملناه، والأغاني التي تحولت - للأسف - إلى وجبة ثقيلة للشحن وإدامة «التلبك» الوطني، والدين الذي أصبح خطابه مملا وغير مقنع كما يظهر في أنماط تديننا وعظات بعض «الفاعلين» في مجال الدين، ثم من السياسة التي أورثتنا ما لا يحصى من الأزمات والخيبات، ومن الثقافة التي تعاني من «فقر» مدقع، لا فيما يخصص لها من «أموال» وإنما فيما تشهده من ضحالة أفكار ومن تراجع في الإبداع.
أفضل مكان يمكن ان ينطلق منه هذا المشروع هو «الجامعات»، بشرط ان ترفع عن «أبوابها» ما وضعته من أقفال لمنع طلبتها من الحركة والإبداع والاندماج في قضايا المجتمع والمشاركة في نشاطاته، ويمكن ان ينطلق من الأحزاب والنقابات متى خرجت من قبضة الخوف والوصايات، ومن الانشغال في المهنة، فقط، أو في السياسة فقط، ومن المنابر والكنائس، ومضارب العشائر، والارياف.. أيضا.
طرحت فيما مضى فكرة بروز «كتلة تاريخية» أردنية كمخرج لردم الفجوة بين مواقف الفاعلين في مجالنا العام، وأضيف اليوم : ان توافق الراغبين بالانضمام للكتلة التاريخية على (مشروع) اردني واضح أصبح ضرورة وطنية، وبموجب ذلك لا بد من التركيز على هدف مشترك واحد، وتأجيل بقية الأهداف، كما لا بد من التنازل طوعا عن الأجندات الخاصة، ووقف الاتهامات المتبادلة، وتسديد الخطاب السياسي نحو بوصلة محددة، وجدولة الخلافات على التفاصيل.
نحن أمام مرحلة تداهمنا أخطارها التاريخية، وهي أخطار لا تستوجب تحالفات سياسية تدافع عن الحدود، فقط، وإنما تحالفات تاريخية تحمي الوجود ايضا.. ولدينا ما نحتاجه من مقومات لإنتاج هذه الكتلة وهذا المشروع الوطني الذي يحمي بلدنا، ويستوعب شبابنا ويلهمهم، لكن ما نفتقده هو إرادة وقرار شجاع يأخذنا من محطة «الانتظار» الى محطة «الانطلاق».. السؤال : هل ستكون صفارة الإنجاز الرياضي التي أطلقها أبناؤنا من «الدوحة» بداية لانطلاق صفارة الإنجاز الوطني في كل المجالات؟ وحدهم الأردنيون يقررون ذلك، إذا صدقت النوايا وصحت العزائم.
الدستور
يستطيع الأردنيون، سواء الذين أدركهم اليأس والإحباط من الواقع، أو الآخرين الذين قفزوا للبحث عن أي قضية خارج الحدود، للانشغال بها والمزاودة علينا باسهما، أن يلتقطوا رسالة فريقنا الوطني، هذا الذي لعب وهتف باسم الأردن، ورفع علم الأردن، واستبسل للفوز بالنيابة عن الأردنيين، بوسعهم، أيضا، إذا ما دققوا في هذا الإنجاز الرياضي، أن يتحرروا من كل الأساطير والمبررات التي جعلتهم غارقين بالفشل والسلبية، ومصرين على الانتقام من أنفسهم وبلدهم، الذات الأردنية المفعمة بالأصالة والانتماء، القادرة على صناعة المعجزات، لا يجوز أن تظل محايدة تجاه بلدها، أو مقيدة اليدين أمام الذين يحاولون إجلاسها على مقاعد المتفرجين، أو دفعها للانكفاء على نفسها او التصفيق لهم، أو تخويفها من اشهار الاعتزاز بنفسها، الذات الأردنية لابد أن تتحرك وتنجز، وتلتف حول قضيتها (الأردن)، دون أن تلتفت لاصوات المشككين، أو صرخات العاجزين والعابرين.
لقد حان الوقت لكي يفكر الأردنيون - جديا - بإنتاج مشروع وطني أردني موحد، يستلهم ما أنجزناه في الرياضة مؤخرا، ويتغذى من كل مقومات بلدنا وانجازاته، ثم يصحح مسارات اخطائنا وخيباتنا، من الفن الذي أهملناه، والأغاني التي تحولت - للأسف - إلى وجبة ثقيلة للشحن وإدامة «التلبك» الوطني، والدين الذي أصبح خطابه مملا وغير مقنع كما يظهر في أنماط تديننا وعظات بعض «الفاعلين» في مجال الدين، ثم من السياسة التي أورثتنا ما لا يحصى من الأزمات والخيبات، ومن الثقافة التي تعاني من «فقر» مدقع، لا فيما يخصص لها من «أموال» وإنما فيما تشهده من ضحالة أفكار ومن تراجع في الإبداع.
أفضل مكان يمكن ان ينطلق منه هذا المشروع هو «الجامعات»، بشرط ان ترفع عن «أبوابها» ما وضعته من أقفال لمنع طلبتها من الحركة والإبداع والاندماج في قضايا المجتمع والمشاركة في نشاطاته، ويمكن ان ينطلق من الأحزاب والنقابات متى خرجت من قبضة الخوف والوصايات، ومن الانشغال في المهنة، فقط، أو في السياسة فقط، ومن المنابر والكنائس، ومضارب العشائر، والارياف.. أيضا.
طرحت فيما مضى فكرة بروز «كتلة تاريخية» أردنية كمخرج لردم الفجوة بين مواقف الفاعلين في مجالنا العام، وأضيف اليوم : ان توافق الراغبين بالانضمام للكتلة التاريخية على (مشروع) اردني واضح أصبح ضرورة وطنية، وبموجب ذلك لا بد من التركيز على هدف مشترك واحد، وتأجيل بقية الأهداف، كما لا بد من التنازل طوعا عن الأجندات الخاصة، ووقف الاتهامات المتبادلة، وتسديد الخطاب السياسي نحو بوصلة محددة، وجدولة الخلافات على التفاصيل.
نحن أمام مرحلة تداهمنا أخطارها التاريخية، وهي أخطار لا تستوجب تحالفات سياسية تدافع عن الحدود، فقط، وإنما تحالفات تاريخية تحمي الوجود ايضا.. ولدينا ما نحتاجه من مقومات لإنتاج هذه الكتلة وهذا المشروع الوطني الذي يحمي بلدنا، ويستوعب شبابنا ويلهمهم، لكن ما نفتقده هو إرادة وقرار شجاع يأخذنا من محطة «الانتظار» الى محطة «الانطلاق».. السؤال : هل ستكون صفارة الإنجاز الرياضي التي أطلقها أبناؤنا من «الدوحة» بداية لانطلاق صفارة الإنجاز الوطني في كل المجالات؟ وحدهم الأردنيون يقررون ذلك، إذا صدقت النوايا وصحت العزائم.
الدستور
نيسان ـ نشر في 2024-02-11 الساعة 07:27
رأي: حسين الرواشدة كاتب صحافي