اتصل بنا
 

يسرق المنازل ثم يحرقها .. الوجه الحقيقي للجندي الاسرائيلي

نيسان ـ نشر في 2024-02-14 الساعة 17:18

x
نيسان ـ لم تكن أسيل أبو زايدة (19عاما) طالبة الصيدلة الفلسطينية المقيمة في حي الفالوجة بمنطقة جباليا شمال قطاع غزة معنية بمضمون الخطاب الحماسي الذي سيلقيه في اليوم التالي رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا بمسعاه لتهدئة غضب أهالي الإسرائيليين الـ139 المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. كان همها الوحيد منصبا على النجاة مع من تبقى من أسرتها، بعد قصف منزل خالها الذي لجأت العائلة إليه في مخيم جباليا، وهو ما أدى إلى استشهاد شقيقها محمد (16عامًا) وبنت خالها شمس سالم (13 عامًا) وزوجة جدها مريم سالم (55 عاماً)، وخروجها مع أخويها عبد الله (14 عامًا) وأسامة (7 أعوام) بإصابات بالرأس، بعد انتشالهم من تحت الأنقاض.
وأملا بالنجاة من أهوال القصف الإسرائيلي القادم من الجو والبحر والبر، التزمت أسيل وشقيقتها ميس (9 أعوام) ووالدتهما خولة (46 عاما) بما ورد في المنشورات التي ألقتها الطائرات الإسرائيلية. فسلكت الأسرة درب النزوح جنوبا في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني مع عشرات الأسر الفلسطينية الأخرى عبر طريق صلاح الدين، أملا بالوصول إلى خان يونس أو رفح.
عند وصول السيدة وابنتيها إلى حاجز للجيش الإسرائيلي جنوب مدينة غزة قرب مفترق الشهداء والمعروف محليا باسم "الحلابة"، نودي بلغة عربية ركيكة على الشقيقتين: "البنت اللي لابسة جاكت أحمر (ميس) وشال أبيض (أسيل) التوجه إلى طابور النساء".
بعد انتظار لساعات في الطابور، تحت أنظار مجندات إسرائيليات مسلحات، صاحت أسيل بصوت عال طالبة الرحمة لشقيقتها المصابة بالتلاسيميا. لكنها فوجئت بقيام المجندات بإطلاق سراح شقيقتها ميس وتكبيلها هي بعد ضربها، ثم إلقائها داخل سيارة جيب مع حقيبة أودعتها والدتها لديها عند الخروج، وهي تحتوي على 11 أونصة ذهب وإسوارتين ومبلغ مالي.
تقول أسيل للجزيرة نت "هنا قامت المجندات بتكبيل يدي، ووضع شاشة بيضاء على عيوني، ثم أخذن الحقيبة مني بصعوبة". بعد نقلها إلى خيمة في معتقل مؤقت تجهل مكانه، وإمضائها فترة تحقيق قاسية سئلت خلالها عن منطقة سكنها، وعن بعض أقاربها، وعن الأسرى الإسرائيليين في غزة، تم نقل أسيل برفقة مئات من النساء إلى سجن الدامون في مدينة حيفا وفي جيوبها عقد ذهب وسواران و700 دينار أردني، لكن من دون الحقيبة التي تضم مدخرات والدتها.
تقول أسيل التي أمضت 62 يوما في سجن الدامون، إن إدارته قامت بأخذ الأساور منها ووضعها في صندوق الأمانات بعد توقيعها على ورقة تسلم مكتوبة بالعبرية. وقبل الإفراج عنها بأيام استفسرت من إدارة السجن عن الحقيبة التي كانت بحوزتها وأخذتها مجندات حاجز غزة، فكان الرد أنها "جاءت من دون تلك الأمانات".
40 ألف دولار
أما خولة أبو زايدة والدة أسيل فتقول عن الحقيبة المسروقة ومحتوياتها "عند خروجنا من المنزل، جمعت كل ما أملك من مال ومصاغ ذهبي وهو عبارة عن 11 أونصة سويسرية، وإسوارتين إحداهما ورثتها عن والدتي وهي عزيزة علي جداً، وعقد ذهب، ووضعتها في حقيبة صغيرة وأعطيتها لأسيل وطلبت منها الانتباه لها طول الطريق". وتبلغ القيمة الإجمالية للمصاغ الذهبي والأموال الموجودة في الحقيبة التي كانت بحوزة أسيل 40 ألف دولار، وفقاً للسيدة أبو زايدة.
ما حصل لأسيل أبو زايدة على حاجز الحلابة تكرر يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مع نهال الغندور (40 عاما) المقيمة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، التي قامت مجندات إسرائيليات بمصادرة مبلغ 2000 شيكل (نحو 550 دولارا) كانت بحوزتها خلال اعتقالها
تؤكد الغندور ، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلتها على الحاجز جنوب مدينة غزة، مع مصادرة المبلغ المالي الذي كان معها. وتوضح: "تم تحويلي إلى سجن الدامون وهناك تم أخذ 5 أساور ذهب كانت بحوزتي، وتسجيلها بورقة لدى أمانات السجن، وعند خروجي تم إرجاعها لي، ولكن لم آخذ المبلغ المالي، فسألت إدارة السجن عن المبلغ وردوا أنه لم تدخلي السجن، ومعك أي مبلغ مالي".
في اليوم التالي لاعتقال أسيل ونهال وسلبهما بعض أموالهما، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابا حماسيا باللغة العبرية تناول فيه أخلاقيات جيشه. وقال "هؤلاء الذين يجرؤون على اتهام جنودنا بارتكاب جرائم حرب، مشبعون بالنفاق والأكاذيب ولا يمتلكون ذرة من الأخلاق. جيشنا هو أكثر جيش أخلاقي في العالم. الجيش الإسرائيلي يفعل كل ما في وسعه من أجل تجنب إيذاء غير المتورطين في الحرب، وأنا أدعو المدنيين مجددا للتوجه نحو المنطقة الآمنة في جنوب قطاع غزة".

نتنياهو: جيشنا هو أكثر جيش أخلاقي في العالم (رويترز)
بعد أسبوعين من خطاب نتنياهو أي في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2023 وقع لمحمد رفيق (40 عاما) المقيم في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما ينفي ما قاله نتنياهو جملة وتفصيلا حول أخلاقيات جيشه. فقد اعتقل رفيق داخل منزله، وتم تحويله إلى قاعدة زيكيم العسكرية، وكان معه 2000 شيكل (نحو 550 دولارا) داخل بطاقته الهوية. يقول رفيق لـ"الجزيرة نت": "في زيكيم أخذوا هويتي والمبلغ المالي ولم أوقع على أي ورقة للأمانات، ثم حولوني إلى سجن النقب جنوب الأراضي المحتلة، وبعد 50 يوما تم الإفراج عني ولم أحصل على أماناتي، والآن أنا في مدينة رفح بخيمة نزوح".
في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة التي لا تزال تتعرض لهجوم بري من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أكد جبر أبو صبحة أن جنودا إسرائيليين اقتحموا منزله وعبثوا به، وسرقوا منه بعض المقتنيات الخاصة به. ويقول أبو صبحة لـ"الجزيرة نت": "بعد انسحاب جيش الاحتلال من مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، عدت إلى المنزل فوجدت بعض الكلمات العبرية داخل غرفة نومي، ولم أجد أنواعا غالية من العطور، وآلات حلاقة بماركة عالمية جلبتها من السعودية خلال تأديتي فريضة الحج".
وإلى جانب عمليات السرقة من منازل المواطنين ومصاغ النساء وأموالهن، نشر جنود الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهرون خلالها وهم يسرقون خلايا نحل من إحدى مزارع الفلسطينيين في خان يونس جنوب قطاع غزة.

إفادات حقوقية
الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وثقت، وفقاً لمديرها العام في غزة جميل سرحان واستنادا إلى إفادات حصلت عليها من معتقلين ومعتقلات، حالات قامت قوات الاحتلال في سياقها بمصادرة كل المقتنيات الشخصية، بما في ذلك مبالغ مالية ومصاغ ذهبي.
وجاء في الإفادات التي جمعها طاقم الهيئة المستقلة، أن جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز جنوب مدينة غزة الذي يفصلها عن الجنوب، طلبوا من مواطنين ترك الحقائب الصغيرة التي كانت بحوزتهم، إضافة إلى اعتقال آخرين برفقة مقتنياتهم وأموالهم.

نيسان ـ نشر في 2024-02-14 الساعة 17:18

الكلمات الأكثر بحثاً