اتصل بنا
 

النسوية في السياسة والمنظمات التي تنادي بها ' هل هي موجودة لتسلط الضوء على معاناة نساء غزة'

نيسان ـ نشر في 2024-02-18 الساعة 23:17

نيسان ـ تُعتبر النسوية واحدة من أبرز النظريات في ميدان العلاقات الدولية، حيث ظهرت كرد فعل لمفهوم "الجندر". وسعت إلى الإجابة عن أسئلة مهمة مثل: "أين المرأة في العلاقات الدولية؟ وأين المرأة في السياسة؟".
اذ انها تهتم في دور المرأة وحقوقها وتمكينها وتدفع الظلم الواقع عنها في شتى المجالات.
على الرغم من قدمها ، إلا أن نورها سطع في الدول العربية خلال العشرين سنة الماضية.
نعم، شهدنا تواجد المرأة العربية في المجالات السياسية والعسكرية والقضائية والاجتماعية، وشهدنا جهود منظمات دولية تدعو وتستقطب فئات المجتمع للتعرف على أهمية حقوق المرأة وتمكينها سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.
ولكن الصورة مع نساء فلسطين تغيرت، والتساؤل الآن : هل المنظمات الدولية التي تدعو لحرية المرأة واكتساب حقوقها غائبة عن معاناة النساء الفلسطينيات؟
وهل الأسس التي كانت تسعى بأن تجعلها صورة نمطية في عقول الشعوب العربية متغيرة أم متحيزة لثقافة ومجتمع يُحَدَّد من قبل هذه المنظمات؟ فلم نر أي برنامج من قبل الممولين الذين اعتدنا رؤية تعاونهم مع مجتمعاتنا جاؤوا ببرنامج أو بندوة تتحدث عن المعاناة التي تعيشها المرأة الفلسطينية بغزة، أو بالتحديات والحلول لهذه المعاناة، فكيف من الممكن أن تعود الثقة بيننا وبينهم وهم ينادوا بالحريات والحقوق ورؤيتهم قائمة على الديمقراطية.
لنفرق بيننا وبين نسوية الغرب "التي ركزت عليها المنظمات" ففي مجتمعاتنا النسوية الحقيقية تنبثق من رحم مجتمعها وتعرف طبيعة الحقوق والواجبات والتحديات دون أن تتأثر بالثقافات الغربية.
إحدى الدراسات كمثال، والتي جاءت بعنوان "المرأة العراقية في الحرب على العراق"، خرجت بأن النساء هن الأكثر تأثراً في الحروب من حيث المعاناة من سوء التغذية وعدم الرعاية الصحية والجسدية من ناحية، وهن الأكثر عرضة لفقدان وظائفهن بالمجتمعات غير المستقرة من ناحية أخرى، كما أن احتياجاتهن الأساسية معدومة وغير متوفرة؛ وبالتالي فإن نتائج السياسة الدولية لها أثر كبير عليهن.
ربما هناك الكثير من علامات الاستفهام، ولكن الدور الحقيقي للنسوية يتطلب أن نراه الآن كواقع ملموس، فالخطابات الرنانة والأصوات التي تدعو لدعم الحقوق بعد ان كانت مسموعة أصبحت خافتة ، والتغيير والتنمية لا يمكن بناءهما على واقع مجتمع عربي دون الآخر، هنا يكمن دور النسوية العربية في تسليط الضوء على نساء غزة، كما يجب على المجتمعات الدولية والمنظمات الإنسانية المعنية بحقوق الإنسان وحقوق المرأة أن تجد حلاً لوقف العنف والظلم الذي يؤثر على نساء غزة ومجتمعهن، فهن ايضاً جزءً من النسوية التي تنادي بها المنظمات.

نيسان ـ نشر في 2024-02-18 الساعة 23:17


رأي: بيداء القاضي

الكلمات الأكثر بحثاً