سوق الجمعة ومتعة التسوق..
د. الهام العلان
أكاديمية أردنية
نيسان ـ نشر في 2015-11-15 الساعة 12:32
كنت من المتابعين لقضية نقل سوق الجمعة من العبدلي لمنطقة رأس العين، ومن الأشخاص المحبين للنزول للعبدلي في يوم الجمعة، السبب بسيط ولا يتعدى متعة الإنخراط بكل فئات المجتمع المحبة للماركات والباحثة عن كسوة العيد بأقل الأسعار، والإبتعاد قليلاً عن "فشخرة" النزول للمولات والتسكع عبر المحلات دون حمل كيسٍ واحد عند الخروج..
المكان الجديد لسوق الجمعة لا يتسع لهموم المواطن وأكياس ألعاب الاطفال وملابس الشتاء الثقيلة، ما الجدوى من تخصيص مكان للخضار والفواكه وسيارات الخضار تجوب شوارع عمان دون كلل أو ملل؛ أليس من الأجدى أن يتم ضم تلك المساحة لسوق الملابس، لو كان هناك بيكبات تجوب الشوارع وتنادي "دفي حالك وفَرِح أولادك" نقول ماشي الحال، أما أن يُخصص مكان لبضع طاولات وفي الجهة المجاورة لا تستطيع المشي بين بسطات الملابس والاحذية فهذا شئ لا يُعقل..
يبدو أن من خطط لتلك المساحات لم يقم بجولة ميدانية لإختبار ما يحدث على أرض الواقع، ولم يذق حلاوة التسوق صباح يوم الجمعة وليلة العيد، ولم يُفكر اصلاً بمدى التواصل الروحاني بين المواطن وتلبية حاجاته بأقل التكاليف، وما يعيب لو كان للسوق حمامات عامة يُدفع مقابلها مبلغ رمزي على الأقل للأطفال والنساء كما كان في سوق العبدلي القديم!
كم هو جميل التطوير والتحديث لعاصمتنا الحبيبة عمان ومنها نقل السوق ولكن ليس على حساب "الإنسان أغلى ما نملك".. فالإهتمام بتجميل الشوارع لا يقل أهمية عن النظر بجدية لما يُشبع رغبة المواطن بالتمتع ببضع ساعات في عطلته الأسبوعية، فارحمونا يرحمكم الله..