تطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين
نيسان ـ نشر في 2024-02-25 الساعة 08:14
نيسان ـ وفقاً لمقال كتبه في صحيفة هارتس الإسرائيلية يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، إن الهدف النهائي لسياسات نتنياهو وفريقه هو تطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين.
رئيس الحكومة الأسبق الذي كان متهما بقضايا فساد حوكم عليها، أشار في مقاله هذا إلى أن غزة مجرد خطوة، وأن الهدف النهائي ليس الاستيطان في غزة، بل تطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل، واصفا نتنياهو وفريقه بكونهم مجرد عصابة، ومجموعة من المهلوسين الذين يقودون السلطة.
في كل الأحوال هذا الكلام ليس جديدا، فقد قيل ألف مرة بطرق مختلفة، مما يجعل التذكير بحقائق أساسية مهمة، ومن أبرزها أن إسرائيل لن تسمح بقيام دولة فلسطينية، لا عبر التفاوض معها، ولا بشكل أحادي من خلال اعتراف دول مختلفة بشرعية هذه الدولة، كما أن إسرائيل أيضا، تريد أرض الضفة الغربية باعتبارها يهودا والسامرة في المشروع التوراتي، وهي تعتبر تجمعات الفلسطينيين مجرد تجمعات مؤقتة، يتوجب التعامل معها بأي شكل، من خلال خطط مختلفة لإعادة توزيع السكان في 11 محافظة في الضفة الغربية، من بينها القدس، كما أن إسرائيل تتعامل مع قطاع غزة باعتبارها مجرد بروفة للمرحلة المقبلة وهي الأهم إسرائيليا، وعلى ضوء نتائج ما يجري في قطاع غزة سيحدث ارتداد على صعيد الضفة الغربية، وأخيرا إن الأردن في كل الحسابات مهدد اليوم وفقا للحسابات الإسرائيلية الإستراتيجية، التي قد يبدو أنها مهددات غائبة لاعتبارات ما يعتبره البعض وجود معاهدة سلام، أو قوى دولية تمنع الاعتداء على الأردن، وهي اعتبارات لن تصمد طويلا، خصوصا، أن سوابق إسرائيل لم تحترم اتفاقية أوسلو، ولا وحدة الضفة الغربية وغزة، فلماذا ستحترم إستراتيجيا معاهدة وادي عربة مثلا؟.
ما يقال اليوم بشكل محدد إن اعتبار ملف غزة مجرد ملف داخلي فلسطيني يمكن التعامي عن تأثيراته الإقليمية، من جانب دول جوار فلسطيني، أمر يؤشر على السطحية في التقييمات، لأن واقع الحال يقول إن ملف غزة بات ملفاً إقليمياً بما تعنيه كل الارتدادات على مصر وبقية دول المنطقة بما فيها الأردن، وهذا يعني أن إدارة الموقف يجب أن تخضع لحساسية نتائج حرب غزة، واحتمالات المخاطر الإستراتيجية وألا تقف عند المخاطر الآنية التي نراها على صعيد حياة الناس في القطاع، الذي تم تدميره كليا تمهيدا لجعله مكانا غير صالح للعيش والحياة أبدا.
من ناحية ثانية فإن موقف الدول الغربية والدول المتنفذة من إسرائيل، الذي يوفر الحماية لإسرائيل ويمنحها القوة والمال، سيتخاذل بذات الطريقة في الضفة الغربية، خصوصا، إذا صنعت إسرائيل الظروف المناسبة داخل الضفة للقول، إنها مستهدفة كما حدث في قطاع غزة، وهذا أمر متوقع في توقيت مقبل، خصوصا، مع اقتراب شهر رمضان، وهي ظروف ستؤدي إلى أمرين: أولهما، تفكيك السلطة في رام الله كليا، وإنهاء وجودها. وثانيها، إنتاج سلطة إدارية جديدة بتوصيف وظيفي جديد، يتطابق مع متطلبات المرحلة المقبلة، وتصعيد عوامل الانقسام والانشقاق بين فلسطينيي سلطة أوسلو وقياداتها وأجهزتها الأمنية تمهيدا لمرحلة ما بعد عباس.
ما يحدث في قطاع غزة وارتداد ذلك على دول الإقليم، بهذه الدرجة يثبت أن الحرب ليست فلسطينية إسرائيلية وأنها دخلت منذ فترة ليست قصيرة إلى مسار حرب إقليمية مصغرة وبنسخة مخففة مقارنة بنسخ قد تنزلق إليها كل المنطقة ما لم تتوقف الحرب قريبا داخل قطاع غزة.
منذ 7 عقود وإسرائيل تفشَل يوميا في التخلص من الوجود الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية، ومن المؤكد أنها ستفشَل هذه المرة، أيضا، ولن تتمكن من تنفيذ مخططاتها.
الغد
رئيس الحكومة الأسبق الذي كان متهما بقضايا فساد حوكم عليها، أشار في مقاله هذا إلى أن غزة مجرد خطوة، وأن الهدف النهائي ليس الاستيطان في غزة، بل تطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل، واصفا نتنياهو وفريقه بكونهم مجرد عصابة، ومجموعة من المهلوسين الذين يقودون السلطة.
في كل الأحوال هذا الكلام ليس جديدا، فقد قيل ألف مرة بطرق مختلفة، مما يجعل التذكير بحقائق أساسية مهمة، ومن أبرزها أن إسرائيل لن تسمح بقيام دولة فلسطينية، لا عبر التفاوض معها، ولا بشكل أحادي من خلال اعتراف دول مختلفة بشرعية هذه الدولة، كما أن إسرائيل أيضا، تريد أرض الضفة الغربية باعتبارها يهودا والسامرة في المشروع التوراتي، وهي تعتبر تجمعات الفلسطينيين مجرد تجمعات مؤقتة، يتوجب التعامل معها بأي شكل، من خلال خطط مختلفة لإعادة توزيع السكان في 11 محافظة في الضفة الغربية، من بينها القدس، كما أن إسرائيل تتعامل مع قطاع غزة باعتبارها مجرد بروفة للمرحلة المقبلة وهي الأهم إسرائيليا، وعلى ضوء نتائج ما يجري في قطاع غزة سيحدث ارتداد على صعيد الضفة الغربية، وأخيرا إن الأردن في كل الحسابات مهدد اليوم وفقا للحسابات الإسرائيلية الإستراتيجية، التي قد يبدو أنها مهددات غائبة لاعتبارات ما يعتبره البعض وجود معاهدة سلام، أو قوى دولية تمنع الاعتداء على الأردن، وهي اعتبارات لن تصمد طويلا، خصوصا، أن سوابق إسرائيل لم تحترم اتفاقية أوسلو، ولا وحدة الضفة الغربية وغزة، فلماذا ستحترم إستراتيجيا معاهدة وادي عربة مثلا؟.
ما يقال اليوم بشكل محدد إن اعتبار ملف غزة مجرد ملف داخلي فلسطيني يمكن التعامي عن تأثيراته الإقليمية، من جانب دول جوار فلسطيني، أمر يؤشر على السطحية في التقييمات، لأن واقع الحال يقول إن ملف غزة بات ملفاً إقليمياً بما تعنيه كل الارتدادات على مصر وبقية دول المنطقة بما فيها الأردن، وهذا يعني أن إدارة الموقف يجب أن تخضع لحساسية نتائج حرب غزة، واحتمالات المخاطر الإستراتيجية وألا تقف عند المخاطر الآنية التي نراها على صعيد حياة الناس في القطاع، الذي تم تدميره كليا تمهيدا لجعله مكانا غير صالح للعيش والحياة أبدا.
من ناحية ثانية فإن موقف الدول الغربية والدول المتنفذة من إسرائيل، الذي يوفر الحماية لإسرائيل ويمنحها القوة والمال، سيتخاذل بذات الطريقة في الضفة الغربية، خصوصا، إذا صنعت إسرائيل الظروف المناسبة داخل الضفة للقول، إنها مستهدفة كما حدث في قطاع غزة، وهذا أمر متوقع في توقيت مقبل، خصوصا، مع اقتراب شهر رمضان، وهي ظروف ستؤدي إلى أمرين: أولهما، تفكيك السلطة في رام الله كليا، وإنهاء وجودها. وثانيها، إنتاج سلطة إدارية جديدة بتوصيف وظيفي جديد، يتطابق مع متطلبات المرحلة المقبلة، وتصعيد عوامل الانقسام والانشقاق بين فلسطينيي سلطة أوسلو وقياداتها وأجهزتها الأمنية تمهيدا لمرحلة ما بعد عباس.
ما يحدث في قطاع غزة وارتداد ذلك على دول الإقليم، بهذه الدرجة يثبت أن الحرب ليست فلسطينية إسرائيلية وأنها دخلت منذ فترة ليست قصيرة إلى مسار حرب إقليمية مصغرة وبنسخة مخففة مقارنة بنسخ قد تنزلق إليها كل المنطقة ما لم تتوقف الحرب قريبا داخل قطاع غزة.
منذ 7 عقود وإسرائيل تفشَل يوميا في التخلص من الوجود الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية، ومن المؤكد أنها ستفشَل هذه المرة، أيضا، ولن تتمكن من تنفيذ مخططاتها.
الغد
نيسان ـ نشر في 2024-02-25 الساعة 08:14
رأي: ماهر أبو طير