سياقات الموقف الأردني والإساءة له
نيسان ـ نشر في 2024-03-02 الساعة 16:50
نيسان ـ تتحرك الدبلوماسية الأردنية المعبرة عن موقف الأردن تجاه فلسطين في سياقات ضيقة ومعقدة على المستوى الدولي والعربي وحتى على المستوى الفلسطيني، لذلك تجد هذه الدبلوماسية نفسها كثيرا أمام مهمات معقدة وحساسة نظرًا لتداخل المواقف الدولية والإقليمية والعربية إزاء ما يجري في فلسطين، فلم تعد الساحة العربية كاملة معادية لإسرائيل، ولم يعد كثير من العرب يعتقد أن هذا الشأن يهمه، وأبعد من ذلك فقد يعتبر أن القضية الفلسطينية عبء ثقيل يجب التخلص منه، وبالتالي انحاز تلقائيا إلى الرواية الإسرائيلية وهذا يجعل الأردن يجد صعوبة كبيرة في التعامل مع وجهات نظر عربية مختلفة إزاء القضية الفلسطينية، وفي بحر تناقضات كبيرة ومحاور متعددة.
على المستوى الدولي لا زالت إسرائيل تحتل المساحة الأوسع في التأييد والمؤازرة والدعم وتبني روايتها ، مقابل مساحة صغيرة لصالح فلسطين، لذلك يجد الأردن أيضا نفسه على هذا المستوى يتحرك بحقل ألغام، ويواجه الكثير من الضغوطات التي تهدد في كثير من الأحيان مصالحه، لدفعه إلى تغيير موقفه اتجاه الحقوق الفلسطينية ولكن الإصرار يظل سيد الموقف الأردني لسببين، أولا لأن فلسطين في عمق الذاكرة السياسية والشعبية الأردنية أرض عربية محتلة، وأن الفلسطينيين من حقهم أن يكونوا كباقي شعوب الأرض، ثانيا لأنه يدرك وهذا تكرر كثيرا ، إن حل القضية الفلسطينية مصلحة أردنية وطنية عليا، نظرا لتداخل هذه القضية مع الشأن الأردني تداخلا كبيرا، فالأردن لديه أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، وحدوده مباشرة مع فلسطين، كذلك يمتلك حق الوصاية على المقدسات، ثم أنه يسعى لاستقرار حدوده الغربية وهو المتلقي الأول لنتائج أزمات الصراع الدائر في فلسطين..
أما في السياق الفلسطيني فمهمة الأردن على هذا الصعيد صعبة ومعقدة نظراً للانقسام الفلسطيني منذ ما يقارب ٢٠ عاماً الأمر الذي انعكس سلباً على القضية الفلسطينية بشكل عميق وأعطى إسرائيل الذريعة لتدير ظهرها للاستحقاقات المطلوبة منها بحجة أن ليس لديها شريك فلسطيني تستطيع أن تفاوضه ، وتبنت دول فاعلة في العالم الرواية الإسرائيلية وهذه أبرز الصعوبات الكبيرة التي واجهت الأردن في محاولته إقناع الغرب الضغط على إسرائيل للجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات.
ومع كل هذا الجهد الكبير والمتراكم الذي يبذله الأردن وكل هذه التضحيات التي يقدمها على طريق دعم الأشقاء الفلسطينيين فإنه للأسف هناك من يتعمد الإساءة له ويحاول تشويهه وهذا ما نراه اليوم في حرب غزة فعلى الرغم من الموقف المتميز والمتقدم على الجميع ، نجد الحملات الظالمة والحاقدة على مختلف صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وأنواعها الموجهة وكثير من وسائل الإعلام الأخرى وكأن هناك جهات لا عمل لها إلا الهجوم على الأردن وتنظيم حملات ضده في الداخل والخارج ، وهذا الأمر في أحد جوانبه نحن من يتحمل مسؤوليته لأن الدولة الأردنية منذ أكثر من ٢٠ عاماً لم تمتلك أذرع إعلامية فاعلة على الساحة العربية والدولية وحتى على الساحة المحلية الأمر الذي يجعلنا نتحدث مع أنفسنا ونحاول إقناع بعضنا ببعض ، وهذه حالة تتطلب إعلان النفير على المستوى الوطني للخروج من هذه الحالة الإعلامية البائسة ونعيد ترتيب أولوياتنا على هذا الصعيد بعيدا عن الأخطاء والأهواء السابقة حتى نتمكن من إمتلاك القدرة من جديد في المواجهة والدفاع عن مواقفنا ودولتنا.
لم يعد يجدي القول بأننا غير معنيين بالحملات التى تشن علينا من جبهات الآخرين في الداخل والخارج تحت عنوان أننا واثقون بأنفسنا وهذا يكفي!! ..
الجبهة السياسية الأردنية بحاجة إلى جبهة إعلامية رديفة حتى تكون حصنها من كل محاولات الإساءة لنا ولدولتنا وقيادتنا ومواقفنا النابعة من إيماننا الراسخ بأننا جزء فاعل من أمتنا..
على المستوى الدولي لا زالت إسرائيل تحتل المساحة الأوسع في التأييد والمؤازرة والدعم وتبني روايتها ، مقابل مساحة صغيرة لصالح فلسطين، لذلك يجد الأردن أيضا نفسه على هذا المستوى يتحرك بحقل ألغام، ويواجه الكثير من الضغوطات التي تهدد في كثير من الأحيان مصالحه، لدفعه إلى تغيير موقفه اتجاه الحقوق الفلسطينية ولكن الإصرار يظل سيد الموقف الأردني لسببين، أولا لأن فلسطين في عمق الذاكرة السياسية والشعبية الأردنية أرض عربية محتلة، وأن الفلسطينيين من حقهم أن يكونوا كباقي شعوب الأرض، ثانيا لأنه يدرك وهذا تكرر كثيرا ، إن حل القضية الفلسطينية مصلحة أردنية وطنية عليا، نظرا لتداخل هذه القضية مع الشأن الأردني تداخلا كبيرا، فالأردن لديه أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، وحدوده مباشرة مع فلسطين، كذلك يمتلك حق الوصاية على المقدسات، ثم أنه يسعى لاستقرار حدوده الغربية وهو المتلقي الأول لنتائج أزمات الصراع الدائر في فلسطين..
أما في السياق الفلسطيني فمهمة الأردن على هذا الصعيد صعبة ومعقدة نظراً للانقسام الفلسطيني منذ ما يقارب ٢٠ عاماً الأمر الذي انعكس سلباً على القضية الفلسطينية بشكل عميق وأعطى إسرائيل الذريعة لتدير ظهرها للاستحقاقات المطلوبة منها بحجة أن ليس لديها شريك فلسطيني تستطيع أن تفاوضه ، وتبنت دول فاعلة في العالم الرواية الإسرائيلية وهذه أبرز الصعوبات الكبيرة التي واجهت الأردن في محاولته إقناع الغرب الضغط على إسرائيل للجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات.
ومع كل هذا الجهد الكبير والمتراكم الذي يبذله الأردن وكل هذه التضحيات التي يقدمها على طريق دعم الأشقاء الفلسطينيين فإنه للأسف هناك من يتعمد الإساءة له ويحاول تشويهه وهذا ما نراه اليوم في حرب غزة فعلى الرغم من الموقف المتميز والمتقدم على الجميع ، نجد الحملات الظالمة والحاقدة على مختلف صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وأنواعها الموجهة وكثير من وسائل الإعلام الأخرى وكأن هناك جهات لا عمل لها إلا الهجوم على الأردن وتنظيم حملات ضده في الداخل والخارج ، وهذا الأمر في أحد جوانبه نحن من يتحمل مسؤوليته لأن الدولة الأردنية منذ أكثر من ٢٠ عاماً لم تمتلك أذرع إعلامية فاعلة على الساحة العربية والدولية وحتى على الساحة المحلية الأمر الذي يجعلنا نتحدث مع أنفسنا ونحاول إقناع بعضنا ببعض ، وهذه حالة تتطلب إعلان النفير على المستوى الوطني للخروج من هذه الحالة الإعلامية البائسة ونعيد ترتيب أولوياتنا على هذا الصعيد بعيدا عن الأخطاء والأهواء السابقة حتى نتمكن من إمتلاك القدرة من جديد في المواجهة والدفاع عن مواقفنا ودولتنا.
لم يعد يجدي القول بأننا غير معنيين بالحملات التى تشن علينا من جبهات الآخرين في الداخل والخارج تحت عنوان أننا واثقون بأنفسنا وهذا يكفي!! ..
الجبهة السياسية الأردنية بحاجة إلى جبهة إعلامية رديفة حتى تكون حصنها من كل محاولات الإساءة لنا ولدولتنا وقيادتنا ومواقفنا النابعة من إيماننا الراسخ بأننا جزء فاعل من أمتنا..
نيسان ـ نشر في 2024-03-02 الساعة 16:50
رأي: محمد حسن التل