اتصل بنا
 

جيش فرنسا واستغلال تفجيرات باريس

كاتب مصري

نيسان ـ نشر في 2015-11-15 الساعة 20:40

نيسان ـ

عقب حدوث التفجيرت التى تبناها تنظيم "داعش" المسمى بتنظيم الدولة الإسلامية فى ضواحى العاصمة الفرنسية (باريس) نزل الجيش الفرنسى ليحمى بلاده من الإرهاب، وهذا هو الأمر الطبيعى الذى يجب أن يحدث ، وإلا فلا يُتعبر هذا الجيش جيشاً وطنياً.

بل يعتبر خائنا لشعبه وللإنسانية، ولم يستغرق هذا النزول سوى وقت قليل جدا، سرعان ما التزمت الجماهير بتعليماته، وكونت معه سيمفونية فى تعاملها معه دون أن تُسمع أصوات "نشاز" يعكر صفو تلك اللحظات الإنسانية التى ستظل عالقةً فى أذهان كل فرنسى.
ولكن نزول الجيش لم يكن قراراً عسكريا من قادته إلى الجنود الفرنسيين، وإنما كان قرارا من القيادة السياسية وبالتحديد الرئيس الفرنسى"هولاند"، سرعان ما استجاب له الجيش، فالجيش له دوره المحدد من خلال مواد الدستور دون زيادة أو نقصان، فالجيش جزءٌ لا يتجزأ من الدولة التى تتكون من مؤسسات، كلٌ منها له دوره الواضح، دون تداخل مع باقى المؤسسات.

قام رئيس الجمهورية الفرنسية "أولاند" بإعلان حالة الطوارئ عقب تلك الأحداث الدامية مباشرة، ولكنه حددها بعشرة أيام فقط، نعم عشرة أيام وليس عشر سنين، فهكذا هى ديمقراطيتهم، إجراءات محددة وموقوتة، وبالقطع لن يعطل الدستور ويحل البرلمان ويقيل من يكرهه من منصبه ويبحث عن كبش فداء ليحمله المسئولية دون تحقيققضائى نزيه، فأنت لست فى قطر من الأقطار العربية أو الإفريقية.
فى المقابل فإن الرئيس الفرنسى "أولاند" واثق من أن الجيش لن يستغل ظروف الحادثة وخطورتها فى الانقلاب عليه والانقضاض على باقى مؤسسات الدولة، لأن الجيش يعلم علم اليقين أنه جيشٌ للفرنسيين الذين لن يقبلوا هذا الانقلاب وهم على استعداد لأن يقفوا على قلب رجلٍ واحد ضد الجيش لو فكر فى ارتكاب هذه الحماقة، حتى ولو ماتوا جميعاً، فقد باتت ثقافة الانقلابات من الثقافات البالية فى فرنسا وفى الدول الأوروبية، وكانوا منقبل قد صدروها إلى الدول العربية والإفريقية واللاتينية وبالمجمل الدول التى أطلقوا عليها دول العالم الثالث ويقصدون الدول المتخلفة، التى كثيراً ما يطلقون عليها كذباً وزوراً الدول النامية.

"أولاند" الرئيس الفرنسى وقادة الجيش الفرنسى جميعهم يعلمون أن الكنيسة لا تتدخل فى السياسة ولا تسطيع أن تعلن أنها منحازة لأى مؤسسة من مؤسسات الدولة على حساب مؤسسة أخرى، وبالطبع فكنيستهم ليست ككنيسة مصر وباباها، وليس لدى فرنسا شيخ للأزهر ولا مفتى حتى يستطيع أحدهما أو كلاهما المشاركة فى الأمور السياسية أو الحزبية، أو إصدار أى تصريح لصالح الجيش ضد رئيس الجمهورية أو العكس.

فى فرنسا لا توجد نُخبة تؤثر مصالحها الشخصية على مصالح الوطن لا توجد نُخبة تتلقى الأوامر من خارج البلاد لتهز صورة السلطة بشيطنتها أو بالتشكيك فى قدرتها أو فى وطنيتها.
فى فرنسا لا يوجد حزب للنور أو للظلام، ولا يوجد حزب يصبغ نفسه بالصبغة الدينية، يرضى بأن يكون أُلعوبة فى يد مؤسسة من مؤسسات الدولة، يعلن هوية معينة وفى التعامل يتناقض مع مبادئ تلك الهوية.
إعلام فرنسا الخاص أوالرسمى إعلام وطنى لا يوجد فيه "عمرو" أو زوجه، ولا سعد ولا موسى ولا عكاشة أو أنثاه أو أشباههم، فلا سذاجة ولا سطيحة ولا أكاذيب ولا شائعات.
أما شرطة فرنسا فليس لها مهمة إلا حماية المواطن الفرنسى والحفظ على سلامته، دون أن تمن عليه ليلا ونهارا، ودون زيادات استثنائية فى المرتبات والبدلات.

هكذا فرنسا علمناها هى وأوروبا الإسلام، فكان بها إسلامٌ بلا مسلمين، وبعثوا لنا بعضاً من علمهم ممزوجاً بعاداتهم وتقاليدهم التى تخالف تعاليم ديننا الحنيف، فأصبح كثيرٌ منا مسلمين بلا إسلام.
رحمك الله يا شيخ "محمد عبده".

كلمتي

نيسان ـ نشر في 2015-11-15 الساعة 20:40

الكلمات الأكثر بحثاً