اتصل بنا
 

طلبة بـ'العاشر' لا يقرأون ولا يكتبون!

صحفي وكاتب / وكالة الأنباء الأردنية وصحيفة الغد

نيسان ـ نشر في 2024-03-12 الساعة 12:14

نيسان ـ إذا كان وزير التربية والتعليم الأسبق، محمد الذنيبات، قد كشف سابقًا عن وجود نحو مائة ألف من طلبة الصفوف الدراسية الثلاثة الأولى، لا يستطيعون القراءة أو الكتابة، فها هو وزير التربية والتعليم الحالي، عزمي محافظة، يُصرح حول «وجود طلبة في الصف العاشر لا يعرفون القراءة والكتابة»، ما يؤكد وجود خلل في المنظومة التعليمية برمتها، يستدعي شحذ الهمم.
تصريحات محافظة، التي جاءت في محاضرة ألقاها مؤخرًا في جمعية الشؤون السياسية، وإن كانت جريئة، وتتسم بالشفافية والمُصارحة، إلا أنها كشفت عن وجود مُشكلة حقيقية ضاربة جذورها في أعمال العملية التعليمية ككُل، ما يوجب ألا تمر مرور الكرام، فكُل المعنيين، خاصة المختصين في وزارة التربية، مُطالبون بضرورة إعداد العدة من أجل وضع حل لهذه المُشكلة، التي نخشى أن تتحول إلى ظاهرة.
أكاد أُجزم بأن ما كشفه الذنيبات سابقًا بخصوص أولئك الطلبة المائة ألف، لم يكترث إليها أحد، ولم يُعيروها أي اهتمام، وكأن مصيرهم بات في غياهب الجُب.. والأمل ألا تُترك تصريحات محافظة إلى الصُدف، وكأنها حدث عابر، وتُصبح من الماضي، كمثيلاتها من القضايا أو المشاكل.
الغريب أن معلومة «طلبة الصف العاشر»، تم الحصول عليها من خلال هيئة دولية، قامت بإجراء دراسة على هؤلاء الطلبة في المدارس الحُكومية، ما يعني أن ذلك يتضمن ثلاث نقاط، الأولى منها إيجابية فقط، حيث تمخض عنها الخروج بتلك النتائج، ووضعها أمام صانع القرار في وزارة التربية، من أجل الوقوف على أسبابها، ومن ثم إيجاد الحلول لها.
والنقطة الثانية سلبية، تتمثل بقدرة وصول تلك الهيئة إلى طلبة ذلك الصف في المدارس الحُكومية، وإجراء استبيان، غير معلوم ماهيته وأهدافه، ومآربه الأُخرى.. فالخوف أن تكون قد خرجت بنتائج أُخرى، قد تُسبب أضرارًا ببُنية المُجتمع ككُل، وتُستخدم ضد مصالح الطالب والوطن.
أما النقطة الثالثة، السلبية أيضًا، فقد كشفت عن تقصير أو عجز «التربية» في مثل هذه المواضيع، فلا يُعقل وزارة بهذا الحجم، فيها ما فيها من كوادر مُختصة يُشار إليها بالبنان، عاجزة عن إجراء دراسة للوقوف على مُستوى طلبة المدارس الحُكومية.
وزارة كالتربية، ميزانيتها السنوية تُقارب المليار دينار، ولديها أكثر من مائة ألف شخص، ما بين مُختص ومُعلم وإداري وفني، يتوجب أن تكون قادرة على معرفة مُستوى الطلبة من الصف الأول وحتى الثاني عشر (التوجيهي)، وفي كُل المناهج.
وصول طلبة إلى الصف العاشر، ولا يعرفون القراءة ولا الكتابة، يضع أكثر من علامة استغراب واستفهام وتعجب.. فكيف كان هؤلاء الطلبة يجتازون الامتحانات السنوية، ومن قبلها الشهرية؟!.
هل نحن بحاجة إلى تشديد الرقابة على الطالب والمُعلم؟، وهل التشريعات التي تنظم العملية التعليمية، أصبحت بلا أي فائدة وقد عفا عليها الزمن؟.. أسئلة ضرورية بحاجة إلى إجابة.

نيسان ـ نشر في 2024-03-12 الساعة 12:14


رأي: محمود خطاطبة صحفي وكاتب / وكالة الأنباء الأردنية وصحيفة الغد

الكلمات الأكثر بحثاً