اتصل بنا
 

وصفي (شهيد) الضفتين ...

نيسان ـ نشر في 2015-11-16 الساعة 12:11

نيسان ـ

المجد لا يموت ولا يذبل ولا يجف ولا تطوى صحفه ولا يعتلي قامته غبار السنين ، " عُقِمَ النساء فما يلدن شبيهه ان النساء بمثله عقم " .، " يا صاحب الهمّة الشماء انت لها ان كان غيرك يرضى الأين والسّأما ".

هم الرجال سمو في المبادىء ، ورسوخ في الثوابت ، لا يخطفهم بريق المنصب ، ولا يثني من عزيمتهم وثير الكراسي ، " سيف صقال المجد اخلص متنه وابان طيب الاصل منه الجوهرا " ، " ثبت الجنان اذا الجبال تزعزعت حامي الحقيقة حامل ٌ ما اتعبا " .

وصفي قامة المواقف الثابتة، وطود الامانة الذي لا يتزحزح ، " انت الذي ما زال واضح رأيه كالصبح ان ليل الحوادث اظلما"، سنذكر بكل سمو لقامتنا الباسقة بعضا من مواقف الثبات على المبادىء في محطات مختلفة من محطات حياته ، ضابطا في جيش الانقاذ العربي في حرب عام 1948 ، ورئيسا للحكومة ، وعينا في مجلس الاعيان ، ووزيرا للدفاع ، مواقف مرصعة باوسمة العز ، وموشحة بالامانة والثبات على المبدأ ." وتظل جيلا بعد جيل حافرا فينا لانك انت وحدك جيلُ ، هذا الخلود هو الخلود ويا ابا الفقراء ان الخالدين قليلُ ".

الموقف الاول : في حرب 1948 ، كان ضابطا في جيش الانقاذ العربي ، شخّص الهزيمة الكبرى للجيوش العربية في نكبة فلسطين بهذة الكلمات : " لو ان عدوا لنا كلفناه باعداد خطة لهزيمتنا، لما استطاع ان يبدع في وضعها مثلما ابدعنا نحن في سوق انفسنا لهزيمة مخزية مخجلة " ، " واشد ما يخشى عدوٌ غاشم فينا زنود صلبة وعقول " ، " قتلوك يا يا ابن ابي لأنك آخر الرائين خوف تقول ما ستقول ".

الموقف الثاني : البيان الوزاري لحكومته الاخيرة امام مجلس النواب لنيل الثقة : " ان اسوأ انواع الحكم في هذا العالم ، هو الحكم الذي لا يعرف ماذا يريد ، ولا يملك اهدافا يسعى لتحقيقها ، عندها يتحول الحكم الى عصابة او الى تكية للتنابلة او الى اضحوكة وهزء في اعين الاخرين " ، " ان اخطر الآفات التي تؤدي الى تآكل الحكم في أي بلد هي القوقعة او التحجر ، ولعل تلك القوقعة وذلك التحجر هما سماد يساعد على تكاثر الفساد واستشراء الانتهازية وانتشار الارتزاق وتمرد الجهل وتسلط الانحراف " . " وصفي وانت اليوم اخر قلعة للقابضين الجمر والحصاد ، وصفي وانت اليوم اخر فرصة للمتعبين من الاقصاء والابعاد " ، " سلام على وصفي ومنه ازفه الى شجر الاردن اذ مات واقفا " .

الموقف الثالث : كلمته حين كان عينا في مجلس الاعيان 1969عام للتصويت على موازنة احى الحكومات : " الذين يعتقدون ان هذا البلد قد انتهى واهمون ، والذين يعتقدون ان هذا البلد بلا عزوة واهمون ، والذي يتصرفون بما يخص هذا البلد كأنه " جورعة " مال داشر واهمون " ، " على الحكومة الا تفسر الانضباطية التي يتحلى بها هذا البلد على انها خوف او جهل او عدم معرفة ، النقمة التي وصلت الى كل مواطن سواء اكان فلاحا وراء محراثه او جنديا في خندقه ، ان مرد هذه الانضباطية التي هي من شيم البلد هو رغبة كل مواطن الا يشوش على حكومة ولاها جلالة الملك من جهة ، ومن جهة اخرى تقديرا من كل مواطن لدقة الظرف وحرج الاحوال " ، " على ماذا نصوت ؟ على سياسة الابداع في تخريب البلد ، والابداع بالسير به نحو الهاوية ، والابداع بالتشهير به وبأهله ومؤسساته اثناء التبجحات المعروفة لاركان الحكومة في حفلات السراب والطبيخ ، في وسعي ان استطرد الى ما لا نهاية في تعداد عشرات المآخذ والمثالب ، في وسعي تعداد انحرافات ورشوات تبلغ قيمتها مئات الالوف وربما الملايين من الدنانير " ، "البلد لا يستحق سوى الاجلاء الاعزاء رغم تآمر اللاأبالية والفساد على سمعته ، لقد اوصلت هذه الحكومة الامور في هذا البلد الطيب الى درجة الفوضى والهوان والفساد ، حداً لا يصح السكوت عليه كائنة ما كانت الظروف " ، " الذين يتصرفون كالفئران على سفينة في بحر هائج سيغرقون هم كما تغرق الفئران ، وستبقى السفينة تمخر العباب الى شاطىء السلامة " ، " لا مكان للفساد ولا مكان للرشوة ولا مكان لتلون الوجوه ، الميدان فقط للصابرين الصادقين ذوي الرأي الجريء الصريح " ، " اثار هذه المعالم المؤسفة تفاصيلها يعرفها القاصي والداني ، هذه المعرفة انتجت لا ابلية عامة وميوعة في اجهزة الدولة ، وتصاعدت نتيجة لذلك كل عوامل الفساد والانحلال في كل مجال ، هذا التصاعد حتى في ايام السلام والدعة يكفي لتقويض مجهود أي دولة ، فما بالنا ونحن في معركة يفترض ان تتحول الحكومة عندنا الى مستوى الانبياء والصحابة بسبب قداسة معركة المصير " . هذه الكلمات النارية قالها وصفي وهو عين ، يا اعيان ونواب الامة ، اين انتم وسمو هذه المواقف ، " الا لوجه فيه حوران التي ما ساومت يوماً على الحصّاد ، ارحل فدربك لم تكن مأمونة يا اخر الشرفاء والاطواد " ، " وكفى الحمى فخراً اذا نادى الحمى لباه حتى وهو قتيل ، وصدقت جدّ الموت فالرائي بلا عمر وعمر المستكين طويل " .

الموقف الرابع : كان رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع ، كان الموقف الاخير للفارس الذي ترجل قبل اوانه ، غادر الى القاهرة رغم كل المحاولات التي ارادت ان تعدل رأيه عن الذهاب خوفا عليه ، لان كل التقارير كانت تشير بخطورة الموقف ، الا ان حساسية الملف الذي انجزه تحتم عليه عرضه امام لجنة الدفاع المشترك لوزراء الدفاع العرب ، الملف الذي بحوزته والذي عرضه امام الجميع في المؤتمر هو مشروع خطة تثوير الارض المحتلة بدعم عربي ، انتفاضة في وقتها وزمانها ، لكنها الاقدار ويد الغدر لم تمهل الفارس ليرى اثار مشروعه ، فتأخرت الانتفاضة عشرون عام لتولد يتيمة بدون دعم عربي .

" عداك الذام يا وصفي رماحك غير مسنونه ، ودرب الحر يا وصفي كدربك غير مأمونه " .

"مضى طاهر الاثواب لم تبقى روضة غداة ثوى الا اشتهت انها قبرُ" .

" عليك سلام الله وقفاً فانني رأيت الكريم الحر ليس له عمرُ " .

"خير المصالح تسليم على الشهداء ازكى الصلاة على ارواحهم ابدا " .

" ان لم يقيموا لك الذكرى مخلدة فأن اسمك فينا خير تذكار ".

" وصفي ويكفي بأنا حين نذكره نزداد فخرا ونزهو باسمه تيها

فقد اضاء الدم الغالي الدروب لمن ضلوّ الدروب وغابو في دياجيها

ابكي على امة تغتال اجمل ما فيها وتحمي بأيديها اعاديها " .

" وصفي شهيد الضفتين وفيهما مهج يصول بها الهوى ويجولُ

وهو الفدائي الحقيقي الذي ما مسه زيفٌ ولا تضليلُ

كان الرصاص يراعه وذراعه وكلاهما لكليهما موصولُ " .

رحم الله الفارس الذي لا ينسى ، وتقبل الله شهداء الوطن ، وحمى الله الوطن من كل مكروه .

نيسان ـ نشر في 2015-11-16 الساعة 12:11

الكلمات الأكثر بحثاً